عذرا سيدتي الحسناء , هذه الليلة سأحتفل يا حبيبيتي في غيابك عني , ومضطر أن احتفل وفي غيبتك عني ..غصب عني يا حبيبتي .. أنا لست أكثر المحتفلين سرورا وكبرياء .. لكنني لست اقلهم إنسانية وعشقا وشوقا إليك يا حبيبتي .. سأوقد على طاولتي الحزينة شمعتان يا حبيبتي .. شمعة للحزن .. وشمعة للأمل .. شمعة إلك يا حبيبتي , تعبر عن تمسكي بك وتعلقي بحبك حد الجنون ..
أيتها الغائبة قهريا عن حضور فرحتي , الحاضرة أبدا , عشقا وحبا , في وجدان ضميري إلى ابد الآبدين .. يا أجمل نساء الكون وسيدة الأرض الأولى
وشمعة أخرى للأمل بلقياك المنشود يا حبيبتي على الأرض المستباحة عبثا فلسطين , التي يستكثرون علي وعليك مجرد الانتماء إليها ..ولا يروق لهم وجودك ووجودي مكبلين على ترابها الطهور ..
كان من مساوئ القدر أنني وإياك يا حبيبتي ننتمي إلى وطن , أضاعه غرور وغباء وخيانة من العرب .. لا نملك من ثبوتيات الانتماء إليه , إلا أوراق شاخت على عتبات رفوف الزمن التعيس , أفقدتنا هوية الانتماء إليه .. إلى وطن .. وأي وطن , ضاع من بين أيادينا , بنزوة كرما حاتميا بليدا..أحرمتنا مجرد حق الجلوس على كثبان رماله ولو خلسة , في خلوة عشق نرجسي وجنوني عابرة يشتاق إليها كل منا , تحت ضلال سحابة صيف مسافرة ..
في ليلة رومانسية الخيال والتأمل .. أكون فيها ملكا , وتكوني أجمل العاشقات , اسكب في مهجتيك آهات الغرام , وذكرى القمر في ليالي الهيام .. واجعل همساتي مشرعة فوق مدائنك الخضراء , وأمارس في تنهيداتي سويعات عشق , تروي الضما, لتأخذي من أنفاسي المبعثرة ما بقى , وارتدى لون وجهك على جسدك المسجي على صدري , واعبر في ظلك الراقد على كتف مضجعك حتى يروض حلمي المتناثر فوق مرايا المساء , وأغطيك برداء مخمليا منسوجا بخيوط الهوى , وأدثرك بشهد الهمس من مقلتيك الناعسة , حتى ترتوي كاساتى , فالحب يشفي يا حبيبتي أنين الليل من أوهام الوجع ..
عند منتصف الليل ساطفي شمعة الحزن , ونكون قد ودعنا عاما من الحزن الكئيب والآلام الموجعة , ليطير بي خيالي إليك يا حبيبتي .. لأنك الغائبة جسدا الحاضرة روحا وأبدا في حياتي , وسأقبلك قبلتان , ساطبع قبلة حامية على خدك المورد امسح بها دمعات حزنك الساكبة ..
على مرافئ الغربة والشتات .. وقبلة باردة على خدك الأخر ارسم بها اشراقات الأمل .. وأحضنك إلى صدري الدافئ الحنون اطفي غليل شوقك , وارتوي من نهديك الندية أعذب نسمات الأنوثة والهواء , وسأوقد وإياك شمعة الأمل يا حبيبتي , ولنستقبل عاما جديدا .. وأصغي إليك بشوق ورهف وأتذوق عذوبة كلماتك وأنتي تهمسين في أذني قائلة من حنيني إليك يا حبيبي تنفجر ينابيع كلماتي و من نبضك عين المعاني تدق ناقوس خيالي الساري , ومهما بحثت بین أوراقّك ستجدني حتمًا بین السطور , ومع كل إطلالة شُوق وبارقةُ نُور , وسأبقى أنا لحُبك خاضعة ولن أثور , ولن أترُكك على قلبي تجّور , ولن يدوم بقائي عاريةً وواقفةً بباب خيمتك ..
ولكن . سأمضي حیثُ تحّب يا حبيبي ولن أنسى أن فلسطين الحبيبة .. وأنك أنتَ الحبیب , وإنك دوائي ونُور عیني والطبیب ..
هنا يتوقف الزمن .. وتصمت الموسيقى تنطفئ الأنوار , وترن كؤوس العشاق , لنشرب نخب العام الجديد .. بعد سماع هذه الكلمات يا حبيتبي .. ويمضى عاما آخر من حياة الحزن والأسى .. وإجلالا لك يا حبيبتي .. سأعلن عن بدء عاما جديدا , من الأمل الموعود والحب والعشق والجنون المنشود .. وسأوقف موسيقى الروك الصاخبة , وسأطلب من كل المحتفلين الصمت والهدوء لحظة واحدة , وسنستمع وإياهم إلى أروع ما أبدع به محمود درويش وأعذب ما شذى به مارسيل خليفة (أنا يوسف يا أبي) وعلى صدى أنغامه الشجية العذبة , سأشدو بأرق صيحات عشقي وحنيني إليك يا حبيبتي .. وسأرقص وإياك رقصة المساء الجميل , وسأحضنك إلى صدري وأشدك وبقوة زندي , وليختلط جسدك بجسدي ولتمتزج روحك بروحي .. وأطير بك إلى أعالي السماء .. لأحقق لك حلمك وحلمي .. ولتكتبين على جبين الشمس أجمل الكلمات
أُحبك أنت .
أحلى كلمات قرأتها يا حبيبتي ولن أنساها أبدا .. ما حييت .. ولن أنساك يا أمرآة زلزلت كياني .. يا أجمل نساء الكون وسيدة الأرض الأولى
وكل عام وأنتم بخير