بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
قررت محكمة الظلم الصهيونية سجن الشيخ المجاهد رائد صلاح تسعة أشهر بعد إدانته بالتحريض في خطبة ألقاها قبل 16 فبراير/شباط 2007 في القدس، عُرفت بخطبة وادي الجوز، ضد إغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين.
وقال الشيخ في تلك الخطبة إن الكيان الصهيوني يمهِّد لإقامة "هيكل سليمان المزعوم"، مكان المسجد الأقصى، فوجّهت إليه سلطات الاحتلال بدورها تهمة التحريض على الكراهية.
وإمعانا في الظلم، ومحاولة لكسر إرادة شيخ الأقصى، قررت - ما يسمى زورا وبهتانا - مصلحة السجون الصهيونية نقله إلى العزل الانفرادي في سجن نفحة الصحراوي.
وإزاء هذا الحدث الجلل؛ تؤكد؛ رابطة علماء فلسطين في لبنان على الآتي:
أولا: إن تأكيد الشيخ رائد صلاح ثباته على مبادئه الإسلامية والعربية والفلسطينية، واستعداده لدخول السجن مرة بعد مرة للتأكيد على هذه الثوابت، وإن تقييد حريته، لن يثنيه عن مبادئه التي آمن بها، واعتقل لأجلها، وأبدى استعداده للشهادة في سبيلها.
ثانيا: إن اعتقال شيخ الأقصى محاولة صهيونية بائسة لإخماد جذوة إنتفاضة القدس المباركة، كون الشيخ المحرك الرئيسي لها.
ثالثا: إن اعتقال الشيخ الرمز يكشف زيف شعارات حرية الكلمة، وحقوق الإنسان التي يرفعها المجتمع الدولي المتآمر، ويفضح المحتل المجرم الذي يتشدق بالديمقراطية، ويفرض على المؤسسات القانونية أن تتحمل مسؤولياتها تجاه الشيخ رائد صلاح وجميع المعتقلين في السجون الصهيونية.
رابعا: نحيي أبطال انتفاضة القدس الميامين، وندعو شعبنا الفلسطيني في فلسطين المحتلة إلى الرد على الإجرام الصهيوني واعتقال شيخ الأقصى بإشعال الانتفاضة وتصعيدها في وجه المحتل.
خامسا: ندعو المؤسسات والجمعيات والأحزاب والشعوب العربية
والإسلامية إلى التحرك العاجل لنصرة القدس وأهلها، فلا يعقل أن يستفرد بأهل فلسطين، والأمة لا تحرك ساكنا!
سادسا: أن "اعتقال الشيخ رائد صلاح في هذه المرحلة؛ يأتي في إطار وقف جهود الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى ومجمل القضية الفلسطينية، وخاصة أن الشيخ صلاح جعل قضية المسجد الأقصى قضية وطنية بامتياز على كافة الأصعدة، ولكافة أبناء الشعب بجميع انتماءاتهم الدينية والوطنية".
سابعا: أن "الاحتلال يحاول استغلال الظرف الإقليمي في المنطقة العربية بأسرها، والاضطرابات التي تمر بها، لتمرير وتنفيذ مخططاته القديمة بهدم الأقصى وقبة الصخرة، وبناء الهيكل المزعوم، ويعمل في إطار ذلك على إزاحة كل ما يمكنه عرقلة هذه المخططات".
ثامنا: إن الإجراءات التي اتخذها الاحتلال بحق الشيخ المجاهد رائد صلاح "جزء من سلسلة إجراءات يتخذها ضد القيادات الفلسطينية في أراضي الـ48؛ لإسكات صوت فلسطينيي الداخل، وعزلهم عن قضيتهم"، وفي هذا السياق يأتي حظر الحركة الإسلامية، بالإضافة إلى منع أعضاء التجمع الوطني الديمقراطي في الكنيست من ممارسة عملهم البرلماني مؤقتا، وإصدار حكم بالحبس لستة أشهر مع وقف التنفيذ على النائبة حنين الزعبي بسبب أنشطتها ومواقفها، فضلا عن قوانين التمييز العنصري التي بدأت تطفو على السطح مؤخرا".
وأخيرا؛ سينتصر الشيخ رائد على سجانيه بإذن الله تعالى..
" ..ويحق الله الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين..".
والله أكبر؛ والعاقبة للمتقين.
رابطة علماء فلسطين في لبنان
الأربعاء 5 شعبان 1437
الموافق 12 أيار 2016
