recent
أخبار ساخنة

العمل الفردي و الجماعي في الحالة الفلسطينيه

الصفحة الرئيسية

يعيب البعض على الشباب الفلسطينيين اندفاعهم و ردود افعالهم العنيفه

و السريعه على الاحداث التي تمس مقدساتهم و قضيتهم الوطنيه .

فمن استمرأ الخنوع و الخمول يصف هذا الاندفاع الشبابي بالمتهور

و المغامر و غير المحسوب ، و يقول بان العمل الجماعي المخطط

له افضل و يؤدي الى نتائج اكبر . انه قول حق بلا شك ، لكن يراد

به تبرير العجز و الارتباك ، بل و التنصل من المسؤوليه .

العمل الجماعي المنظم له افضليه ، و يحقق الاهداف الكبيره

باقل الخسائر . و العمل الجماعي يعكس صورة عن الاتحاد ،

و يبين رص الصفوف ، و يرسل رسالة قوية للعدو عن وحدة

الموقف . و يقفل الابواب امام الاعيب الاعداء، و يمنع الاخترق

و اللعب على التناقضات الثانويه ، و يحول دون اثارة الفتن

و القلاقل في الشارع الفلسطيني . لكن ، كيف نأتي بوحدة الموقف

السياسي في ظل وجود تباينات ، بل و اعتراضات على مبدأ 

المواجهه . المسألة هنا لا تتعلق بالتاكتيك و الاجتهاد ، عندما

تعلن جهة اساسيه انها لن تقبل بانتفاضه و لا مقاومه باي

شكل من الاشكال . فيما هناك فصائل و شخصيات تتعامل 

مع المزاج الجماهيري الذي يرى ان لا بديل عن الانتفاضه

لمنع تقسيم الاقصى زمانيا او مكانيا . و انها تحد من اعتداءات

المستوطنين المدعومين من الحكومه الصهيونيه و جيش الاحتلال

على المقدسات و الافراد و الاراضي . خصوصا ان عمليات

التهويد وصلت لاعلى مستوياتها في مناطق الضفه و في

مدينة القدس الشريفه .

ما هو الحل إذن ؟ هذا لسان حال الشباب ...

تهويد و اعتداءات يوميه ، و لا مبادرات للملمة الصفوف

و توحيد الموقف في استراتيجية مواجهة موحده . و سلطة

لم توقف حتى التنسيق الامني مع الاحتلال ، و لم تتقدم

بخطوات عمليه لحشر العدو و فرض المواقف الفلسطينيه

عليه من خلال التحرك على الارض بعمل موحد و منظم،

و الدعوة لاجتماع مجلس امن او الجمعيه العموميه ، او 

المنظمات القوميه و الاقليميه كجامعة الدول العربيه او 

منظمة دول عدم الانحياز . و لم تقدم شكوى الى الان لمحكمة

الجنايات الدوليه عن الجرائم الصهيونيه و الاعتداءات 

المتواصله على الارض و الانسان في فلسطين ! 

في ظل هذا الواقع غير المستقر و الواضح في موقف

القيادة الفلسطينيه ، كان لا بد للشباب من المبادره باعمال

قد تبدو فرديه لكنها تتعامل مع الاحداث بمسؤوليه ، و تتماشى

مع الرأي العام الفلسطيني الذي سبق قيادته في قراءة المخطط

الصهيوني الهادف للاستيلاء على الاقصى ، لاقامة 

الهيكل المزعوم ، و انتزاع اية امكانية لاقامة دولة فلسطينيه

على الاراضي المحتله عام 67 من خلال ابتلاعهم لعاصمة

تلك الدولة الموعوده !

ان المبادرات الفردية كانت دائما منطلقا للعمل الجماعي ، و الافكار

الفرديه دائما تؤسس للفكر الجماعي . و عندما تنعدم

المبادرات الفرديه تتلاشى حركة المجتمع ، لان المجتمع

نفسه يتكون من افراد ، و الافراد يتبنون موقف فرد او اكثر

فيتحول الموقف من فكرة شخصية الى رؤية اجتماعيه .

ان العمل الفردي الذي بادر به الشباب ، تم تبنيه من اكثرية

ابناء الشعب الفلسطيني بكافة اطيافه السياسيه و الفكريه

و هو يمثل بداية الطريق لكسر الاحتلال و تخليص الاقصى

من دنس الصهاينة ، و هو ايضا يساهم باعطاء القيادة

الرسميه اوراق قوة اذا ارادت استثمارها ! و اما اذا بقيت

السلطة على مواقفها المبهمه من الاحداث ، فان الجماهير

الفلسطينيه ستتجاوزها ، و ستكون الكلمة الاولى و الاخيره

للانتفاضة و المقاومه .



ماهر الصديق 







google-playkhamsatmostaqltradent