في فلسطين الأبية كل شابة او شاب كل امرأة او رجل ، كل شيخ او عجوز ، هم مشروع شهادة، وصرخة شجاعة تقول نفدي فلسطين بدمنا، فلولاك الوطن لما استبسلوا، و ما قاتلوا، وما انتصروا، ولما استشهدوا، حتى يبقى اسم فلسطين مجد الامة.
نحن كشعب فلسطيني ننحني بكل احترام أمام شعبنا وشاباتنا وشبابنا بفخر وإجلال, فهم الذين صانوا القضية الفلسطينية بالنضال والتضحيات, ورووها بدمائهم الزكية العطرة ارض فلسطين ، وأظهروا الروح القومية والوطنية التي تجلت في كل شبر من أرض فلسطين فكان الثمن قوافل من الشهداء .
وأنا استغرب اليوم من ممارسة بعض العرب الذين بالامس صوتوا من اجل تولي كيان العدو اللجنة القانونية في الامم المتحدة ، فكيف للعدو يرتكب المجازر والقتل والارهاب ويصادر الاراضي ويدنس المقدسات الاسلامية والمسيحية ان يكون صديق لهؤلاء ، فبكل تأكيد ان من يهرول للتطبيع مع العدو يفرط بالارض وبالمقدسات ، فهذا زمن انهيار البعد القومي للقضية الفلسطينية والتبعية الكاملة للقوى الاستعمارية وكيان العدو الصهيوني ،فليس غريبا على بعض النظام العربي إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني والسماح للإسرائيليين بالتجارة والسياحة وتبادل الزيارات بل وممارسة رقابة على ما يقول الناس وما يفكرون به ويزعم هذا النظام انه يتصرف بما تمليه مصالحه وان قرار التطبيع قرار سيادي ، قد يقول قائل لقد انتهى زمن قومية وإسلامية القضية الفلسطينية والدول اليوم تتصرف حسب المصلحة ،وهذا القول به شيء من الصحة.
لهذا ارى ان على جميع القوى العربية الحية اعادة رسم شعارات واسلوب حركة ثورة الشعوب العربية من خلال اعادة البوصلة نحو فلسطين ، وهذا الامر يستوجب مواجهة حالة الإنقسام وتعزيز الوحدة الوطنية على قاعدة برنامج وطني فلسطيني.
ان الرد المطلوب فلسطينياً وعربياً على قرار تولي الكيان الصهيوني اللجنة القانونية في الامم المتحدة، هو المزيد من التحرك على مستوى الاحزاب والقوى التقدمية العالمية والتمسك بالثوابت الفلسطينية و المشروع الوطني الفلسطيني وكامل الحقوق الوطنية المشروعة اي حق الدولة المستقلة وحق العودة وحق المقاومة حتى استعادة حقوق الشعب الفلسطيني. إن هذا الموقف أكثر من ضروري اليوم خاصة وان اسرائيل ستكون متجهة أكثر بإتجاه تصعيد العدوان، وهذا يحتاج الى موقفاً وطنياً فلسطينياً موحداً باتحاه تعزيز العلاقات مع الاحزاب والقوى العربية يفتح آفاقاً جدية أمام حالة ثورية تقدمية وديمقراطية في العالم العربي.
ختاما : الشعب الفلسطيني يقارع العدو ويستبسل ويسطر بدماء شهدائه وصمود اسراه ، نموذجا يحتذى به وهو يكتب صفحات التاريخ بحروف من نور، على طريق تحرير فلسطين.
اعلامية فلسطينية

