شعبنا يقاوم بكل امكاناته ،و ينتصر للاقصى المبارك . ينتفض
في وجه جنود الاحتلال و مستوطنيه . شباب و شابات يخططون
و ينفذون و يتحملون مسؤولية وتداعيات مقاومتهم للاحتلال و الوقوف
في وجه مخططاته و اعتداءات مستوطنيه .فيما فصائل الحركة الوطنيه
و الاسلاميه غير متفقه فيما بينها على كيفية تنظيم عمل حركة الجماهير
و ضخ قوى جديدة فاعلة و افكار خلاقة لفرض الحلول المطلوبة التي
قامت من اجلها الانتفاضه . فلا يمكن للانتفاضه ان تحقق غاياتها المرحليه
الا بوحدة الصفوف و تشكيل هيئات و لجان قيادية و فرعية لتنظيم
المواجهات و توحيد الشعارات ، و لتأمين اكبر قدر من المشاركة الجماهيريه،
حتى لا تضيع الجهود التي بذلت حتى الان دون مكاسب كبيره .
نحن و بنتيجة الانقسام الجغرافي و السياسي في الساحة الفلسطينيه امام
واقع صعب ، و لن تكون تبعاته السلبيه الا على شعبنا المحاصر في غزة
و المنتفض في الضفة و القدس ، و الذي يواجه مؤامرة شطبه و انتزاع
انتمائه وراء الخط الاخضر . كيف نواجه هذه المرحلة بكل مخاطرها
و نحن غير متفقين حتى على تسمية حالة المقاومة القائمة ؟! بعض الفصائل
تتعامل مع الوضع الراهن على انه انتفاضة مكتملة الشروط ، جاءت ردا
على الاعتداءات الصهيونيه المتكرره و خصوصا على الاقصى الشريف .
فيما هناك فصائل بقيادة فصيل السلطة تعتبر ان ما يجري لا يتعدى عن كونه
هبة جماهيريه ، بمعنى انها هبة بدأت و ستخمد بشكل سريع . هذا الموقف
ناتج عن وعد كان قد قطعه رئيس السلطة بعدم السماح بانطلاق انتفاضة
جديدة ما دام على رأس السلطة ! اذن كيف نتخطى هذه العقدة و ننطلق
موحدين لدعم الانتفاضة ؟ على قيادة الفصائل ، خصوصا الرئيسية منها ان
تتعالى عن الخلافات السياسية و الحزبيه و تضع مصلحة الوطن و الشعب
فوق المصالح الفئوية ، و تدرس بجدية المكتسبات التي يمكن ان تحققها
الانتفاضة في الحفاظ على اسلامية الاقصى و فلسطينية المقدسات و القدس
الشريفة . و لان الانتفاضة لا بديل عنها في ظل التغول الاستيطاني الصهيوني
و استمرار الاعتداءات على المواطنين و المقدسات و الاملاك ، فإن الفصائل
مطالبة بتوحيد الجهود و المباشرة فورا بتشكيل اللجان الموحدة لتنظيم عمل
الانتفاضة و قيادة المرحلة لتحقيق الغايات الوطنية المطلوبة . ان اي تقاعس
في هذا المجال لن يخدم القضية الوطنية لشعبنا ، و قد يخلق سلبيات كبيرة
في مراحل النضال القادمة ضد الاحتلال و في مواجهة مخططاته و اعتداءاته .
و قد تفلت زمام الامور من يد الحركة الوطنيه و الاسلاميه ، و ربما يتم
استغلال اي فشل لهذه الانتفاضه " لا سمح الله " من قبل
من لا يريدون خيرا لشعبنا ، فيثبطون العزائم و يعملون على احباط
اي تحرك مستقبلي لو تطلبت الضرورة الوطنية ذلك . يجب على القوى
السياسية الفلسطينيه انجاح هذه الانتفاضة بكافة الوسائل ، من خلال
العمل على الارض لتعزيز قوتها و دفعها الى الامام ، وتكثيف التحرك
السياسي و الاعلامي الاقليمي و الدولي للوصول الى ضمانات تمنع
تقسيم الاقصى مكانيا او زمانيا ، و ابعاد قطعان المستوطنين عنه،
ووقف الاعتداءات المتكرره من قبل جنود الاحتلال و المستوطنين
على ارواح و املاك المواطنين الفلسطينيين .
ماهر الصديق

