إنه " يوم الأرض" اليوم الفلسطيني الأبرز في التاريخ الفلسطيني و الذي يمثل رمزاً للاعتزاز القومي برغم الآلام والجراح العميقة التي تواكب هذه الذكرى من قتل وتشريد لأبناء شعبنا الفلسطيني ومحاولة الاعتداء على المقدسات ومصادرة الأراضي ، فقد شكل انعطافة تاريخية في مسيرة أبناء شعبنا من ناحية إنتمائهم وهويتهم منذ نكبة عام 1948م إلى الانعاطافات العديدة في هبات كثيرة حطمت من خلالها القبضة الأمنية التي يتغنى بها قادة الاحتلال وآخرها اليوم في انتفاضة مباركة تعرف " انتفاضة السكين " ، فقد أصبح هذا اليوم رمزاً للتشبث بالأرض والهوية والوطن السليب فلسطين ضد مشاريع الاحتلال الاسرائيلي في السيطرة على باقي الأراضي الفلسطينية والقضاء على حق العودة .
وتحل علينا هذه الذكرى في وقت لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمعن في سياساتها التوسعية والاستيطانية والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات غير الشرعية وغير القانونية بعد تهجير أصحابها الشرعيين إلى الشتات وسلبها عنوة ونشرها الإرهاب بالعالم العربي لتظهر للرأي العام العالمي بأنها دولة السلام .
فقد شرعت الحركة الصهيونية منذ بداية تطلعاتها نحو فلسطين للعمل على مصادرة الأراضي الفلسطينية وإنشاء المستوطنات وإحضار آلاف المستوطنين من كافة أصقاع الأرض وإسكانهم في فلسطين، ولعل ما حدث أثر نكبة 1948 وتشريد حوالي مليون فلسطيني من ديارهم وهدم حوالي 400 قرية فلسطينية والقيام بالعديد من المجازر ، وما تبعه من تشريد لشعبنا أثر نكسة عام 1967 من أفضل الأمثلة على السياسة الاستعمارية البربرية للحركة الصهيونية التي أنشأت على أنقاض الديار الفلسطينية والأراضي التي سلبتها من أبناء شعبنا الفلسطيني .
وأختم أسطري هذه إن إحياء ذكرى يوم الارض هو للتأكيد على حقنا التاريخي في استعادة كامل أرضنا مهما تعددت أساليب الاحتلال القمعية والبربرية في المصادرة والهدم والتشريد والقتل وهذا يؤكد نجاح شعبنا الفلسطيني في الداخل في عبور الامتحان الصعب والقاسي طوال عشرات السنوات التي تلت النكبة، فكسروا إرادة الاحتلال ومرغو رأسه بالتراب وصنعوا إرادة جديدة، باتت اليوم أكثر تماسكا من أي وقت مضى في الدفاع عن الأرض وعن الوجود وعن التاريخ والهوية الوطنية والعربية والاسلامية ، وفي الثبات والبقاء على أرض الوطن في حيفا، ويافا، واللد، وعكا، وسخنين، وعربة البطوف، ودير الأسد، ودير حنا، وعيلبون،وشفاعمرو ، وأم الفحم، وكفر مندا، وكفر كنا، وراهط، وفي عموم النقب وعموم أرض فلسطين فيوم الأرض هو يوم للتمسك بحقنا بالأرض.
