recent
أخبار ساخنة

من فلسطين اليوم: القلمُ أقوى من بنادِقَكُم// إسراء الصفدي

الصفحة الرئيسية

بقلم: إسراء الصفدي
2016-3-11

أن تراهم في غرفة الأخبار ينقلون الحقيقة وإنتفاضة شعب أراد الحرية،ويتبادلون الحديث بشأن تغطية الإنتفاضة الفلسطينية،أن ترى فرحتهم عند إبلاغهم بعمليةِ طعنٍ حدثت ليتم وضعها على الشاشة بخطٍ عريض ،أن ترى شاشتهم تحكي قصة فلسطين أربعة وعشرون ساعة بخبرٍ عاجل كلُّ ثانية على طرفهِ طفل يرمي حجارة ويقاوم،أن ترى أمام المحتل مراسلون يتحدثون عن مواجهاتٍ قائمة دون مبالاة لبندقيةِ محتلٍ يعتقد إن رفعها بوجههم يعني أنه سَيُسكِت صوت الحق وسيقتل عزيمتهم! 
هذه هي القوة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى،هذا هو الإعلام الفلسطيني.



هذا ما حدث اليوم في تلفزيون فلسطين اليوم الكائن في بيروت،فبعد أن تم إغلاق مكتبهم في مدينة البيرة في الضفة الغربية المحتلة من قبل قوات الاحتلال،والعبث بمحتوياته وإعتقال مديره الإداري فاروق عليات،استمر نقل الأحداث الفلسطينية بعزيمة ونشاط أكبر. مقاومون بأقلامهم سطَّروا أكبر إنتصار على عدوٍ يعتقد أنه الأخطر. 
هي وسيلة إعلامية "مُحرِّضة"،كلمات ملأت قنوات الاحتلال ومواقعهم على فيسبوك وتويتر،لربما لم يعلم الاحتلال بعد أن وصفه لأحدٍ بِ"مُحَرِّض"،لا يأذيه ولا يجرح مشاعره بل يكون قد أعطاه جرعة قوة،ويثبت له أنه حقاً يرعبهم.


قناة فلسطين اليوم،هي من إحدى الوسائل الإعلامية الفلسطينية المقاوِمة،تهتم بقضية فلسطين بكافة أبعادها،أقلامها وصورة الحقيقة أوجعت الإحتلال الصهيوني بشدة،وكلما زاد وجعه يعني زاد إنتصار القناة. منذ أواخر العام السابق والإحتلال الصهيوني يقمع الصحافة الفلسطينية،فقد يتعرض يومياً الصحافيون الفلسطينيون للإصابة المباشرة بالرصاص الحي وقنابل الغاز السام،كما يداهم الإحتلال منازلهم ويصادر أدواتهم الصحفية. وقد أشار تقرير سنوي أصدره مركز غزة لحرية الإعلام أن عام 2015 هو الأسوء لحرية الإعلام في فلسطين،كما شهد شهر شباط هذا العام إرتفاعاً في عدد الإنتهاكات ضد الحريات الإعلامية حيث سُجِلَ حوال سبعة وأربعون إعتداء. 
يبقى الإعلام الفلسطيني هو الخطر الأكبر بالنسبة للاحتلال الصهيوني،صحفيٌ فلسطينيٌ واحدٌ كفيلٌ بأن يشكل لهم رعب كبير. كالصحفي محمد القيق الذي انتصر على قيود السجان بعد 93 يوماً من إضرابه عن الطعام في السجون الإسرائيلية،ومراسل فلسطين اليوم مجاهد السعدي الذي لا يزال أسيراً منذ الثاني عشر من يناير هذا العام،وتهمته أنه إعلامي فلسطيني مقاوم. 
مستمرون،"بهمش"،باقون، لا ترعبنا بنادقكم،بأبسط وسائلنا سننقل الحقيقة.. كلمات عبر عنها صحافيون فلسطينيون من فلسطين اليوم ووسائل إعلامية فلسطينية عديدة،لم ترعبهم بندقية عبثت وقتلت وجنود اعتقلت،لم ترعبهم تهديدات وتحذيرات،ما دامت شاشتهم باقية لأجل فلسطين، وإن أغلقوا المزيد واعتقلوا أكثر.. صوتُ فلسطين اليوم وكافة الوسائل الإعلامية الفلسطينية باقٍ بعزيمة تتجدد ما دام نبض الحياة في فلسطين قائم.
google-playkhamsatmostaqltradent