"بان" يزور لبنان ويتفقد "نهر البارد" في اول زيارة لمسؤول أممي لمخيم فلسطيني
تهدئة فلسطينية لانجاح الزيارة بان الى لبنان.. تقديم مذكرة مطلبية وزيارة البارد
البلد | محمد دهشة
يبدأ اليوم، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون زيارة الى لبنان بعد ايام قليلة على زيارة الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغريني التي بحثت الأزمة السورية وتداعياتها على لبنان، فيما يتسعد اللاجئون الفلسطينيون لاستقباله في "نهر البارد" التي سيتفقده في اول الزيارة لمسؤول أممي لاي من المخيمات الفلسطينية.
واكدت مصادر مطلعة لـ "صدى البلد"، ان زيارة "بان" الى لبنان تتناول ثلاثة ملفات رئيسية، النزوح السوري، حيث سيتفقد أحد مخيمات اللاجئين السوريين في اطار جولة يقوم بها على عدد من دول المنطقة التي تستضيف نازحين سوريين، الخلافات اللبنانية على ضوء طول أمد الفراغ الرئاسي واستفحال الخلافات اللبنانية وسيلتقي عددا من المسؤولين اللبنانيين ويجدد دعوته للاسراع بانتخابه، والمعاناة الفلسطينية على خلفية قرارات وكالة "الاونروا" تقليص خدماتها وآخرها الصحية والاحتجاجات السياسية والشعبية الرافضة لها والمتواصلة منذ ثلاثة اشهر.
وعلم ان القوى الفلسطينية، تبلغت بأن "بان" سيزور مخيم نهر البارد في اليوم الثاني لزيارته لبناني اي يوم الجمعة للاطلاع على وضع إعادة الإعمار، ولا سيما في ظل الأزمة المستمرة التي تواجهها العملية، قبل ان يلتقي بعائلة "عائدة" إلى بيتها، وأخرى لا تزال تنتظر تسلم بيت يأويها، ويطلّ على المخيم من مكان مشرف ليشاهد من علوٍ أعمال إعادة الإعمار.
واعتبرت مصادر فلسطينية، أن زيارة "بان" إلى المخيم تشكل حدثاً استثنائياً بحد ذاتها، فهي بالاضافة الى كونها المرة الأولى التي يقوم بها أمين عام للأمم المتحدة بزيارة أحد المخيمات الفلسطينية، منذ نشوء هذه المخيمات، بعد النكبة عام 1948، ستكون فرصة لاطلاعه على حجم المعاناة الإنسانية والاجتماعية التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات، في ظل سياسة الاونروا تقليص خدماتها تدريجيا، والتي تنعكس سلباً على أوضاعهم الصحية والاستشفائية والتعليمية، ولا سيما في ظل حرمانهم من كافة حقوقه في لبنان، وفي مقدمتها حقه في العمل والتملك والضمان الاجتماعي، على ان الأكثر أهمية أن يسمع "بان" أن الحل الحقيقي لمعاناة اللاجئين لا يقتصر على اعمار وتحسين خدمات رغم ضرورتها، بل على تطبيق قرارت الشرعية الدولية وخاصة منها القرار 194 الذي ينص على حقهم بالعودة إلى أرضهم وبيوتهم وقراهم التي هجروا منها من فلسطين.
تبريد لاانجاح
وعلمت "صدى البلد" انه ادراكا لاهمية الزيارة، فان القوى الفلسطينية عملت على محورين، اولا اعداد مذكرة مفصلة حول كافة المطالب الخدماتية والانسانية والاجتماعية والتربوية والصحية والسياسية، وتبريد الاجواء وتنفيس الاحتقان لتوفير الاجواء المريجة والناجحة لها، على وقع اتصالات لبنانية رفيعة المستوى لاستيعاب حركة الاحتجاج والاعتراض بعدما كان مقررا اعلان الخميس اي يوم وصوله الى العاصمة بيروت يوم غضب فلسطيني واقفال كافة مؤسسات "الاونروا" لايصال الصوت اليه، وقد استعيض عنه بالزيارة الى البارد، وتسليمه مذكرة حول المطالب، خاصة وان "الاونروا" قد بادرت الى تعليق العمل بالنظام الاستشفائي الجديد حتى 21 نيسان الجاري، من اجل تبريد الاحتجاج وتنفيس الاحتقان، واذ لم ينال موافقة القوى التي عقدت اجتماعاً طارئاً في سفارة دولة فلسطين، رحّبت فيه بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى مخيم نهر البارد “المنكوب”، معتبرا "الزيارة إنجازاً ومكسباً لقضية اللاجئين الفلسطينيين، والعمل على تحقيق مطالبهم وصولاً إلى دعم حق العودة".
