كتب عصام الحلبي
تستعد جمعية الصداقة الإيطالية – العربية لمرحلة جديدة من مسيرتها، مع اقتراب موعد الانتخابات التي ستفرز المجلس التنفيذي الجديد، في حدثٍ يُعدّ محطة أساسية في تاريخ الجمعية، لما يحمله من رمزيةٍ ودلالات تتجاوز الجانب الإداري إلى بُعدٍ إنساني وإعلامي وثقافي وتواصل بين المجتمعات أوسع.
فالانتخابات المرتقبة تمثل تجسيدًا حيًا للديمقراطية الداخلية ولروح العمل المؤسسي القائم على الشفافية والتشارك. وهي لحظة تُعيد التأكيد على أنّ العمل التطوعي المنظم هو السبيل الأنجع لاستمرار رسالة الجمعية في مدّ جسور التواصل بين الشعوب العربية والإيطالية.
وسيُسهم تشكيل المجلس التنفيذي الجديد في تكريس الروح التشاركية بين مختلف الأجيال داخل الجمعية، حيث سيتكامل اندفاع الشباب وحماسهم مع خبرات الجيل المؤسس، في توليفةٍ تضمن الاستمرارية والتجديد في آنٍ معًا. هذا التلاقي بين الطاقات الشابة والخبرة المخضرمة سيمنح الجمعية دفعةً جديدة نحو العمل الميداني، والانفتاح على آفاقٍ أوسع من التعاون الثقافي والإعلامي.
كما يُنتظر أن تشكّل فروع الجمعية في الخارج عنصر دعمٍ أساسي للمجلس الجديد، بما تمثّله من امتدادٍ جغرافي وفكري لرسالة الصداقة والتقارب بين الشعوب. فحضور الجمعية الفاعل في لبنان والمخيمات الفلسطينية ومصر وسوريا وسائر الدول العربية، يعكس التزامها الدائم بالتفاعل مع قضايا الإنسان والمجتمع، وبناء شبكات تواصل حضاري حقيقي.
وإلى جانب دورها الميداني، تواصل الجمعية حضورها الإعلامي البارز من خلال موقعها الإلكتروني "الصداقة نيوز"، الذي أصبح منصة للحوار وتبادل الخبرات بين الثقافتين العربية والإيطالية، ومرجعًا يوثق نشاطات الجمعية ومواقفها الإنسانية والثقافية.
إنّ المرحلة المقبلة تمثل بالنسبة لجمعية الصداقة الإيطالية – العربية فرصةً لتجديد الرؤية والمسار، وتجسيد مبدأ المشاركة الحقيقية بين أعضائها وفروعها في الداخل والخارج، بما يعيد التأكيد على رسالتها الأساسية.
أن الصداقة بين الشعوب لا تُبنى إلا على قيم الاحترام، والحوار، والتبادل الثقافي والمعرفي ، ومعرفة الٱخر وتقبله والإيمان المشترك بالإنسان والكرامة الإنسانية.

