recent
أخبار ساخنة

غزة : المسن "أبو صلاح" يعود لبلدته بعد رحلة علاجية

الصفحة الرئيسية
ساهمت الصدفة بعودة المسن سعيد أبو صلاح، في أواخر الثمانينيات من عمره الى بلدته الاصلية «هربيا»، اول من أمس، بعد عودته من رحلة علاج خطيرة في مدينة القدس.
واستغل ابو صلاح الذي نجا من موت محقق بعد ان خضع لعملية جراحية خطيرة في مستشفى المقاصد بمدينة القدس الاسبوع الماضي عودته الى قطاع غزة للتوقف في السيارة على مشارف بلدة هربيا الذي هجرها قسراً عندما كان يبلغ من العمر عشرين عاماً.
وتنسم ابو صلاح الذي كان يحلم منذ عشرات السنين بالعودة اليها هواءها وسط نوبة من البكاء العميق كما يقول ابنه عيسى الذي رافقه في رحلة العلاج.
وحقق ابو صلاح أمنيته التي طالما راودته بالعودة الى مسقط رأسه قبل ان يموت، ولكن لم تكتمل هذه الامنية لاضطراره للعودة الى القطاع قبل اغلاق معبر بيت حانون «ايرز».
واعترف ابو صلاح وهو على سرير المرض بأنه لم يتوقع في يوم من الايام ان يعود الى بلدته ويعاين بعض التلال والكروم التي لا تزال صامدة امام المد الاستيطاني الذي لم يتوقف منذ النكبة قبل 67 عاماً.
ودخل ابو صلاح الذي يعاني العديد من الامراض في نوبة بكاء وهو يسرد لأحفاده الذي التفوا حوله عن ايام طفولته وشبابه في هربيا.
وقال انه اخذ على نفسه عهداً اذا ما نجحت العملية الجراحية وبقائه على قيد الحياة ان يعود الى «هربيا» ويتنسم هواءها رغم الجرح الغائر الذي اصاب قلبه عندما وصل الى مشارفها اثناء عودته الى القطاع.
ووصف تلك اللحظة بالأكثر اثارة وجدلاً في حياته، وخصوصاً في اخر ثلاثة عقود لم ير البلدة التي تجاور الحدود الشمالية للقطاع وتحديداً مدينة بيت لاهيا ولكن يفصلها جدار اسمنتي عال وابراج مراقبة وتحصينات عسكرية تمنع الوصول إليها.
وقال ابو صلاح الذي يسكن شمال مدينة غزة: انه بات على قناعة الان ان مسألة عودته او ابنائه من بعده الى بلدتهم هي مسألة وقت وقريبة، عازياً ذلك الى بقاء الكثير من معالم البلدات المهجرة كما هي. وتابع: «لم أشعر بالغربة عندما وصلت الى مشارف البلدة وشعرت وكأنني احيا حياة الطفولة وامارس حياتي وعملي قبل الهجرة».
وقال أبو صلاح الذي فقد عدداً من اشقائه اثناء الهجرة: ان الحال ينطبق على بلدات قريبة منها كالمجدل وبرير وبربرة وبيت جبريل وغيرها من البلدات التي مر منها اثناء رحلة العودة.
وطالب أبو صلاح ابناءه السبعة واحفاده بالتمسك والاستمرار في زيارة البلدة وعدم تضييع أي فرصة لزيارتها وسرد الحكايات ونقلها الى ابنائها وسرد العذابات التي تعرض لها واسرته خلال هجرتهم القسرية من هربيا.
وقال أبو صلاح: إنه شارف على التسعين من عمره ولا يعرف إذا ما كان سيتمكن من العودة مرة أخرى إلى البلدة ولكنه ابدى ثقته بأبنائه واحفاده الذين ابدوا حماساً متناهياً لزيارة البلدة والعودة اليها.
google-playkhamsatmostaqltradent