recent
أخبار ساخنة

"صلاة الحجر" / احمد حسن الزعبي

الصفحة الرئيسية

مقال الخميس 17-9-2015 #الرأي #سواليف
"صلاة الحجر" / احمد حسن الزعبي

النص الأصلي
أيها المقدسيون لا تقلقوا..فقد أعرب العرب عن “قلقهم”…فلا تقلقوا..النصر صبر ساعة كما قالوا فلا تقلقوا…صحيح أننا تأخرنا بالشجب قليلاً، لكن نطمئنكم، الآن باتت “فاكساتنا ” فائضة بالحبر ولدينا ذخيرة من ورق، نحن “الصفر الدولي” الذي يساندكم دوماً ونحن أصحاب السبق ، فلا داعي للقلق…
***
أيها المقدسيون المرابطون…على جدران الصحوة وبوابات الأرق…بشراكم ، فحكّام الأمة يفكرون بـــ “لمّة”…صحيح أن زعيم مغرق في “النعيم” ، وزعيم يوزّع ادوار “الحريم”..وزعيم في “شم النسيم” لكن لا داعي للقلق…
**
ايها المقدسيون الساهرون بين أعمدة الألق ….ريحوا سيقانكم المنصوبة على المداخل وفوهة النفق… بالأمس ناشدنا أوروبا وأمريكا وموزمبيق ومدغشقر ، ان يحموا لنا مكان السجود وسلامة المنبر…فلا داعي للقلق..
**
أيها المقدسيون المرابطون بين منبر ومحراب…لا تصدقونا ان اقسمنا ، وان شجبنا، وان توعدنا ، وان احتشدنا ، وان تظاهرنا ، فنحن جزء من هذا الخراب ، لا تصدقونا ان غيرنا صفحات حساباتنا ، ان لم “نغير حساباتنا” ..لا تصدقونا اذا ارضينا “بالهاش تاج” بديلاً عن الزجاجة الحارقة، و “التي شيرت” بديلاً عن الكفن ، و”الكوفر بيج” بديلاً عن الوطن …لا تصدقوا عواطفنا ..فنحن ندفع “بغشيشا” لعامل المقهى في ليلة أضعاف ما دفعناه “للأقصى” منذ الاحتلال…نحن نتعاطف مع “شارلي أبدو” أضعاف تعاطفنا مع “علي الدوابشة” وباقي الأطفال…نحن نصطف يداً بيد في باريس اذا كان الجاني منّا…ونتوارى عن الظهور في القدس اذا كان الجاني منهم….دماؤكم مجرّد خبر عاجل، سال على شريط الأخبار ، يجفّ فجأة اذا ما غيرنا القناة او يصبح شالاً على خصر راقصة…دونكم نحن أمة ناقصة…
***
أيها المقدسيون الموشّحون بالعز والوقار..يا من استبدلتهم سجادة الصلاة بـ”سجادة صرار”..وأعلنتم أن الركوع في الأقصى نهوض …والسجود فخار..( لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ )*…أيها الموحَّدون الموحِّدون ..لا تلتفتوا الى الأمة المتفرقة…فأنتم وحدكم أئمة البيت وحراسه…أنتم مآذن القدس العتيق وأجراسه…
**
أيها المقدسيون يا من أقمتم صلاة “الحجر” حاضراً..علمونا أن هذه المئذنة وهذه القبة هي سيف وترس الانتصار، علمونا كيف تتحرك فينا المشاعر اذا ما اقتحم المحتلون الباب.. علمونا كيف نتابع أخبار مقداستنا اكثر من “مايا دياب”، علمونا أن الطريق الى القدس لا تمر بنيويورك، و أن الحديث في اعلامنا عن “الحماية الفعّالة” للمقدسات الإسلامية يجب أن يكون أكثر قليلاً من دعايات “الحماية الفعالة” للفوط النسائية..

أيها المقدسيون يا أنفاس الأنبياء على الجدران ، يا تلاوة الريح للفرقان ..علمونا أن الوضوء بالدم فرض اذا ما حانت صلاة الحجر…علّمونا أن “الصمود” قضاء…وان الانتصار “قدر”…
سواليف احمد حسن الزعبي
احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

google-playkhamsatmostaqltradent