recent
أخبار الساخنة

*الصمود الفلسطيني: كرامة تقهر الموت والألم*

الصفحة الرئيسية





27 | 1 | 2025

أبو شريف رباح


يصمد الفلسطينيون في وطنهم لأن الأرض ليست مجرد تراب، بل هي هوية، كرامة، وجذور عصية على الاقتلاع. يواجهون الموت، الاعتقال، والتهجير يوميًا، رافضين الانكسار، متحدين الاحتلال والظلم، ومتمسكين بذكريات أجدادهم وأحلام مستقبل أبنائهم.


يدرك الفلسطيني أن وجوده على أرضه مقاومة، وأن صموده هو السلاح الأقوى في معركته، لذلك يتمسك بكل ذرة تراب، بكل شجرة زيتون، وبكل حجر في بيته القديم، ليؤكد أن هويته لا تُطمس، وحضارته لا تُمحى.


ورغم الألم الذي يثقل قلبه بفقدان الأحبة والمشاهد القاسية التي ترافق يومياته، يستمد الفلسطيني قوته من عدالة قضيته فهو يعلم أن النضال ليس لحظة عابرة، بل مسيرة طويلة معمدة بدماء الشهداء وآلام الأسرى، ومسيرة تحتاج إلى الصبر والثبات، والفلسطيني لا يطلب المستحيل، بل يطالب بحقه في حياة كريمة على أرضه، وبحق أطفاله في العيش بسلام وحرية، ورغم محاولات كسر إرادته وثباته يظل الفلسطيني رمزًا للصمود والتحدي وشاهدًا على أن الأرض التي رويت بالدماء لن تُسلب وستتحرر عاجلًا أم آجلًا.


وفي غزة، يتجلى الصبر والصمود بأبهى صوره فرغم الحصار الخانق والدمار يرفض أهلها الانكسار أو الانهزام، فغزة والضفة اليوم تبقيان رمزًا للبطولة والتحدي والفداء، تواجهان عدوانًا وحشيًا، وتصرخان بصوت يرتعد منه الأعداء: "لن نستسلم، لن ننكسر".


ومن ركام ما تهدم، يعيد الفلسطيني بناء الأمل، ويزرع الحياة رغم الألم والمعاناة، كطائر الفينيق ينهض من تحت النار، حيث تنبض في دموع الأطفال، وجراح الجرحى، ودماء الشهداء إرادة الاستمرار والكرامة والعزة التي لا تُشترى ولا تُباع، وسيبقى الشعب الفلسطيني عنوانًا للصبر والصمود والثبات، مؤمنًا بأن النصر حتمي مهما طال الزمن.

google-playkhamsatmostaqltradent