recent
أخبار ساخنة

الموقف الفلسطيني الثابت يحرج الأونروا ويدفعها للبحث عن مخرج والإحتجاجات نحو التصعيد


فاطمة مجذوب 08 شباط, 2016


"رُبَّ ضارة نافعة"، لقد حاولت الأونروا الانسحاب من حياة اللاجئين الفلسطينين، فاتخذت اجراءات تعسفية طالت حياتهم، الا انها تفاجئت بردة الفعل الحازمة حول التقليصات إذ نجحت في جمع القوى السياسية والشعبية الفلسطينية مرةً أخرى، ووحدت خطابهم السياسي دفاعًا عن حقوق شعب هُجر وشُتت عن أرضه. وجاء الموقف السياسي الموحد ليربك إدارة الأونروا التي باتت محرجةً أمام اصرار اللاجئين الفلسطينين المضي قدماً في التصعيد، مؤكدين أنهم لم يتراجعوا عن تحركاتهم حتى تتراجع الأونروا عن قراراتها التي اتخذتها ليس بشأن الملف الصحي فقط إنما بتقليص خدماتها منذ مطلع الثمانينات.
وخلال مقابلة أجراها موقع عيون صيدا مع عضو لجنة إدارة الأزمة التي شكلت لمتابعة ملف الاونروا "الدكتور أحمد عبد الهادي" أكد خلالها: "أن الاسباب الحقيقة وراء هذه الازمة هي أسباب سياسية بامتياز، وموضوع التقليصات ليس منذ هذه السنة أو التي قبلها انما يعود الامر لسنوات طويلة، والموضوع له علاقة بمسار التسوية وانهاء القضية الفلسطينية، واتخذت الدول الكبرى المعنية قراراً بتصفية القضية الفلسطينية وفق مصالحها ومصالح العدو الصهيوني، وبالتالي ارادت انهاء أهم عنصر خاص بالقضية الفلسطينية وهي قضية اللاجئين في لبنان، حيث يعتبرون أهم عنصر في القضية.
ورجح "عبد الهادي" أن تتخذ الاونروا قرارات جديدة بحق اللاجئين ستزيد من معاناتهم مآسٍ جديدة، معتبراً ان الانشطة التي تمت خلال الأسابيع الماضية هزت موقف الأونروا وجعلت المدير العام محرج جدًا ويبحث عن مخرج، لاسيما بعد اقفال مكتب الأونروا الرئيسي يوم الاربعاء الفائت وسيكون هناك خطوات اخرى تصعيدية كالإعتصام على حدود فلسطين من أجل اجبار الأونروا على التراجع عن قراراتها.
سياسياً، قال "عبد الهادي" أنه تم التواصل مع الافرقاء اللبنانين بخصوص موضوع الاونروا وركزنا خلال اللقاءات على محورين أساسيين، وهما:
الأول: ان ما يحصل خلفيته سياسية والهدف منه تجويع الشعب الفلسطيني وجعل شبابنا أكثر تطرفًا وهذا ما يؤثر على الأمن والسلم الاهلي في لبنان ولذلك نحن نسعى بكل جهودنا لمنع هذا الأمر.
الثاني: إن طُبقت الاونروا قراراتها سوف تتحمل الجهات اللبنانية التعليم والصحة وهذا يهدف للتوطين الذي نرفضه جملة وتفصيلا.
وأضاف أنه "تم الالتقاء مع رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني "الدكتور حسن منيمنة" ووضعناه بصورة التقليصات التي اتخذتها الأونروا مؤخرًا ولمسنا أن الصورة لديه غير واضحة، وتم توضيح الصورة له وتبنى وجهة نظرنا وباشر بإصدار بيان مساندة رسمي من الجهة اللبنانية بكل ما نقوم به، ووعد منيمنة ان يقوم بإرسال رسالة للامم المتحدة يطالب تراجع الأونروا عن قرارتها والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني". ومن جهته، ثمن قرار وزير العمل "سجعان قزي" الذي اعتبر ان هذه القرارت ظالمة بحق الشعب الفلسطيني ويجب العودة عنها رافضًا وجود خلفية سياسية بهذه القرارات. كما وثمن رفض وزير التربية اللبناني "الياس بوصعب" للقرار الصادر بحق طلاب الثانويات القاضي بتحويل صفوف الثانويات في مدارس الاونروا الى المدارس اللبنانية.
