
اكد الدكتور واصل ابو يوسف الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ان الهبة الشعبية والتي اصبحت اليوم انتفاضة جاءت نتيجة العديد من العوامل وابرزها انغلاق الافق السياسي ، وما تقوم به حكومة الاحتلال والمستعمرين من محاولات لتقسيم المسجد الاقصى زمانيا ومكانيا ، وردا على تهويد الارض والمقدسات والقتل والارهاب والاعتقال ، حيث شكلت هذه الانتفاضة نبراسا مضيئا اعاد القضية الفلسطينية الى واجهة الاهتمام العربي والدولي رغم ما تقدمه من تضحيات منذ العشرين من تشرين حيث اصبح عدد الشهداء 88 شهيدا تم تصفيتهم واغتيالهم واغلبيتهم من الشباب والشابات .
واضاف ابو يوسف في حوار مع قناة فلسطين اليوم ان الانتفاضة لم تنطلق منذ اوائل شهر تشرين الاول بل هي انطلقت بهبات شعبية متواصلة منذ الانتفاضة الثانية ولكن ازدادت بعد حرق الشهيد محمد ابو خضير في القدس وبعد حرق عائلة دوابشة في نابلس ، واليوم الانتفاضة تشمل كل المدن والبلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة والقدس وكل فلسطين وشعارها الرئيسي هو انهاء الاحتلال والاستيطان عن ارض فلسطين ، وكذلك فأن الانتفاضة تسلط بشكل واضح الضوء على ما يمارسه الاحتلال من جرائم حرب ضد الانسانية .
ولفت ابو يوسف الى انغلاق الافق السياسي بعد مفاوضات على مدار اثنان وعشرون عاما دون نتيجة ، مشيرا ان حكومة الاحتلال ماضية في شطب حقوق الشعب الفلسطيني وارتكابها لجرائم التصفيات والاعتقالات ، الا ان ارادة شعبنا بشبابه وشاباته ونسائه ورجاله تصدى بكل بسالة لذلك من خلال اشعال لهيب الانتفاضة المستمرة ، ولهذا نؤكد بأن لا عودة الى مسار المفاوضات ولا فتح مسار سياسي جديد ، ونحن نطالب بنقل ملف القضية الفلسطينية الى الامم المتحدة ، وتقديم شكوى رسمية لمحكمة الجانيات الدولية بجرائم الحرب لمحاكمة قادة حكومة الاحتلال على الجرائم التي يقترفوها بحق شعبنا ، وخاصة انه تم تقديم خمسة ملفات الى محكمة الجنايات .
وشدد ابو يوسف على اهمية انخراط كل الفصائل والقوى والجماهير بالانتفاضة ، باعتبار اننا نخوض معركة الحرية والاستقلال والعودة ، ولهذا ندعو الى انهاء كل ما يتعلق بالحديث عن العودة الى المفاوضات واغلاق الباب امام فتح اي مسار جديد يستفيد منه الاحتلال ونحن نرى الانحياز الامريكي السافر لجانب الاحتلال وحكومته التي تريد ابقاء الوضع على حاله وتوسيع البناء الاستيطاني وخاصة حول مدينة القدس الذي يحاول الاحتلال ضمها بشكل كامل الى كيانه ، وهذا يحتاج الى رسم استراتيجية وطنية وهذه الاستراتيجية بحاجة الى تظافر جهود الجميع والتوجه الى مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة لوضع سقف زمني لانهاء الاحتلال وتوفير الحماية الدولية لشعبنا ، والذهاب ايضا الى مجلس حقوق الانسان الدولي لتجريم الاحتلال بالرغم من وجود الفيتو الامريكي، مؤكدا ان الموقف الفلسطيني يستند الى الثوابت الفلسطينية واولها حق عودة اللاجئين الى ديارهم التي هجروا منها واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس .
ورأى ابو يوسف ان الاهم لدعم انتفاضة شعبنا هو ترتيب البيت الداخلي وانهاء الانقسام الفلسطيني وحماية المشروع الوطني وتوفير الامور اللوجستية وفرض حصار ومقاطعة لبضائع الاحتلال وسحب الاستثمارات ، واحتضان الانتفاضة من قبل الجميع منظمة التحرير والسلطة والقوى والفصائل والقيام بالدور المنوط بها وخاصة بعد مجزرة قلنديا وهدم البيوت واستمرار التصفيات لشبابنا والحفاظ على استمرارية الانتفاضة وتصعيدها .
واشار ان كل جرائم الاحتلال وكل العقوبات لن تكسر من ارادة شعبنا ، ونحن متمسكون بحقوقنا التي مضى على دربها الاف من الشهداء من اجل استمرار نضالنا الوطني ، ونحن حريصون على الوحدة الوطنية ولا بد من ترتيب الوضع الفلسطيني ، واللجنة التنفيذية لديها قرارات للنهوض باوضاع شعبنا واحتضان الانتفاضة .
وحيا ابو يوسف روح الشهيد القائد الامين العام طلعت يعقوب في الذكرى السنوية لاستشهاده ، مؤكدا على القيم النضالية النبيلة التي حملها على مدار تاريخه النضالي والرحلة الشاقة الحافلة بالنضال الصادق والحافلة بالإنجازات الغنية بالدروس والإستخلاصات والعِبر ، وكذلك المواقف والثوابت التي كرسها من أجل فلسطين، وثباته وصلابته في مواقفه والذي كان مؤمنا بضرورة تعزيز وحدة النضال الوطني وترابطها الوثيق والعضوي مع النضال القومي من أجل التحرير والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة كما كان رفاقه القادة الشهداء العظام الامناء العامون ابو العباس وابو احمد حلب وكل قادة ومناضلي الجبهة.
وتوجه ابو يوسف بالتحية إلى شعبنا في فلسطين واماكن اللجوء والشتات، وأحرار العالم والشعوب والاحزاب العربية، إلى كافة قطاعات الشعب والى طواقم الاسعاف والدفاع المدني، والأطقم الطبية، والإعلاميين والقنوات الفضائية التي تغطي الصورة على أكمل وجه في فضح جرائم الاحتلال وتنقل بالصورة الحية انتفاضة شعبنا .
في 17 / 11 / 2015