اعتصام الاسكوا
وعشية الزيارة، اقفل ممثلو القوى الفلسطينية واللجان الشعبية مكتب الاونروا الرئيسي في بيروت، اضافة الى مكاتب الاونروا في المخيمات، ونظمت "خلية الازمة" المنبثقة عن القيادة السياسية الموحدة في لبنان اعتصاما امام مقر الامم المتحدة (الاسكو) في بيروت بمشاركة حشود من ابناء المخيمات الفلسطينية الذين رفعوا يافطات تستنكر اجراءات الاونروا وتؤكد التمسك بحق العودة.
وتحدث في الاعتصام، عضو اللجنة المركزية لـ "الجبهة الديمقراطية" عدنان يوسف، فتلا مذكرة باسم المعتصمين، اكد فيها تمسكنا بالاونروا وبتحسين خدماتها وتمسكنا بحق العودة وفق القرار 194، قائلا "نرفض التحول الى متسولين على ابواب الدول المانحة"، معتبرا "ان التصريح الذي صدر عن الاونروا حول سياسة الاستشفاء لم يحمل اي جديد بل تضمن كلاما تضليليا حول تعليق هذه السياسة والبدء بحوار مباشر.. وعليه فاننا نعتبر ان اي حوار يجب ان يؤدي الى التراجع عن جميع القرارات التي اتخذت منذ الرابع عشر من ايار 2015 وان الفصائل الفلسطينية على اختلافها واللجان الشعبية وجميع الحراكات الشعبية وإذ تؤكد تمسكها الحازم بكافة المطالب الفلسطينية المحقة، فانها تؤكد بأن اي حوار يجب ان يكون برعاية دولية ولبنانية بما يضمن التراجع عن اجراءات الاونروا وليس ايجاد المخارج للازمة التي افتعلتها ادارة "الاونروا".
ومع نهاية الاعتصام، سلم وفد من قادة الفصائل واللجان الشعبية ضم علي فيصل، علي بركة، صلاح اليوسف، غسان ايوب، سمير ابو عفش، عدنان يوسف وابو اياد الشعلان ممثل الاسكوا في لبنان كريم خليل نص مذكرة موجهة الى مون اكدت على تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة ورفضه مشاريع التوطين والتهجير.
لا تراجع.. وتصعيد
هذا وبحث سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور التقى مع مدير عام الاونروا في لبنان ماتياس شمالي، بحضور امين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات امين سر تحالف الفصائل الفلسطينية "ابو عماد" رامز، التصريح الصادر عن "الاونروا" حول سياسة الاستشفاء في لبنان استنادا للجهود المشكورة التي بذلت وتم طرح عددا من النقاط التي تضمنها التصريح والاستيضاح بشأنها من اجل اتخاذ ما يلزم من قرارات وخطوات في هذا الشأن تستجيب للمطالب المحقة والاحتياجات الملحة لابناء شعبنا في لبنان.
فيما زار وفد من "خلية ازمة الانروا"، مخيم البرج الشمالي والتقى في مركز بيت اطفال الصمود بممثلي اللجنة التحضيرية للقاء الشعبي في المخيم، حيث جرى ووضعهم بآخر المستجدات فيما يتعلق بقرار الاونروا تقليص خدماتها، بينما قدموا بعض المقترحات لتصعيد التحركات الاحتجاجية ضد الاونروا، قبل ان يتوجهوا الى خيمة الاعتصام، حيث اكد نائب المسؤل السياسي لحركة "حماس" في لبنان و"عضو خلية الازمة" الدكتور احمد عبد الهادي، موجها التحية والتقدير لاهالي المخيم الذين "كانوا ولا يزالون السباقين في تحركاتهم بوجه الاونروا"، مؤكدا رفض القيادة السياسية وخلية الازمة لتصريح الاونروا الاخير الذي تحدث عن تجميد القرار لمدة شهر"، داعيا ابناء شعبنا الفلسطيني في كل المخيمات الى الاستمرار في التحركات حتى تتراجع الاونروا عن قرارها، مؤكدا ان خلية الازمة لن تتراجع في برنامجها التصعيدي حتى تتحقق كل المطالب، واعدا انه سيكون "تصعيد نوعي وجديد" الاسبوع المقبل.

