recent
أخبار الساخنة

مشروع مرسوم بقلم: ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية


روى مسلم في صحيحه عن علي رضي الله عنه قال :" سمعت رسول الله صلى

الله عليه و سلم يقول : يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الاسنان ، سفهاء الاحلام

يقولون من خير قول البريه ، يقتلون اهل الاسلام ، و يدعون أهل الاوثان .

كث اللحية ، مقصرين الثياب ، محلقين الرؤوس، يحسنون القول و يسيئون الفعل . 

يدعون الى كتاب الله و ليسوا منه في شئ ، قراءتهم لا تتجاوز حناجرهم .

يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرميه . فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ،

فإن قتلهم اجر لمن قتلهم يوم القيامه . قال النبي عليه الصلاة و السلام : فإن

انا ادركتهم لأقتلنهم قتل عاد "

الاعمال الاجراميه التي يرتكبها من يدعون الاسلام و التي تستهدف اول ما تستهدف

الاسلام و المسلمين و الآمنين المسالمين من الناس ، هل يمكن وضعها في خانة

التطرف و الغلو ، و ان فاعليها ما هم الا جهلة لا يفهمون حقيقة الاسلام و معتقداته

و تسامحه .أم انها اعمال مبرمجه خطط لها في دوائر معادية للاسلام و المسلمين ؟!

و قد حان وقت ظهورها مع تصاعد المد الاسلامي ، و بروز حركات مقاومه اسلاميه 

و منظمات اسلاميه عقلانيه تفهم الواقع الاقليمي و الدولي و تتعاطى العمل السياسي

على اساس المشاركة و ليس الاقصاء . و هل لظهور هذه المجموعات المقززة

علاقة بالثورات العربيه و مشاركة الاسلاميين مشاركة فعالة و اساسية فيها ؟

لا شك ان كل هذه التساؤلات و الاشتباهات التي تتناول تلك الظاهره مشروعه و منطقيه .

و عادة ما تبرز هذه الظواهر في ظروف خاصة، فتقوم بدورها ثم تختتفي عن الوجود  

بعد استنفاذ مبرر وجودها . و حتى لا نضع كل من انتمى لداعش و غيرها في سلة

واحده ، علينا ان نقسمهم الى قسمين : الاول : هم القيادات التي تعطي الاوامر 

و هؤلاء يتلقون التوجيهات مباشرة من الجهات التي يعملون لمصلحتها .

و القسم الثاني هم المنفذون ، و هم انفسهم ينقسمون الى ثلاثة اقسام :- مغرر بهم ، من 

الجهلة الذين يعتقدون انهم في الاطار الصحيح و في المسار الذي يؤدي لاعادة حكم الاسلام .

- مجرمون شذاذ آفاق وجدوا ضالتهم في هذه المجموعه التي تلبي غرائزهم الاجراميه .

و اخيرا افراد لديهم مشكلات اجتماعيه و سياسيه و نفسيه و ان حقدهم على مجتمعاتهم

و انظمتهم القمعيه الظالمه رماهم في احضان تلك المجموعات المشبوهه .

عندما حققت الثورات العربيه تقدما في البلاد التي قامت فيها ، و برز دور الاسلام القوي

الجماهيري المعتدل ، ادركت الدوائر المعادية ان تلك الثورات لن تؤدي الى تغييرات

طفيفه في النظام الرسمي العربي ، مثل القيام بتعديلات او اصلاحات هنا او هناك ، بل

ستؤدي لتغييرات جذرية تؤسس لواقع عربي جديد مغاير لما كان عليه منذ الاستقلال .

و ان هذه الثورات لن تنته الا بإنهاء رواسب الاستعمار الجاثم على كاهل 

الشعوب الفقيره و سيقفز من دولة الى اخرى حتى يتحقق 

التغيير الشامل و تُنظف المنطقه من انظمة العجز القائمه . و بهذا ستسقط

عروش لطالما خدمت مصالح و مشاريع الدول الامبرياليه و الصهيونيه . و في النتيجه

النهائيه فان التغييرات ستقضي على نفوذ الغرب في بلاد العرب ، و ستتوج بزوال

كيان الاحتلال الصهيوني. و تتحرر الامة من ارث تبعي و انهزامي قمعي و من

تخلف علمي و تراجع على كافة المستويات قياسا بالتطور الحاصل عالميا . 

عندما افرزت الثورات نوعيه قياديه جديده في بعض البلدان ، و برز العامل الاسلامي

المتنور الذي يفهم الالاعيب السياسيه و تعقيداتها و المتمرس بالعمل الجماهيري و النقابي ،

وقد التفّت حوله كثافة جماهيريه ، وامتلك قدرات تنظيميه عالية المستوى 

وتمكن من تحريك الشارع . وجدت الدوائر الغربيه و الصهيونيه

بالتعاون مع حلفائها العرب بضرورة الزج بمجموعات اجراميه تعمل باسم الاسلام 

و تشوهه بممارساتها الفظيعة المخالفة للاديان و الاعراف . هذا سيؤدي حتما لانفضاض

الشعوب عن الثورات عموما و عن الاسلاميين على وجه الخصوص ، خوفا من ان

يكون البديل عن الانظمه القمعيه التسلطيه تلك المجموعات التي تتخذ من قطع الروؤس

و سفك الدماء و اشاعة الفوضى و هتك الاعراض منهاجا و اسلوبا لها .

