وكالة القدس للأنباء - متابعة
رأى ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان، أبو عماد الرفاعي، أن عملية "تل أبيب" تأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بالمقاومة محذراً في حوار مع "قناة الميادين"، اليوم الخميس، العدو الصهيوني من أنه سيدفع ثمناً كبيراً في حال أقدم على أي عدوان على قطاع غزة.
وأكد الرفاعي أن "العملية البطولية التي نفذت في المجمع التجاري في تل أبيب وأسفرت عن مقتل أربعة صهاينة، وإصابة 8 آخرين، تشكل رسالة واضحة من الشعب الفلسطيني بأن المقاومة موجودة وحاضرة، وأنه لا يسمح لأحد أن يتحدث بإسمه في مشروع تنازلي عن حقه ومقدساته وأرضه، وأنه اليوم يستمر في المقاومة رغم كل ما تعيشه المنطقة"، مشيراً إلى أن "الرسالة أيضاً للعدو الصهيوني بأنه مهما كانت الإجراءات التي يمارسها بحق الشعب الفلسطيني من إعدامات ميدانية وتدنيس واقتحام للمسجد الأقصى المبارك، لن تثنيه عن الاستمرار في مقاومته"، موضحاً أن "العملية كذلك حملت رسالة للعرب تأكد بقاء الشعب الفلسطيني متمسكاً بقضيته أياً كانت المحاولات الرامية لللالتفاف حول نضالاته، والتخلي العربي عنه، وعن دعم مقاومته".
وأشار الرفاعي في حديثه أنه "لا يوجد أهمية كبيرة للانتماءات منفذي العمليات"، معتبراً أن "العملية تكمن في التأثير داخل الكيان الصهيوني"، موضحاً أن "هناك كثير من العمليات التي نفذت بشكل منفرد، وهذه عظمة الانتفاضة والمقاومة، فأحد إربكات العدو أنه يواجه شعب بأكمله ولا يواجه فصيلاً".
وأوضح الرفاعي أن "دور الفصائل مهم في التعبئة، لمواجهة التحديات وسياسة العدو"، وبين أنه "من الإيجابي أن يكون هناك عمليات دون قرار فصائلي، وهذا ما يقلق العدو".
وأضاف الرفاعي: أن "العدو لن يترك وسيلة إلاّ ومارسها بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات، وهو لا يمتلك الكثير من الخيارات غير التي مارسها على امتداد السنوات الماضية".
وعن مواقف ليبرمان، قال: إن "نبرته عندما كان خارج الحكومة كانت مختلفة، لكنه الآن يدرك حجم التعقيدات والواقع في الضفة المحتلة والقدس وغزة، كما أنه يدرك أن هناك ثمناً كبيراً سوف يدفعه في حال أقدم على أي عدوان على قطاع غزة، كما أن الوضع الصهيوني الداخلي غير مهيء لذلك".
وعن التطبيع مع العدو قال: "نسمع أن هناك عدداً من الدول العربية تفتح علاقات مع العدو، كما أن نتانياهو قام بزيارة روسيا أربعة مرات هذا العام، وأيضاً تركيا تقوم بإعادة التطبيع مع العدو"، معلناً عن أسفه بأن "هناك تغيبياً شبه كامل للقضية الفلسطينية عن الاعلام العربي، لكن هذه العملية أعادت فلسطين إلى الصدارة".
وبالنسبة لمساعي التسوية أوضح الرفاعي أنه "سيكون في الأشهر القادمة تحريك للتسوية لكنه لم ير أي مؤشر على أن هذه المفاوضات ستكون لصالح الشعب الفلسطيني، خاصة أن الموقف الإقليمي ما زال داعماً للكيان الصهيوني".
وفي سياق آخر، اعتبر الرفاعي أن المبادرة العربية تمت حتى الآن لكنها مجمدة، متسائلاً: "هل سيقبل الإسرائيلي بالمبادرة العربية والتنازلات"، موضحاً أنه "تم شطب بعد بنود المبادرة خاصة قضية اللاجئين، وملف يهودية الدولة، فهذه القضايا إذا حصل عليها العدو، ربما تكون المبادرة أساساً للتفاوض، خاصة أنها ترضي الجانب العربي في فتح مزيد من الاتصالات والعلاقات والتطبيع مع الكيان الصهيوني".
ونبه الرفاعي إلى "أن المبادرة بدأت تأخذ منحى تصاعدياً في ظل الإغراءات التي تمارس على المستوى الفردي، وما تمارسه بعض الدول العربية في إيجاد خطوط تطبيعية مع العدو". وقال: "خطوة خطيرة، والجميع يتحمل المسؤولية، فهناك أزمة وعي وأزمة ثقافة، وحالة من التخبط على المستوى العربي، ولم يعد هناك قيم يتمسك بها البعض، وخاصة في موضوع الصراع العبي الصهيوني"، داعياً إلى "وقفة جدية لوقف المسلسل التطبيعي على مستوى الأفراد والدول".
رابط مختصر
