8\4\2025
أبو شريف رباح
عجبًا لكم يا عرب! أما شاهدتم أشلاء أطفال غزة تتطاير في السماء؟ أما سمعتم صراخ الأمهات وأنين الشيوخ؟ أما شعرتم بقسوة المشهد حين يحتضن التراب أجسادًا صغيرة لم تكد تبدأ حياتها؟ أما شعرتم بالخزي حين تُقصف البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وتُحرق الأجساد، وتُمحى الأحياء عن الوجود؟!
عجبًا لك يا وطن..أما ارتويت من دماء نسائك وأطفالك وشيوخك؟ أما اكتفيت من الحزن، من الفقدان، من الحصار؟ كفى يا وطن.. لم تعد هناك أرحام تحمل لتنجب جيلًا جديدًا، ولم تعد هناك أمهات تبكي أبناءها فقط، بل تبكيك أنت.. تبكي الوطن كله.
غزة اليوم تُباد.. تُسحق تحت نار القصف والدمار، لا شيء فيها يُستثنى، بشرٌ يُفنون بلا رحمة، منازل تُهدم فوق رؤوس ساكنيها، خيام تحترق، ومساجد ومستشفيات تُقصف، حتى الجرحى لا يجدون مأوى، ولا الأطباء ملاذًا لعلاجهم.
إنها ليست حربًا فقط، بل إبادة ممنهجة، وتجويع مقصود، وحصار قاتل، ومخططات تهجير وتسفير لاقتلاع شعب بأكمله من جذوره، من ذاكرته، من أرضه التي لا يملك سواها.
فإلى أين نذهب؟ وبمن نستغيث؟ من يسمع بكاء أطفالنا؟ من يداوي صرخات نسائنا؟ من يمسح دموع رجالنا؟ وإلى متى هذا النحيب؟ إلى متى الألم والمعاناة؟ كم من الدماء يجب أن تُراق حتى يتحرك العالم؟ وكم من الأرواح يجب أن تُزهق حتى يصحو الضمير العربي؟
بالله عليكم يا عرب أوقفوا شلال الدم الفلسطيني فلم يعد لدينا من يقدم الدماء، قدّمنا أرواحنا وقدّمنا طفولتنا وأحلامنا وأعمارنا ولا زلنا ننزف بصمت نتألم في ظلمة ونُذبح تحت الضوء، غزة تناديكم.. فلسطين تستغيث بكم.. فهل من مجيب؟ كفى موتًا..
كفى صمتًا كفى جراحًا.. صبرًا فلسطين.. صبرًا غزة.. فإن سُدّت آذان العرب عن سماع صراخكم، فإن الله سميعٌ قريب مجيب الدعوات ،، والله لا يخذل المظلوم وإن طال الليل فلا بد للفجر أن يبزغ، وإن تكاثفت العتمة فإن النور قادم لا محالة.