أسرة ناشط
قبل 68 عاماً أقرّت الجمعية العامّة للأمم المتحدة وتحديداً في 29- تشرين الثاني من العام 1947 قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين واحدة يهوديّة والأخرى عربية، المعروف بالقرار "181" .
القرار- لظروف كثيرة- نفذ بالشقّ الأول ولم ينفذ بشقّه الثاني المتعلّق بالدولة الفلسطينية، من المنطقي هنا التأكيد أن القرار لم يلحظ إمكانية النكبة واللجوء.
بعدها بأقل من ثلاثين عاما تحديدا عام 1977، واستناداً للنضال الباسل والتضحيات الجسيمة للشعب الفلسطيني، وعلى وقع الحرب الباردة ما بين المعسكر الرأسمالي الإمبريالي بزعامة الولايات المتّحدة والمعسكر الإشتراكي برئاسة الإتحاد السوفياتي، تم تحويل هذا اليوم "29-11" إلى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أي الإعتراف الدولي بحقوقه المشروعة وتكريسها كحقّ دولي وفق القانون والشرعية الدوليّتين، أي القرار "40/32” ومنذ ذلك الحين والعالم- المقصود مؤسساته ونخبه الدولية تحتفل بشكل انساني وإعلامي بهذا اليوم، دون تحويل هذا التضامن إلى ضغط مؤثر على إسرائيل يؤدي إلى إحقاق هذه الحقوق.
وما يلفت الإنتباه، أن هذا اليوم يقتصر وإن بحصريّة جانبه الإعلامي على الإعتراف بالشقّ الثاني من القرار الأممي، أي إقامة دولة عربيّة فلسطينيّة دون أن يعطي الإنتباه إلى الاثار التي نتجت عن عدم التطبيق الفوري لقرار التقسيم أي النكبة واللجوء.
لذلك، فإن المهمّة الأولى التي تقع على اللاجئين الفلسطينيّين والمعبرين عنهم من فصائل وقوى سياسية ومجتمعيّة وشعبيّة وأهليّة تصويب الإنتباه نحو مشكلة اللاجئين وإظهارها بما تحمله من أهميّة سياسيّة وإنسانيّة والعمل على توجيه البوصلة الدولية تجاه قضيّة اللاجئين باعتبارها المحرّك الأساسي للقضيّة الفلسطينية.
ان التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني لا يستقيم ويفقد مصداقيته دون إيلاء الأهمية لإيجاد الحلّ العادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيّين المتمثّل بحقهم المشروع بالعودة إلى الديار والممتلكات والإعتراف الإسرائيلي بالسردية الفلسطينية للصراع العربي- الفلسطيني- الإسرائيلي.
ان الربط ما بين القرارين الدوليّين- قرار التقسيم 181 والقرار 194 هو جوهر اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
ان الجمعيات الأهليّة ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في وسط اللاجئين الفلسطينيين عليها إبراز المخيّم الفلسطيني كعنوان جغرافي لقضيّة اللاجئين في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
ان جمعية ناشط الإجتماعية الثقافية وبالشراكة مع جمعيات شقيقة اخرى ستعمل الى تحويل اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الى يوم المخيم الفلسطيني.

