recent
أخبار ساخنة

العنب أم الناطور!!...

الصفحة الرئيسية


محمّد بهلول


تمتاز الهبة الجماهيرية المتصاعدة للاجئين الفلسطينيين في لبنان بوجه سياسة الاستشفاء الجديدة التي أقرّتها وبدأت بتنفيذها الأنروا بصفات عديدة تميّزها عن سابقاتها ويمكن بعجالة تسجيل الملاحظات التالية:

1- للمرة الأولى منذ العام 1990، تمتاز هذه الحركة الاحتجاجية المتصاعدة يتجاوز شعار التقليصات للمطالبة بالحقوق الأساسية للاجئين كما أقرتها أهداف الأنروا، ويرتفع شعار مطالبة الانروا بأن تكون وفيّة لأهدافها ومبادئها وما التعبير بتجاوز الدعوة بإسقاط السياسية الإستشفائية الجديدة إلى المطالبة بحق اللاجئين بالإستشفاء الكامل الا تأكيداً على الاستراتيجية الوطنية الفصائلية والشعبية الجماهيرية للاجئين للمضي في المعركة مع الأنروا حتى النهاية، بشكل دائم ومستمر وفي إطار تكتيكات تصاعدية وتنازلية ومن القاعدة الى القمة.
2- ثانياً، المشاركة الجماهيرية والشعبية التي تتزايد باستمرار ما بين فعالية واخرى، وهذه المشاركة ناتجة عن الشراكة والتكامل الواضح ما بين كل اطياف ومكونات حركة اللاجئين في لبنان، رغم المنغصات والتجاذبات الوقتية ما بين الحين والاخر والتي يتم استدراكها بسرعة، كما انها ناتجة عن انخراط العدد الأوسع من النخب الفصائلية والشعبية في العمل الميداني المباشر وهو ما يسهم تدريجياً وبشكل تراكمي في ردم الهوة ما بين الاطر على اختلافها وحركة الناس، وما الدعوات والسعي الدائم الى عقد جمعيات عمومية ولقاءات شعبية موسعة في الاحياء يحضرها ممثلوا الأطر الفصائلية والمجتمعية الا خطوة في هذا السياق.
3- ثالثاً: ان النخب الفصائلية والشعبية باتت معنية بإدراك البحث عن فعاليات وتعبيرات احتجاجية اكثر ملائمة لواقع الناس وأكثرها تأثيراً على الأنروا.

إلا ان ما يلفت النظر ويشكل واحدة من أهم السلبيات على الهبة الجماهيرية والمعركة الدائرة يوميا ما بين اللاجئين والأنروا، هو سعي البعض من نخب فردية وأطر مجتمعية على فرض اجندتها والتي تكون أولويتها التصويب على أداء الفصائل وكيل الاتهامات الصائبة في أحيان قليلة والمفتعلة والمضخمة في أغلب الأحيان، سيما ان هذه الاتهامات التي يوردها البعض حرصاً وعن حسن نية، الا ان الاخرين يوردونها في إطار معركة مفتوحة تخبوا أحياناً وتطلّ أحيانا أخرى لأهداف مبيتة وخبيثة أساسها إبراز العجز القيادي والفصائلي والدعوة إلى قيادة بديلة بشعارات برّاقة- الانتخابات والديمقراطية الخ.
ان التركيز من قبل اطراف محدّدة على هذه الأمور في هذا الوقت بالتحديد وان تغلّف بشعارات وهتافات مندّدة بالأنروا، الا أنه يخدمها ويقدّم أكبر خدمة جليلة لها ولسياساتها من خلال شرذمة الحراك الشبابي التصاعدي تحت شعار الأحقيّة والدور وتغليب التجاذبات وإبراز بل وتعميق الهوّة ما بين الفصائل والقوى السياسية وما بين الناس.
الأهداف معروفة والأداء ملاحظ والتخريب يسطع بأوضح صورة.
google-playkhamsatmostaqltradent