حضر بان كي مون و ذهب و لم تنته المعاناة ، لم تلغ القرارات المجحفة .
لم يترجِم قلقه الى حلول للآلام التي يعانيها الانسان الفلسطيني اللاجئ .
ذهب بان كي مون و بقي كل شئ على حاله ، المريض لا يجد دواء .
من يحتاج لعملية جراحية لا يملك تكاليفها فيضطر للبقاء في بيته
يعاني من ألمه ، حتى يفرجها الله عزوجل ، او يموت على فراشه .
جاء الرجل الاول في المنظمة الدولية و لم ينظر للاكتظاظ في الصفوف
المدرسية ، و لم ير عذاب التلاميذ و هم محشورون كل اربعة في مقعد !
لن نقول ان لا ايجابيات من هذه الزيارة خصوصا لناحية زيارة مخيم
نهر البارد حيث يعاني سكانه منذ تدميره في ايار 2007 من ظروف
غير انسانية و معاملة غير اخلاقية لجهة اعادة تعميره . لكننا نبحث
عن النتائج العملية لهذه الزيارة و ما يمكن ان تخففه عن مخيماتنا .
هناك تحركات محمومة و من جهات عديدة تستهدف الالتفاف
على المطالب العادلة لجماهير شعبنا و قواها الوطنية و الاسلامية .
هذه المطالب التي لا يمكن التراجع عنها كونها مصيرية تؤثر
في تداعياتها على ارواح المئات بل الالاف من المرضى الموزعين
على المخيمات من الشمال الى الجنوب ، بالاضافة لما تسببه من تدني
مستوى التعليم بعدما بدأت الانروا بتقليص الخدمات في هذا المجال ايضا .
كل هذه مع غيرها من التقليصات المبرمجة بكافة الخدمات و التنصل
من المسوؤلية تجاه اللاجئين قد تسبب بمشكلات اجتماعية
و انسانية تزيد من آلام شعبنا و معاناته . فابناء شعبنا في مخيمات اللجوء
محرومين ، كما يعرف القاصي و الداني ، من اية حقوق في لبنان ، و لا يتساوون
مع أشقائهم اللبنانيين باية ضمانات صحية او اجتماعية . بل و محرومين من العمل
في عشرات الوظائف بدءا من الطب و انتهاء بعمل التنظيفات . لهذا
فان اللاجئ و الى حين عودته الى وطنه مجبر بالبقاء رهينة ابتزازات وكالة
الغوث التي انشأت خصيصا لاغاثته و تشغيله . هذه المنظمة الدولية
المسؤولة بشكل او بآخر عن نكبته كونها ساهمت بإنشاء كيان الاحتلال
و تشريد السكان الاصليين من مدنهم و قراهم تاركين خلفهم حقولهم و ارزاقهم .
اذا كان من اتخذ القرارات الاخيرة قد تخيل انه بذلك يبتز اهلنا و يجعلهم
يقبلون بأية حلول بخصوصهم أو بما يتعلق بوطنهم و حقهم بالعودة
فانه واهم ، و جاهل بتاريخ الشعب الفلسطيني ، و لا يفهم مدى علاقة
الانسان الفلسطيني بوطنه و مقدساته . هذا اللاجئ سيبقى
يطالب بحقوقه و يعمل لتحقيقها و لن يتراجع عنها حتى يعود الى وطنه .

