بسم الله الرحمن الرحيم
مذكرة احتجاجية صادرة عن اللقاء التشاوري للمؤسسات العاملة بالوسط الفلسطيني في صيدا ومخيماتها
السيد ماتيوس شمالي مدير عام الأونروا في لبنان
لقد عانى اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من غياب التغطية الاستشفائية الشاملة، التي نعتبرها حق كامل غير منقوص للإنسان الفلسطيني طالما بقي خارج وطنه بسبب استمرار احتلال فلسطين، ومسؤولية الشرعية الدولية على ذلك، غير ان سياسات الأونروا الدائمة كانت تتجاهل هذا الحق، وبدلاً من ذلك كانت تخضع مستوى الخدمات الاستشفائية او توائمها مع الموازنة السنوية مع العلم ان أي موازنة إنما توضع على اساس كلفة الاحتياجات لا العكس، وبناء عليه فإننا وبدلاً من الحصول على تغطية استشفائية شاملة كنا امام موائمة الخدمات مع الموازنة السنوية، وفرض اعباء اضافية على كاهل الانسان الفلسطيني ووضعه امام مخاطر الموت بشكل دائم .
وعلى اساس ما تقدم و في معرض رفض الخطة الجديدة فإننا نؤكد على الملاحظات التالية:
• ان أي خطة استشفائية يجب ان يكون لها هدف تحسين مستوى الاستشفاء و تأمين حماية صحية للإنسان، وعلى هذا الاساس فإننا نتساءل عن مدى فائدة الانسان الفلسطيني من تنفيذ هذه الخطة.
• ان أي خطة تعتمد يجب ان تكون محل دراسة ، واساس هذه الدراسة مدى الفائدة التي ستحصل عليها الفئة المستفيدة، وقد تكونت لدينا قناعة مؤكدة تفيد بأن نقطة الارتكاز في الخطة الجديدة كانت تقليص العجز في ميزانية الأونروا ، وهو ما يتعارض مع الهدف الاساسي الذي يجب ان يكون الحماية الصحية و تأمين مستوى افضل من الاستشفاء الطبي للاجئ الفلسطيني.
• هذا يعني ان جوهر الخطة المعتمدة والمطبقة هو جوهر غير انساني ، أي انه لم ينطلق في اساسه من روحية وظيفة وكالة تشغيل واغاثة اللاجئين الفلسطينيين، بل من اجل التعامل مع ازمات الأونروا المالية، وهو ما سبق واعلن عنه سابقاً المدير العام للأونروا اثناء الازمة المالية .
• اننا نعيب على ادارة الأونروا استمرار سياستها البعيدة كل البعد عن الشفافية في مكاشفة اطر المجتمع الفلسطيني المختلفة، والشفافية كان تتطلب اعداد دراسة شاملة و اشراك الاطراف الفلسطينية الفاعلة في دراسة مشروع الخطة قبل اعتمادها .
إعلان منتصف المقال
• تقوم خطة الأونروا على اساس تقليص الخدمة الاستشفائية لمرضى الدرجة الثانية الى 80%، مع العلم ان نسبة المرضى الفلسطينيين ضمن هذه الفئة تصل حتى 95%، وهذا يعني ان هذه الخطة تفترض توفير 20% من تغطية استشفاء هذه الفئة، والسؤال الذي يفرض نفسه ، هو كيف سيتم تدوير المبالغ الموفرة، وهل سيتم تجييرها لل5% بالمئة من مرضى الدرجة الاولى؟ وما هو المبلغ الموفر في هذه الحالة؟
• وهذا يقودنا الى نقطة اخرى محل بحث، هل فكرت ادارة الأونروا في الاعباء الاضافية التي تضعها على كاهل اللاجئ الفلسطيني الذي يعيش اصلاً في ظل اوضاع اقتصادية صعبة جدا ومصادر دخله محدودة جداً، وكان يفترض بمن اعتمد هذه الخطة ان يدرس جيداً النتائج السلبية للخطة قبل اعتمادها .
إن مؤسسات وجمعيات اللقاء التشاوري العاملة في الوسط الفلسطيني في منطقة صيدا، ومن موقع استشعارها الخطر الشديد لكيفيات وتوقيت الخطة الجديدة، فإنها لا تملك إلا أن تربط بين الخطة الاستشفائية الجديدة وبين مجموعة من الإجراءات الأخرى التي اتخذتها الأونروا تحت ستار التعامل مع العجز المالي، بإجراءات قاسية على اعتبار أن ضحية هذه الإجراءات هم اللاجئين الفلسطينيين التي قامت وتأسست وكالة الأونروا من أجلهم.
على اساس ما تقدم فإننا نعلن التالي:
• رفضنا للخطة الاستشفائية الجديدة .
• دعوة المرجعيات السياسية والاطر الشعبية والمؤسساتية الى استشعار مخاطر هذه الخطة والتحرك العاجل من اجل الغائها .
• المطالبة بحق اللاجئين الفلسطينيين بالحصول على حماية صحية واستشفاء كامل غير منقوص.
• نرفض تحويل المجتمع الفلسطيني لحقل تجارب لخطط فاشلة تهدف الى معالجة العجز .
• دعوة الأونروا الى التفتيش عن مصادر اضافية للتمويل من اجل خطة استشفاء فعالة ومقبولة من اللاجئين الفلسطينيين.
• إن معاناة الأخوة النازحين من سوريا في الحصول على الخدمات في كل المجالات تطلب من الأونروا تطوير خطة الطوارئ الخاصة بهم بما يضمن الاستجابة لاحتياجاتهم الأساسية.
اننا في اللقاء التشاوري للمؤسسات والجمعيات العاملة في المجتمع الفلسطيني في منطقة صيدا ومخيماتها، اذ نتقدم منكم بهذه المذكرة، فإنها ستعمل وبالتنسيق مع كافة اطر المجتمع الفلسطيني من اجل تنظيم سلسلة تحركات بهدف الغاء هذه الخطة واقرار خطة بديلة تؤمن خدمات استشفائية افضل.