يعتبر ناجي علوش واحد من أبرز القيادات العربية الفلسطينية، فقد شارك في ميادين القتال ضد الاحتلال، وخاض بشراسة معارك البطولة ضد القوى الرجعية والطائفية دفاعا عن عروربة لبنان والثورة الفلسطينية، ودفاعا بطوليا عن الشعب الفلسطيني.
ووقف ناجي علوش (أبو إبراهيم)في وجه مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وحذر من مشاريع التسوية التي لن توصل إلى نيل الحقوق العربية الفلسطينية المشروعة، بل ستؤدي كما كان يقول "مشاريع التسوية لن توصل القضية الفلسطينية إلا إلى التصفية واختراق العدو للعواصم العربية وهلاك محتم لقوى الثورة".
رفض ناجي علوش "المغامرات" والادعاءات الثورية والصراعات الداخلية وعمليات القتل والاغتيال التي كانت تنفذها تيارات فلسطينية منشقة، وآمن بالوعي والتنظيم وحشد الطاقات والحدة طريقا للانتصار على معسكر العدو.
رحل القائد ناجي علوش بالعاصمة الأردنية عمان يوم 29/ تموز/ 2012 عن عمر ناهز 77 عاما، إثر معاناة طويلة مع المرض. وقضى الراحل -الذي أصيب بشلل نصفي قبل وفاته بأكثر من أربعة عشر عاما- حياته في العمل الوطني والقومي، وله العديد من الإصدارات الفكرية والإبداعية المتنوعة.
وكان ناجي علوش أحد قياديي حركة التحرير الوطني (فتح) وعضو المجلس الثوري السابق للحركة وأحد من تمسكوا بالثوابت الفلسطينية وعمل من أجل القضية الفلسطينية والقومية، وتنقل بين عدد من المدن العربية من ضمنها الكويت وبيروت ودمشق وبغداد ليستقر قبل وفاته في العاصمة الأردنية عمان. كما خلف تراثا فكريا وأدبيا محترما انحاز فيه إلى المشروع القومي وكانت له مواقف سياسية مشرفة.
ولد الراحل سنة 1935 في بيرزيت قرب مدينة القدس وتعلم في مدارسها، ركز المفكر الراحل على دراسة الفكر العربي المعاصر، وكان كتابه الأول "الثوري العربي المعاصر" سنة 1960، وأمضى حياته في خدمة القضايا العربية والفلسطينية، كما كرس شعره للتعبير عن الأوضاع السياسية في الوطن العربي.
ألف ناجي علوش مئات المحاضرات والدراسات وعشرات الكتب الفكرية عن فلسطين والمشروع القومي، بينها "الحركة القومية العربية"" و"المشروع القومي من الدفاع إلى الهجوم" و"الوطن العربي: الجغرافية الطبيعية والبشرية"، "الديمقراطية: المفاهيم والإشكالات" و"الثورة الفلسطينية أبعادها وقضاياها" و"المقاومة العربية في فلسطين" وكتاب"الثورة والجماهير" و"خط النضال والقتال وخط التسوية والتصفية" و"نحو ثورة فلسطينية جديدة" وكتاب "حوار حول الأمة والقومية والوحدة"وغيرها.
وإضافة إلى كتاباته الفكرية يعد الراحل من الشعراء الملتزمين، وقد كتب الشعر العمودي حتى عام 1959 قبل أن يبدأ تجربة كتابة الشعر الحر، وأصدر عددا من المجموعات الشعرية مثل "هدية صغيرة" سنة 1967 و"النوافذ التي تفتحها القنابل" سنة 1972، كما أصدر مجموعة بعنوان "الزهر والناي" سنة 1991.
وقال أمين السر في رابطة الكتاب الأردنيين هشام عودة يوم وفاة المفكر ناجي علوش، إنه "برحيل المفكر البارز فإن الثقافة القومية خسرت واحدا من أشد المدافعين عنه، وقد عرفنا علوشا شاعرا باحثا وناقدا ومفكرا ومناضلا ونقابيا وقائدا سياسيا صلبا، ظل طوال حياته منحازا لقضايا الأمة والوطن".
المجد للقائد المفكر العربي الفلسطيني ناجي علوش في ذكرى رحيله، المجد لمن قاتل متمسكا بخيار حرب الشعب في مواجهة الاحتلال وعملائه دفاعا عن الوطن والشعب.