و هي تريد ايضا اعادة المجتمعات الى عصور التخلف و الانحطاط .

هذا ما حصل تماما ! لقد ادخلت الانظمه الاكثر ارتباطا بالصهيونيه و الغرب

تلك المجموعات الى المناطق التي حقق بها الثوار تقدما على الارض ، و كانوا

في بعض البلدان قاب قوسين او ادنى من حسم الاوضاع و تغيير الانظمه . فكان

اول ضحايا الارهابيين هم الثوار و قادتهم الذين كانوا يُخطفون و تقطّع رؤوسهم . و بدأوا

بانتزاع المناطق المحرره من الثوار و ارتكاب اعمال وحشيه و تصويرها و توزيعها

على الوكالات ، حتى تقهقرت القوى الثوريه في كثير من المواقع و فقدت قوتها

و زخمها و كان ذلك بداية انتهاء الثورات العربيه و تحولها من ربيع عربي

الى خريف دموي . اتخذوا اسم الدولة الاسلاميه ، و هو ما 

يعني للعامة انهم البديل عن الانظمه القمعيه ، و كأن قدر الشعوب البائسه ان تنتقل 

من سياط الجلاد في اقبية المخابرات الى مقصلة الخوارج المشبوهين الادعياء . 

بدؤا باعمال تقشعر لها الابدان من وحشيتها و تندى لها جبين الانسانيه كقطع

رؤوس الابرياء بدون مبرر . و الاعتداء على الاعراض و بيع النساء . ثم استعداء

غير المسلمين او اصحاب المذاهب المختلفه بتدمير معابدهم و دور عباداتهم ،

من اجل تأليب كافة التجمعات الاثنيه و القوميه بالاضافة للفئات الفكريه و السياسيه

ضد الثورات ، و هي فئات إن لم تكن مشاركة في الثورات فإنها كانت على الحياد .

بعد ذلك انتقلوا لضرب الثوار من الخلف و اعتقال العسكريين و الضباط الذين 

انحازوا لشعوبهم ، و قطع رؤوسهم و التمثيل بجثثهم ، و الاعتداء على اطفال و نساء

الثوار من القوى الاسلاميه المشاركة في الثوره و هو ما ادى لانكفاء اكثرية الثوار ،

بل ان بعض العسكريين عادوا الى ثكناتهم و مواقعهم القديمة الى جانب الانظمه ، لانهم

وجدوا ان خطر المجموعات الارهابيه المشبوهة اشد من خطر الانظمة الدكتاتوريه .

بالاستناد لما اوردناه فإنه لا يمكن ان توصف تلك المجموعات بانها متطرفه ، و مشكلتها

بالتشدد و الغلو ، مع خطورة التشدد على وجه العموم . انهم اناس رسمت لهم اهداف ، 

في مقدمتها اجهاض الثورات و منعها من تحقيق اهدافها بالتحرر و التخلص من القمع 

و التخلف . و تشويه الاسلام و المسلمين ، و وصم الاسلاميين بالرجعيين و عدم قدرتهم

على التعايش مع الغير . و بان الاسلام غير قادر على مزاولة الحكم و لا ان يكون بديلا .

هذه المجموعات التي دخلت للمساعدة في انقاذ الشعوب من الانظمه الدمويه ، لم تتعرض

فعليا للمواقع العسكريه التابعة للانظمه . كان قتالها اما ضد مواقع الثوار او ضد الامنين . 

و قد ظهرت بوادر تنسيق في اكثر من مكان بين الانظمه و داعش و توابعها ، حتى انهم 

اطبقوا على الثوار من اتجاهين . و لم تعلن داعش عن اي عداء لكيان الاحتلال الصهيوني

بل صرحوا في غير مناسبة بان الصهاينة ليسوا اعداء . اذن من هو العدو ؟ 

من اين كل تلك الامكانات الماديه و العسكريه ، كيف تصل لهم الامدادات ؟ كل هذه الاسئلة

بحاجة لدراسة و بحث . فلو كانت افعالهم قائمة على الجهل و التطرف لكان قد سرى عليهم

حديث الرسول عليه الصلاة و السلام الذي وصفهم بالمارقه ، و توعد لان ادركهم ليقتلنهم 

قتل عاد . ان مثلهم كمثل الخوارج المجرمين الذين قتلوا التابعي ابن الصحابي عبدالله

بن خباب بن الارت . عندما وقع بايديهم رآهم و قد عظموا على احدهم اكل تمره

دون اذن من مالك البستان . و ثاروا على رجل منهم قتل خنزير عائد لمسيحيين . فاطمأن

عبدالله بن الارت حينما وجد فيهم هذا الحرص ، لكنهم عندما فرغوا له ذبحوه

و بقروا بطن زوجته الحامل و سرقوا متاعه . فهل هؤلاء اتباع دين ام اصحاب مشروع ؟









google-playkhamsatmostaqltradent