recent
أخبار ساخنة

كرة التحركات الفلسطينية في ملعب الأونروا


تتجه الأنظار غداً الجمعة، الى الزحف الفلسطيني المرتقب من المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان باتجاه المركز الرئيسي للأونروا في بيروت مقابل المدينة الرياضية في بئر حسن، لتنفيذ اعتصام مركزي حاشد يتوج اكثر من اسبوعين من التحركات والاحتجاجات الرافضة لقرارات الأونروا الأخيرة في ما يتعلق بتطبيق نظام استشفائي جديد للاجئين الذين رأوا فيه من جهة، تقليصاً في الخدمات من قبل الوكالة، ومن جهة ثانية زيادة في الأعباء على الفلسطيني في لبنان.

وتقود هذه التحركات فصائل منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية والقوى الاسلامية واللجان الشعبية المنبثقة عنها والحراك المدني والشبابي في اكثر من مخيم لا سيما في عين الحلوة والبرج الشمالي الذي تصدر لفترة هذه التحركات بعد وفاة امرأة ونقل لاجئين اثنين بحالة حرجة الى المستشفى أحدهما اقدم على احراق نفسه على خلفية ما اعتُبر حينها تقصيراً من الوكالة في مجال التقديمات الصحية للاجئين، الأمر الذي نفته الأونروا لاحقاً على لسان الناطق الرسمي باسمها.

التحركات التي تركزت على مكاتب مدراء المخيمات والمناطق في الأنروا فأغلقتها وشلت عملها بالتزامن مع تلك التحركات، ترافقت ايضاً مع تحركات مماثلة على صعيد المخيمات للحراك المدني الشبابي الفلسطيني. وفيما بقيت الأونروا رسمياً على موقفها بالتمسك بالنظام الاستشفائي الجديد رغم تسجيل الجانب الفلسطيني نقطة عليها باعتبار تجديد عقود الاستشفاء من الوكالة مع اربع مستشفيات في لبنان تراجعاً اولياً عن قراراتها، بينما اعتبرته الوكالة طبيعياً وانه كان مقراً سابقاً لكنه تأخر لأسباب تقنية.

فماذا بعد اعتصام الجمعة وسقف التحركات المقبلة؟

بانتظار ما سيخرج به الاجتماع المقبل للقيادة السياسية الفلسطينية الموحدة على صعيد لبنان (تضم الفصائل والتحالف والقوى الاسلامية)، وما ستؤول اليه الاتصالات واللقاءات مع مدير عام الأنروا ماتياس شمالي، تبدو الكرة حالياً في ملعب الوكالة نفسها ومن خلفها الدول المانحة وما يفترض ان يكون حمله شمالي في جعبته من لقائه الأخير مع المفوض العام بيار كرينبول لإبلاغه الى الفصائل التي ستقرر بدورها طبيعة وحجم وسقف وهدف أي تحرك مقبل. وهي أي الفصائل- لا تترك مناسبة الا وتؤكد فيها ان ما يجري حالياً ليس مواجهة بين اللاجئين والأونروا، وانما بينهم وبين المجتمع الدولي المسؤول عن تأمين ميزانية الوكالة، وان اللاجئين في لبنان لا يعتبرون تحركاتهم ضد الوكالة، بل للدفاع عن بقائها واستمراريتها، لأنها ملاذهم الوحيد في ظل عدم حصولهم على الحقوق المدنية والاجتماعية وهي الاطار الرسمي والشرعي الوحيد الذي يشكل اعترافاً دولياً بقضية اللاجئين الفلسطينيين حتى العودة.

ورغم عدم استبعاد امكانية توجه اللاجئين الى العصيان المدني في حال عدم تراجع الأونروا، فان المؤشرات حتى الآن ان التحركات المقبلة ستبقى محكومة بسقف اجتماعي انساني بحيث لا تصل هذه التحركات الى مرحلة تشل فيه نهائياً عمل الوكالة او تضطرها لنقل عملها خارج المخيمات، بما يؤثر سلباً على اللاجئين وأوضاعهم الحياتية.

التحركات الرافضة

وكانت اللجنة المنظمة للتحركات الفلسطينية الرافضة لقرارات الأونروا نفذت قبل الظهر اعتصاماً امام مركز الأونروا الرئيسي في مدينة صيدا والكائن في محلة طلعة المحافظ في الهلالية حيث توقف العمل فيه، وألقيت كلمات لعدد من ممثلي الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية اكدت حق اللاجئين في الحصول على خدمات الأنروا كاملة دون انتقاص واستمرار التحرك حتى تراجعها عن النظام الاستشفائي الجديد.

