recent
أخبار ساخنة

غزة بعد ٧٣٤ يوما من الحرب هل آن أوان التنفس






بأبو شريف رباح 
9 / 10 / 2025

بعد ٧٣٤ يوماً من الحرب والإبادة والدمار، لا تزال غزة تئن تحت الآلام والجراح وتبحث عن هواءٍ نقي يبدد رائحة البارود والموت، سؤال كبير يتردد في كل بيت غزي وعلى ألسنة كل الفلسطينيين، هل آن أوان التنفس، هل انتهت الحرب فعلا؟ أم أن الصمت الذي يخيم على القطاع ليس سوى استراحة لمدافع وطائرات تنتظر إشارة البدء من جديد؟

منذ السابع من أكتوبر لم يهدأ هدير الطائرات ولم تتوقف جنازير الدبابات عن طحن الأرض والإنسان في آن واحد، فغزة التي كانت يوما تضج بالحياة تحولت إلى مدينة أشباح لا تسمع فيها سوى صراخ الأمهات وبكاء الأطفال، فهل خمدت أصوات الحرب، أم أننا أمام هدنة مخادعة تخفي في طياتها فصلا جديدا من فصول المأساة الفلسطينية الطويلة؟


عامان من الكارثة وأسئلة كثيرة لا تنتهي، عامان على المذبحة الكبرى وما زال المشهد مثقلا بالخوف من الغد، وسؤال خلف سؤال هل ستنجح المفاوضات في إنهاء الكارثة وفتح الطريق نحو سلام عادل وشامل، أم أن ما يجري ليس إلا فترة نقاهة لإسرائيل لترميم صورتها وإعادة ترتيب صفوفها العسكرية بعد الضغط الشعبي الذي اجتاح عواصم العالم؟

تحت أنقاض المنازل والأسفلت الممزق ما زال آلاف النازحين ينتظرون خبرا يطمئنهم بعودة قريبة إلى منازلهم، هل ستنتهي 
الخيام التي تغطي الشوارع والسواحل والشواطئ التي لم تعد مكانا للنزهة بل أصبحت مأوى للمنكوبين النازحين من الموت والنسيان، غزة اليوم لا تنتظر هدنة جديدة ولا صفقة تبادل تعيد الأسرى فحسب
بل تبحث عن حياة خالية من الخوف والجوع والدمار، تبحث عن من يضمد جراحها ويعيد بناء ما تهدّم من جسدها المنهك وذاكرتها وعن من يسمع أنين أهلها ويعيد إليهم نبض الحياة.

غزة اليوم تأمل أن تضع الحرب أوزارها وأن تبدأ مرحلة جديدة عنوانها الاستيقاظ من الكابوس الذي سحق الأحلام وملأ القلوب ألما ومعاناة، غزة ورغم كل ما جرى تبقى أقوى من الموت بصبر أهلها وبإيمانهم العميق بأن فجر الحرية قادم ولو بعد حين، ويبقى السؤال الأعمق الذي يطرق ضمير العالم، هل سيتعلّم المجتمع الدولي الدرس هذه المرة؟ أم سيترك غزة وحيدة لتدفع مجددا ثمن السياسة والخذلان؟ غزة اليوم تنزف لكنها لا تموت، تتعب لكنها لا تنكسر، وستبقى رغم الموت والدمار تصرخ من تحت الركام دعوني أتنفس الهواء النظيف.
google-playkhamsatmostaqltradent