سراب حزن يشد قلب الرجل الى بدايات دقات قلبه الجريح منذ العام 1967 حتى اليوم
لم يتوقف هذا الدفق من نبع عاطفته الجياش ..
يباس عودة لا ربيع له سوى تنهيدة من هنا أو جرح من هناك
كأنه الملهوف الوحيد في العالم على أنثى تغرد له من بعيد ولا تصل ..
ويقولون انه محروم من كل ما يمت اليها بطريق
مقطوعة كل السبل الى شريان قلبه الوحيد
هو المطعون هناك ...النازف على ابواب الحياة
او في الطريق الى المدينة..
بحر بعيد يهلك سفنه التي ظن للحظة انه القادر على قيادتها وهو الكسيح..
مجنون هذا الغناء الذي يسحبه من حشرجات الروح ولا يصل الى الخاتمة..
تب لك يا غريد
تتب لك يا مطعون
تب لك أيها الجنون
لا والله انك لست بمجنون
لكنه عذاب ينزل بك من ألم الفراق
..وعذاب اللحظات ما لم تعرفه الارض حين انزاحت عن الماء أو حين نزلت دمعتك على عين ضاعت عين سهرت في العتم بلا رجاء
تعب كبير يطارد قلبك الصغير
لا تصل الى النهايات
تعب كبير وأنت المزين بحزنك
المرتفع على نبض قلبك
كسير الجناح
طائر القلق والجنوح نحو هاوية عرضها السموات والأرض
كسير أنت في الصورة والمرآة
كسير ظلك تحت شجرة متروكة للعراء .
ألست أنت القائل : لا صحراء عندي ولا ماء
شبيه جسدك أنت، أو قل شبيه روح الصديق
متروك أنت لقدرك الوحيد
الوحدة تنخر جسدك الطري
في المساء بعاد وفراق
في الصبح خطيئة
بعد الظهر غياب
تلك الروح التي لا تعرف سوى الغياب
أنت السر
أنت الغياب
بل قل : غابت الأيام
ومن عاش عاش ومن مات مات
محمد درويش
اعلامي وشاعر
*لبنان

