recent
أخبار الساخنة

*في ذكرى انطلاقتها الستين: فتح حسمت أمرها وراهنت على المشروع الوطني الفلسطيني*

الصفحة الرئيسية




18 ديسمبر 2024

كتب: أبو شريف رباح 


منذ انطلاقتها الأولى، أكدت حركة فتح في ميثاقها أنها لم تراهن على المشاريع المستوردة سواء كانت عربية أو إقليمية أو دولية، بل كان رهانها الأساسي هو المشروع الوطني الفلسطيني، الرهان الذي أثبت جدواه وصحته عبر العقود ورغم التحديات والضغوط الكبيرة التي واجهتها، نجحت قيادة فتح التاريخية والحكيمة في ترسيخ معادلة القرار الوطني الفلسطيني المستقل باعتباره ملكاً حصرياً للشعب الفلسطيني.


وسعت حركة فتح للحفاظ على القرار الفلسطيني مستقلا بعيداً عن أي إملاءات إقليمية أو دولية، وفي سبيل ذلك واجهت الحركة المؤامرات والضغوطات بمختلف أشكالها وتعرّض قادتها للإغتيال والإعتقال وشقت صفوفها وحوربت من جهات فلسطينية وعربية عديدة ومع ذلك لم تُهزم بل استمرت في النضال كطائر الفينيق الذي ينهض من تحت الرماد محافظةً على المشروع الوطني والقرار المستقل ومواصلة الطريق لتحقيق الحرية والاستقلال.


وبخطى ثابتة منذ انطلاقتها في 1-1-1965، جسدت حركة فتح رؤية واضحة وموقفاً استراتيجياً يتمثل في الحفاظ على المشروع الوطني ورفضت أن تكون ورقة في أيدي أصحاب المشاريع الإقليمية والدولية أو أن ترهن قرارها الوطني لأي أجندات خارجية ووضعت فلسطين وشعبها نصب عينيها، معلنة أن الشعب الفلسطيني هو المرجعية الأولى والأخيرة في مسيرة النضال حتى التحرير والاستقلال والعودة. 


واختارت حركة فتح منذ بدايتها طريقاً صعباً وشاقاً لتحقيق الأهداف الوطنية واعتمدت على إمكانياتها الذاتية انطلاقاً من إيمانها بعدالة القضية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بعيداً عن أي وصاية إقليمية أو دولية، وأدركت الحركة أن التعويل على المشاريع الخارجية رغم ما قد تحمله من دعم غالباً ما يكون مشروطاً بتبعية سياسية تُهدد القرار الوطني المستقل.


وللحفاظ على الاستقلالية الوطنية اعتبرت فتح أن الحل الحقيقي للقضية الفلسطينية يكمن في تمكين الشعب الفلسطيني من بناء مشروعه الوطني بعيداً عن الاستقطابات الإقليمية و الدولية فرفضت أن تكون القضية الفلسطينية ورقة ضغط تستخدمها الدول لتحقيق مصالحها الخاصة، وظلت حريصة على أن تبقى خارج الحسابات الإقليمية متمسكةً برؤيتها المستقلة ومُراهنةً على الشعوب وحركات التحرر العالمية لا على الأنظمة السياسية.


ولثباتها على مبادئها واجهت فتح كافة المحاولات التي استهدفت توجيه القرار الفلسطيني المستقل لخدمة مصالح خارجية وتمكنت من الحفاظ على ثوابتها الوطنية، دون السماح لأي جهة بالعبث بالبوصلة الفلسطينية وبقي هدفها المركزي ثابتاً، من هنا أعتقد أن حركة فتح وهي تستقبل الذكرى الستين لانطلاقتها تواصل التمسك بالمشروع الوطني الفلسطيني بكل صلابة وثبات مؤكدةً أن الشعب الفلسطيني وحده هو صاحب القرار في مسيرته نحو الحرية والاستقلال.

google-playkhamsatmostaqltradent