بينما قال مدير مستشفى الهمشري في صيدا الدكتور "رياض أبو العينين" لموقعنا، "الاونروا هي الشاهد الحقيقي على مأساة الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده وهي المسؤولة المباشرة عن صحة الشعب الفلسطيني وعن تعليمه وعن قضاياه الاجتماعية. وتابع، أنه في السابق كان هناك تغطية كاملة بما يسمى بالعناية الاولية والعناية الثانوية للمريض وكانت تغطي 50% من العناية الثالثة للمريض، ولكن التقليصات التي بدأت منذ بداية العام 2016 أتت على الشكل التالي: "أن يقوم المريض بدفع 5% من فاتورة الاستشفاء في المستشفيات التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، و15% في المتسشفيات الحكومية، و20% في المستشفيات الخاصة المتعاقدة مع الاونروا". و أضاف: "أن هذا الامر شكل معاناة للشعب الفلسطيني وخاصة للحالات المعدمة".
وأكد "ابو العنين" أن مستشفى الهمشري لم تتلقَّ حقها من قبل الاونروا فيما يخص فواتير التحويلات والعلاج منذ حزيران عام 2015، مشددًا على أن المستشفى لا زالت قائمة على مرضى الضمان الصحي الفلسطيني والحالات خاصة والمتعاقدين مع الجمعيات، وبالاضافة الى الدخل اليومي للعيادات.
وختم "ابو العنين" :"مع بداية الازمة عقد اجتماع في بيروت أُعلن فيه أن اي مريض سيتم استقباله، وحتى لو اضطررنا الى اعفائه من 5% اذا كان بحاجة، كما تم التوافق على آلية بين الاطباء أن اي مريض بحالة صعبة سيقوم طبيب الاونروا بتحويله مباشر لمستشفى اخر والمريض يدفع الفرق سواء كانت المستشفى حكومي او خاص"
وفي هذا السياق عقدت لجنة إدارة ملف الأونروا في لبنان مساء يوم السبت الموافق له 6 شباط 2016 إجتماعًا لتقييم برنامج الاسبوع الماضي ووضع برنامج للأسبوع القادم، وتم الاتفاق على التالي:
أولًا: الإثنين والثلاثاء إغلاق مكاتب المدراء في وكالة الأنروا في كافة المخيمات دون استثناء.
ثانيًا: الأربعاء سوف يتم إغلاق كلي للمكتب الرئيسي لوكالة الأونروا في لبنان (بيروت بئر حسن) ليوم واحد.
ثالثًا: الأربعاء والخميس والجمعة إغلاق كامل لكافة مكاتب مدراء المناطق في وكالة الأونروا وكذلك إغلاق مواقف السيارات والآليات لوكالة الأونروا في كافة المناطق، باستثناء سيارات الأطباء - باصات المعهد التقني "سبلين" – آليات قسم الصحة (النظافة).
رابعًا: الخميس عقد مؤتمر صحفي في الجنوب اللبناني
خامسًا: الجمعة اقامة إعتصامات إحتجاجية جماهيرية على مداخل كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، بعد صلاة الجمعة مباشرة.
سادسًا: تم إستثناء المدارس والعيادات واقسام الصحية (النظافة) ومراكز الشؤون الإجتماعية من برنامج الإحتجاج، بالإضافة إلى عدم التعرض للمراكز والمنشآت،والحرص على عدم الإسائة لـِ الموظفين و العاملين في وكالة الأونروا.
ختاماً، الفصائل واللاجئون أمام معركة طويلة وصعبة جدًا مع الأونروا... فما مدى قدرة الحراك الشعبي والفصائلي على الاستمرار في مواجهة التعند لدى إدارة الاونروا وما مدى قدرة الاونروا على تحمل ضغوطات الشارع والفصائل؟
هل سيستمر هذا الإتفاق الفلسطيني وسينعكس على قضايا سياسية فلسطينية أخرى؟

google-playkhamsatmostaqltradent