30 | 12 | 2024
أبو شريف رباح
تُعدُّ حركة "فتح" من أبرز الحركات السياسية والثورية في التاريخ الفلسطيني المعاصر، التي انطلقت عام 1965 على يد مجموعة من الشباب الفلسطيني الذين آمنوا بالكفاح المسلح والنضال السياسي لتحرير فلسطين واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، هي "فتح" أم الجماهير، وحركة الأحرار والثوار في كل العالم، التي كان شعارها ولا يزال؛ "ثورة حتى النصر" الذي يعكس إيمان أبنائها العميق بها وبأن القضية الفلسطينية تحتاج إلى كفاح مستمر وحرب شعبية طويلة الأمد لتحقيق الحرية والكرامة للشعب الفلسطيني.
انطلقت حركة "فتح" في فترة عصيبة من التاريخ الفلسطيني والعربي، حيث كانت القضية الفلسطينية مُهمَّشة على الصعيدين العربي والدولي في هذه الفترة تبلورت الفكرة في أذهان القادة المؤسسين ياسر عرفات "أبو عمار"، خليل الوزير "أبو جهاد"، وصلاح خلف "أبو إياد"، ومحمود عباس "أبو مازن" وفاروق القدومي "أبو اللطف"، هؤلاء القادة آمنوا بفكرة النضال الفلسطيني المستقل والقيادة الوطنية المستقلة، واتخذوا القرار التاريخي والجريء بإطلاق الكفاح الفلسطيني دون وصاية أو توجيهات خارجية، سواء عربية أو دولية.
مثَّلت انطلاقة الحركة الشرارة الأولى للكفاح المسلح الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي بعملية عيلبون في 31 ديسمبر 1964، ووضعت حركة فتح مبادئ وأهداف واضحة أهمها؛ تحرير فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إلى ديارهم. كما اعتبرت الكفاح المسلح والعمل السياسي والدبلوماسي هو الطريق الأنجع لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وركَّزت حركة "فتح" على جمع الشتات الفلسطيني تحت مظلة واحدة بعيدًا عن الخلافات الحزبية، وحافظت على قرارها الوطني المستقل رغم كافة الضغوط الداخلية والخارجية، ليظل القرار بيد الشعب الفلسطيني وحده.
وقادَت حركة "فتح" الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها، وأسست منظمة التحرير الفلسطينية التي أصبحت الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وعملت المنظمة بمختلف أطرها على تعزيز الاعتراف الدولي بالقضية الفلسطينية ورغم التحديات التي واجهتها الحركة من انقسامات داخلية وضغوط دولية وعدوان إسرائيلي، إلا أنها بقيت صامدة بفضل إيمان أبنائها الراسخ بفكرتها وعدالة القضية الفلسطينية.
وقال عنها الشهيد الرمز ياسر عرفات: "فتح هي الفكرة التي لا ولن تموت" لأنها ليست مجرد تنظيم سياسي بل هي فكرة ولدت من رحم المعاناة لتحمل روح الشعب الفلسطيني وإرادته في التحرير والاستقلال والعودة، ومع مرور الزمن، أثبتت حركة "فتح" قدرتها على التكيف مع المتغيرات الدولية دون التخلي عن مبادئها الوطنية، وستحافظ على الفكرة التي أسسها ياسر عرفات حية في الأجيال الفلسطينية القادمة، وستظل "فتح" رمزًا للنضال الوطني وأمل الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه المسلوبة وتحقيق حريته واستقلاله.