محمد سليمان عبد الرازق
في زوايا مخيم البص، حيث تُنسَج قصص الحياة من صبرٍ وكرامة، يبرز اسم الحاج "مهاوش" كعلامة فارقة في ميادين العطاء والتكافل. وبين أفراح الناس وأتراحهم، وفي لحظات الضيق قبل الفرج، يسطع حضور شخصين من آل مهاوش، هما أبو خليل وأبو عمر، أبناء بلدة الدامون، الذين تربيا في المخيم وتعلما في مدارسه، فكانا منارةً لا تغيب، يتقدمان الصفوف لا طلبًا للشهرة، بل استجابةً لنداء الواجب الإنساني والوجداني.
👥 حاضران دائمًا
لا يُميّز أبو خليل وأبو عمر بين صغيرٍ أو كبير، ولا بين دينٍ أو انتماء. تجدهما في أعراس الحي يزرعان الفرح، وفي مجالس العزاء يُمسكان بيد الحزن ليخففا وطأته، وفي وجه الأزمات يقدمان يدًا لا تهتز، بل تُمسك بحزمٍ وحنان. إنهما الصوت الهادئ في زمن الضجيج، والحضور الدافئ في لحظات الفراغ.
💬 أحاديث لا تنقطع عنهما
حين تُذكر المروءة، يُذكر اسماهما. يقول أحد الجيران: "لو وقعت مشكلة في أي بيت، أول من يصل هما أبو خليل وأبو عمر. لا ينتظران دعوة ولا يبحثان عن مقابل، بل يشعران أن المكان يناديهما."
🌍 المجتمع حاضنٌ للعطاء
ولم يكن هذا التأثير ليبلغ مداه لولا البيئة الداعمة التي احتضنتهما منذ الصغر، حيث شكّل مخيم البص أرضًا خصبة للقيم والمبادرات. أبناء الحي، من كبار السن إلى الأطفال، لا يرون في ما يقدمه أبو خليل وأبو عمر سوى امتداد لصوت الجماعة وروحها. وتجدهم دومًا محاطَين بالدعم المعنوي، وبكلمات الشكر والدعاء التي تُلقى من كل زاوية.
🧑🤝🧑 شراكة في التضامن
حين يتحرك أحدهما لمساعدة أسرة أو مواجهة أزمة، يلتف حولهما شباب الحي ووجهاؤه، في مشهدٍ يختلط فيه التعاطف بالفعل، ليصنعوا جميعًا وحدة مجتمعية نادرة تتنفس التضامن، وتعكس أخلاقياتٍ تشبّعوا بها منذ الطفولة.
🌿 أثرٌ لا يُمحى
وجودهما ليس مؤقتًا، بل دائمٌ كنبض الحياة. يتعهدان بحمل هموم الناس، ويريان في خدمة الآخرين مرآةً لضميرٍ حيٍّ لا يهدأ. إنهما يحوّلان المحنة إلى فرصة للتقارب، ويجعلان من كل لقاء مناسبة لصياغة معنى أسمى للتضامن. والناس من حولهما، لا يقفون متفرّجين، بل شركاء في حكاية تُكتب كل يوم في الأزقة، وفي القلوب.