recent
أخبار الساخنة

*زيارة الرئيس محمود عباس إلى لبنان: موقف ثابت في زمن التحوّلات*

الصفحة الرئيسية





19|5|2035

أبو شريف رباح


في ظل التحديات المتسارعة والتحولات العميقة التي تشهدها المنطقة سياسيًا وأمنيًا، وفي وقت تمر فيه القضية الفلسطينية بمنعطف خطير تُثقله آلة العدوان الإسرائيلي المستمر على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، يواصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحركاته السياسية والدبلوماسية، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا يتمثل في وقف العدوان على شعبنا، وتعزيز صموده، وحماية حقوقه الوطنية المشروعة.


ومن هذا المنطلق، تأتي زيارة الرئيس محمود عباس إلى العاصمة اللبنانية بيروت في 21 أيار/مايو 2025، لتؤكد مجددًا حرص القيادة الفلسطينية على وحدة الموقف الفلسطيني - اللبناني، وتعزيز جسور الثقة والتفاهم بين الشعبين الشقيقين، اللذين جمعتهما علاقات تاريخية موشّحة بالنضال المشترك والتضحيات.


كما تأتي هذه الزيارة لتهنئة فخامة الرئيس جوزاف عون بانتخابه رئيسًا للجمهورية اللبنانية، في خطوة تعبّر عن تقدير القيادة الفلسطينية للدور الوطني الذي يؤديه لبنان الشقيق، وعن الأمل في أن تُشكّل هذه المرحلة الجديدة مدخلًا لتعزيز الاستقرار الداخلي في لبنان، بما ينعكس إيجابًا على الفلسطينيين المقيمين فيه، وعلى العلاقات الثنائية بين البلدين.


وفي هذا السياق، من المرجح أن تعبر القيادة الفلسطينية عن قلقها العميق تجاه الأوضاع الأمنية في بعض المخيمات الفلسطينية، والتجاذبات السياسية داخلها، حيث ستحمل الزيارة رسائل سياسية وأمنية واضحة مفادها أن المخيمات الفلسطينية في لبنان لن تكون ساحة لتصفية الحسابات، ولا منطلقًا لأي صراعات إقليمية، ولن يُسمح بزج أبناء شعبنا اللاجئ في لبنان في أتون مواجهات لا مصلحة لهم فيها.


وسيشدد الرئيس عباس، من موقعه كرمز للشرعية الفلسطينية، على أن كافة القضايا المتعلقة بالوجود الفلسطيني في لبنان يجب أن تُناقش ضمن إطار لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني، وبالتنسيق التام بين الحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية، بما يصون السيادة اللبنانية، ويحفظ أمن واستقرار المخيمات الفلسطينية، وكرامة اللاجئين وحقوقهم المدنية.


وفي هذا الإطار، فإن القيادتين الفلسطينية واللبنانية تُجمعان على أن هذه التجاذبات تشكل خطرًا حقيقيًا على أمن الشعبين، وعلى الاستقرار داخل المخيمات وفي جوارها، وهو ما يتطلب جهدًا مشتركًا وحازمًا لمواجهتها.


كما سيؤكد الرئيس عباس على ضرورة تعزيز المرجعية السياسية والأمنية في المخيمات، عبر دعم منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والبيت الفلسطيني الجامع، وصاحبة القرار الوطني المستقل. وسيتضمن برنامج الزيارة أيضًا التأكيد على احترام القانون اللبناني، حيث ستشدد القيادة الفلسطينية على أن أبناء شعبنا في لبنان ليسوا فوق القانون بل تحت مظلته، مع ضرورة مقاربتهم من منطلق حقوقي وإنساني يضمن لهم العيش الكريم.


وسيجدد الرئيس عباس دعوته للحكومة اللبنانية من أجل منح الفلسطينيين حقوقهم المدنية والاجتماعية، ورفع القيود التي تحرمهم من العمل في المهن الأساسية كالطب والهندسة والمحاماة، بما يعزز صمودهم إلى حين العودة إلى ديارهم وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.


من جهة أخرى، سيُطلع الرئيس عباس القيادة اللبنانية على آخر تطورات الأوضاع الميدانية في الأراضي الفلسطينية، لاسيما في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف، حيث يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية ضد أبناء شعبنا. كما سيجدد رفضه للاحتلال الإسرائيلي لأي جزء من الأراضي اللبنانية، وسيطالب بالانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من الجنوب اللبناني، والالتزام بوقف إطلاق النار، ووقف الانتهاكات اليومية للسيادة اللبنانية، والإفراج عن الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال.


إن هذه الزيارة تحمل أبعادًا وطنية واضحة، تؤكد على عمق العلاقة بين فلسطين ولبنان، وعلى التمسك بوحدة الصف الفلسطيني في مواجهة الأخطار الداهمة، وعلى أن القضية الفلسطينية ستبقى حيّة في وجدان الشعوب الحرة مهما اشتدت العواصف وتكاثرت المؤامرات.

google-playkhamsatmostaqltradent