اصبح الانقسام الشغل الشاغل لكل مواطن فلسطيني ، نعم الانقسام الآن مسيطر على وسائل الإعلام الفلسطيني والعربي ، والتصريحات الصادرة من طرفي الخلاف الفلسطيني أصبحت تتصدر وسائل الإعلام وانحصرت القضية الفلسطينية بهذا الانقسام بحيث تناسينا صراعنا مع الاحتلال وأصبح الصراع مع أنفسنا الذي أصبح اكبر همنا ، المتتبع للتعليقات الاخباريه والنشرات الاخباريه نجد أن قضايا مصادرة الأراضي وقضايا الاعتقال الصهيوني وما يعانيه المعتقلين الفلسطينيين خلف القضبان وما يقوم به العدو من ممارسات ثانوية بالنسبة للخلاف الفلسطيني وخاصة من تلك التصريحات النارية التي تكيل الاتهام لهذا الفريق وذاك الذي يرد على هذا الاتهام بحيث أصبح الوضع الفلسطيني سجالا بين فريقين يتباريان وأيهما اقدر على صياغة التصريحات والاتهامات والتي هي وبحق مصلحه للاحتلال الصهيوني ليمرر مخططه ضد الأراضي الفلسطينية المحتلة .
صرخة مدوية أُطلِقُها لتدق أذان كل المسئولين في هذا الوطن الحبيب , أُعبر من خلالها عبر الآلاف من الحناجر والملايين من القلوب الممتلئة بالغضب الشديد مما يجرى ويدور في أركان هذا الوطن الممزق بالأحقاد والكراهية ,التي جرفت قلوب الكثير فحولتهم من عاشقي وطن إلى مجرمين بحق الوطن , نتيجة ما أصابهم من تمزق شديد وآلام كبيرة , مما يجرى على مدار الساعة لهذا الوطن البريء من تصرفات البعض التي لا تنم أبداً عن محبه وإنما عن كراهية حطمت كبرياء الوطن وأطاحت بقضيته العادلة حتى بات غريباً عن أهله وناسه.
ولهذا أقول هل بات المواطن الفلسطيني غريباً بين أهله ومحبيه , ومتى سيشعر بالسعادة والراحة بعد كل هذه المآسي ,وهل لدينا قناعه بأنه يجب أن تنتهي آلام هذا الوطن وأن ينعم الجميع بالحرية ؟ وهل آن للمواطن أن يرتاح قليلاً من الوصاية عليه والتي فرضها البعض رغماً عن أنفه ؟ ومتى نشعر بالفعل أننا أبناء وطن واحد همومنا واحده ومصيرنا واحد! ومتى ننهى هذا الانقسام الذي ذبح وطننا وقطعه إرباً إربا ؟ ومتى..... ومتى...... ومتى...................
دعونا نقف لحظه ونفكر بجديه بكل ما حدث وما جرى ,ونفكر للحظه إلى أين وصلنا وانتهينا بالوطن ؟ وبعدها سنعرف جدياً أننا أجرمنا بحق الوطن , وهل فكرنا لماذا كل هذا ومن المستفيد من كل هذه الإجراءات الحاصلة ,لقد قدمنا خلافاتنا على طبق من ذهب للعدو الصهيوني ,حتى أصبح يراهن علينا ويباهى العالم قائلاً لا توجد قضية فلسطينية , ولهذا أما آن الأوان للانقضاض على كل هذه الخلافات وحلها ؟ ليس من أجل شيء وإنما من أجل مصلحه وطن ,ألا يحزنكم وأنتم ترون القدس باكيةً ليل نهار , ولذلك إنني استصرخ ضمائركم إذا كانت هناك ضمائر أن تتقوا الله في أنفسكم وفى شعبكم الذي يتضور جوعاً ومرضاه تأن ألماً وحاله البائس الذي يزداد يوماً بعد يوم يشتكى ظلم الجلاد ,وكما أنني أناشد التنظيمات جميعاً للعمل صفاً واحداً للخروج من هذا المأزق , وعلى الجميع أن يعي أن انقسام الوطن هو اخطر ظاهره مرت بتاريخنا الفلسطيني ,وأن الوطن ليس ملكاً لفصيل على حساب الآخر , وانه لا يتبع لأهواء أحد ,وأن جرح الوطن وتقسيمه كان أبلغ من كل الجروح ,وكما أن المسئولية الكبرى في إيجاد الحل والخروج من المأزق تقع على عاتق الفصيلين الكبيرين فتح وحماس,وعليهم أن يتيقنوا الخطر الحاصل وكيفيه الخروج منه ,وكفى فإن شعبنا الفلسطيني قد مل وسأم الانقسام والطرق الملتوية التي يفكر بها البعض ,وكفى أنانيه لان مصلحه الوطن فوق كل اعتبار ولأجل هذا وحرصاً على وجود الحلول المناسبة , كفانا لقد مرغتم أنوف الشعب والمناضلين والمجاهدين في الأرض وذبحتم إرادتهم وقتلتهم كبريائهم , ومن أجل ماذا! هل من اجل خلافات سياسيه ! أو من اجل مطامع صوريه! أم من اجل ماذا ؟ ولهذا استصرخكم جميعاً حل خلافاتكم السياسية ,وكفى كل ما يحصل لان شعبكم ينتظر منكم الكثير وعليكم أن تعملوا لآجل إنهاء الانقسام , وإلا فإن الوطن بريء من كل من يتخاذل بحقه , يجب إنهاء الانقسام الفلسطيني وبالإصرار على وحدة الموقف الفلسطيني الذي هي أولى متطلبات الرد على العدو وتجييرها لصالح الحق الفلسطيني من خلال موقف فلسطيني موحد وإنهاء الاحتلال لكافة الأراضي المحتلة
والله ولي التوفيق ..
جمال ايوب