وأعقب الاعتصام، قيام السلطات اللبنانية باستدعاء المسؤولين في اللجنة المنظمة لعدم استحصالهم مسبقاً على اذن باقامة تحرك أمام مكتب الأونروا في صيدا واستيضاحهم حول هذا الموضوع.

وفي بيروت، أعلنت فصائل الثورة والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللجان الشعبية وقادة الأمن الوطني في بيان، أن وفداً منها «أغلق مكتب منطقة لبنان الوسطى للأونروا في منطقة الكولا، تنفيذاً للمرحلة الثانية من قرارات اللجنة القيادية الذي عقد في سفارة دولة فلسطين الجمعة المنصرمة والقاضي بإغلاق مكاتب مدراء المناطق في الأونروا، وسبقه بيومين إغلاق مكاتب مدراء المخيمات في الأنروا«.

وذكر أن «إغلاق مكتب منطقة لبنان الوسطى لقي تجاوباً من مدير المنطقة محمد خالد وجميع الموظفين الذين بادروا الى إغلاق المكتب ومغادرته فوراً«.

واتهم أمين سر حركة «فتح» في لبنان سمير أبو عفش قيادة الاونروا بـ«تنفيذ قرار تهجير الشعب الفلسطيني»، معتبراً ان «مثل هذا القرارات الصادرة عن الأونروا والمتعلقة بالطبابة والتعليم والخدمات الإنسانية ما هي إلا خطوة على طريق القضاء على القضية والهوية الفلسطينية«.

اللجان الشعبية الفلسطينية اقفلت مكتب الاونروا في صور

صور - أقفلت اللجان الشعبية في مخيمات صور مكتب وكالة «الاونروا» في صور، وذلك خلال اعتصام حاشد اقيم في ساحة المكتب في محلة جل البحر، وقد جاء الاعتصام والتحرك الواسع للجان الشعبية والاهلية الفلسطينية وكافة شرائح المخيمات الفلسطينية في صور، مترافقاً مع اعتصامات مماثلة في مخيمات فلسطينية أخرى في لبنان.

بقاعي

بداية، تحدث مسؤول الاعلام في «حركة فتح» في صور ومسؤول اللجنة الشعبية في البيسارية وعدلون محمد بقاعي «ابو عادل»، فقال: «ان يوم الجمعة سيكون يوم الزحف الى مكتب «الاونروا» الرئيسي في بيروت من أجل التعبير عن رفضنا الكامل لقرارات الاونروا تقليص الخدمات الصحية والاجتماعية والتربوية لشعبنا الفلسطيني وفي اطار التصعيد من اجل اجبار الاونروا للعودة عن قرارها الجائر بحق الشعب الفلسطيني في لبنان«. أضاف: «لن تفلح محاولات الأونروا من أجل زرع الخلاف او الشقاق بين الفصائل الفلسطينية كافة التي توحدت حول المطالبة بعودة الاونروا عن قرارتها الجائرة، وبدل ان تتلهى الأونروا ببث الخلافات عليها أن تفكر بحل سريع وعاجل وجدي لمشكلات الشعب الفلسطيني المزمنة في المخيمات نتيجة تقليص خدماتها الأساسية، فلن نهدأ حتى انتزاع حقوقنا«.

نصار

ثم تحدث مسؤول اللجان الشعبية الفلسطينية خليل نصار، رافضاً تقليص خدمات الاونروا، وداعياً لتحديد ميزانية من أجل تحركها»، معتبراً «ان الشعب الفلسطيني أصيب بكارثة انسانية نتيجة تقليص الخدمات وهناك موت سريري للاجئين الفلسطينيين في لبنان«.

وقال: «إن هناك إجماعاً وطنياً فلسطينياً وخطة فلسطينية واحدة للتحرك في كل المخيمات ونطلب من الجميع الزحف على مكتب وكالة «الاونروا» الرئيسي في بيروت يوم الجمعة من أجل رفع الصوت واعلان موقفنا الموحد بضرورة عودة «الاونروا» عن قراراتها«.

وفي طرابلس، نفذت «الفصائل» واللجان الشعبية اعتصاماً امام مكتب مدير الاونروا اسامة بركة الذي تسلم مذكرة من المعتصمين.

المصدر: موقع جريدة المستقبل


google-playkhamsatmostaqltradent