بقلم: سمير أحمد
أنهت الفصائل الفلسطينية مساء أمس الأربعاء 12 تشرين الأول/أكتوبر، حواراتها في الجزائر التي انطلقت يوم الثلاثاء 11/10، بالاتفاق على "وثيقة الوفاق الوطني" المقترحة من قبل الجزائر. والتي تضمنت في بندها السادس "تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالشرعية الدولية".. (التي تضمن استمرار الإعتراف بإسرائيل، وبكافة الإتفاقيات والمواثيق التي وقعتها المنظمة والسلطة مع كيان العدو الصهيوني).. وهذه النقطة بالتحديد هي التي ركز عليها الوفد الفتحاوي، منذ انطلاق مباحثات الجزائر، واعتبارها المعبر الضروري والملزم للمصالحة بين الحركتين اللدودتين، وللشراكة المفترضة ضمن أطر منظمة التحرير الفلسطينية.
ويشدّد إعلان الجزائر، الذي يتضمن 9 نقاط، على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية، ويدعو إلى تعزيز دور "منظمة التحرير الفلسطينية، وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
ويدعو إعلان الجزائر إلى “اتخاذ الخطوات العملية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتكريس مبدأ الشراكة السياسية، مع مختلف القوى الوطنية الفلسطينية عن طريق الانتخابات.
كما يؤكد الإعلان في بنده السادس على "تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالشرعية الدولية...". ويشدد على ضرورة “تفعيل آلية عمل الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، لتسهيل عمل حكومة الوحدة، على طريق إنهاء الانقسام لمتابعة الانتخابات.
ويلاحظ أن "الإعلان" تجاهل كليا قضية تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير التي تدعو لتعليق الاعتراف بإسرائيل وإنهاء التزامات السلطة الفلسطينية بكافة الاتفاقيات معها - بما فيها التنسيق الأمني –
واللافت في هذا الإعلان، صياغته العامة، التي يحتاج كل بند من بنوده التسعة، الى مؤتمر للحوار قد يبدأ ولا ينتهي، لتبقى الفصائل المتحاورة، في الدوامة.. وتبقى بنود إعلان الجزائر معلقةّ!.. وتبقى سلطة التنسيق الأمني قابضة على مقود القيادة، في الساحة الفلسطينية، وقد أكسبها لقاء الجزائر فسحة جديدة وغطاء لمواصلة دورها، ومهمتها المركزية في التنسيق الأمني.
وسوف تلتقي الوفود المشاركة اليوم للتوقيع على إعلان الجزائر، الذي حمل عنوان "وثيقة الوفاق الوطني"، والتقاط الصورة "التاريخية" الإعتيادية لقادة الفصائل والحركات الفلسطينية، بحضور الرئيس الجزائري، لتضاف الى ألبوم الصور لجولات "المصالحة" التي انعقدت على امتداد 15 عاما، في معظم عواصم المنطقة، من مكة الى موسكو، مرورا بالقاهرة وصنعاء وبيروت.. الخ
وبذلك يكون الرئيس الجزائري قد أنهى مهمته بإعلان الوثيقة، التي تجنبت الحديث عن مسارات التطبيع الجارية مع كيان العدو الصهيوني، والتي سيعرضها على القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر في مطلع تشرين الثاني المقبل.