recent
أخبار الساخنة

*قصاصو أثر وخبراء في علوم التربة والأرض.. ما هي وحدة “ميرعول” التي ألقت القبض على منفذي عملية إلعاد؟*


*المصدر: عربي بوست*

عاد اسم وحدة ميرعول لتصدُّر أخبار الصحافة الإسرائيلية، بعض إلقاء القبض على مُنفذي عملية "إلعاد"، الذي تم بمساعدة هذه الوحدة التي تتبعت أثر المطاردين الذين أُلقي القبض عليهم الأحد 8 مايو/أيار 2022، في أحد الأحراش القريبة من مكان العملية.

ووفقاً لموقع "Ynet" العبري، فقد تقصّت وحدة "ميرعول" آثار الدماء التي سالت من أحد المطاردين في منطقة الاعتقال، وأثناء البحث جرى تقصي أثرهم من خلال قياس خُطى أقدامهم في منطقة قريبة من وقوع عملية الاعتقال التي لا تبعد سوى 500 متر عن مكان تنفيذ العملية، وفقاً لرواية الجيش الإسرائيلي، وعلى إثرها استُدعيت قوات الجيش والشرطة للتعرف عليهم واعتقالهم.

واستغرقت عملية المطاردة أكثر من 60 ساعة من عمليات البحث، شارك فيها المئات من قوات الجيش والشرطة والقوات الخاصة من قوات حرس الحدود، و"سيرت متكال واليمام"، في أكبر عملية مطاردة تجري داخل الأراضي المحتلة منذ أشهر.

ورغم ما تمثله قوات "ميرعول" من قيمة مضافة لمفهوم الأمن الإسرائيلي، خصوصاً في عمليات البحث والمطاردة، وتحديداً في هذه الأوقات الحساسة التي تتعرض فيها إسرائيل لموجة عمليات هي الأضخم منذ قرابة العقدين، فإن هذه الوحدة فشلت في الكثير من المحطات التي وضعت أمامها بوصفها اختباراً.

فما هي وحدة "ميرعول"؟ وفيمَ فشلت هذه الوحدة؟ وما دورها في مواجهة المطاردين في ضوء عودة العمليات الأخيرة التي تضرب العمق الإسرائيلي؟ وعلى ماذا تستند في عملها للكشف عن أماكن مُنفذي العمليات والمطاردين؟

*القصة الكاملة لوحدة "ميرعول"* 
في صيف عام 2014، عاشت إسرائيل حالة استنفار أمني هو الأضخم في تاريخها، للبحث عن 3 مستوطنين أسرتهم كتائب القسام في 11 يونيو/حزيران 2014، على طريق مستوطنة غوش عتصيون وألون شفوت جنوب الضفة الغربية.

واستدعت إسرائيل آلاف الوحدات العسكرية من قوات الجيش والشاباك وقوات حرس الحدود للبحث عن المستوطنين الثلاثة، وعلى مدار 18 يوماً لم تستطع إسرائيل الوصول إلى مكان أسرهم؛ ما تسبب في إحراج الحكومة والمؤسسة الأمنية أمام الشارع الإسرائيلي الذي اتهمها بالفشل في توفير الأمن للمستوطنين.

وفي اليوم الـ14 من عمليات البحث عن المستوطنين الثلاثة، تقدم متطوعون خدموا سابقاً في الجيش، ومختصون في تقصي الأثر؛ لمساعدة الجيش في عمليات البحث، وفي يوم 30  يونيو/حزيران 2014، عثر هؤلاء المتطوعون على معلومة تفيد بدفن المستوطنين الثلاثة في أحد الآبار الجوفية في قرية حلحول، جنوب مدينة خليل.

بعد نجاح هذه العملية التي أطلق عليها "عودة الإخوان الثلاثة"، تأسست وحدة ميرعول في عام 2014 على يد الرقيب بيني غانون، الذي خدم سابقاً في قوات المشاة في الجيش الإسرائيلي، أما حالياً فيرأس الوحدة الضابط روعي سيمون، وباتت إحدى هذه الكتائب تتبع إدارياً لواء المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي.

وتعني كلمة ميرعول في العبرية "الملثم"، لكن البعض يردها لأصل عربي بوصفها اختصاراً لجملة "ممر الرعاة الضيق في الجبال".

*قصاصو أثر وخبراء في علم التربة* 
ووفقاً لصحيفة "معاريف" تضم هذه الوحدة قرابة 60 متطوعاً غالبيتهم العظمى من البدو في النقب، إضافة إلى أشخاص يعرفون هذا المجال جيداً، وهم مرشدون سياحيون، وعلماء بالهيدرولوجيا وجيولوجيون، وخبراء في طبقات الأرض، ومختصون في علم النبات، ومهندسون زراعيون.

وينبني عمل هذه الوحدة على أساس التحليل الميداني، وتتمثل مهمتها في جمع المعلومات الاستخباراتية المرئية، وتتبع الحركة في الميدان؛ للمساعدة في ملاحقة المطلوبين وتحديد مواقع الأسلحة ورسم الخرائط الميدانية للوصول إلى المطلوبين.

والأساس الأهم لهذه الوحدة هو الدخول في رأس المطلوب اعتقاله ومحاولة فهم خياراته، من تقفي نقطة البداية وتمشيط المكان، وربط الأحداث لتمييز هدفه التالي، حتى تفكيك اللغز والوصول للهدف.

*قوات "ميرعول" والوصول لأسرى سجن جلبوع*
تصدرت صور وحدة ميرعول في عمليات البحث عن الأسرى الـ6 الذين فروا من سجن جلبوع، على الحدود الشمالية الفاصلة بين مدينة جنين ودولة الاحتلال، في حدث وصف بالهزة الأمنية التي لم تتعرض لها دولة الاحتلال منذ سنوات.

وعلى مدار أكثر من 5 أيام من عمليات المطاردة والبحث، تمكنت قوات الأمن الإسرائيلية من إلقاء القبض عليهم، بعد أن شاركت آلاف الوحدات من قوات الشرطة والجيش في عمليات المطاردة. إلا أن الفضل يعود إلى قوات ميرعول في التمكن من الوصول لهؤلاء الأسرى.

ووفقاً لما أشارت إليه وسائل إعلام إسرائيلية، فإن قوات ميرعول استطاعت الاستدلال على مكان الأسرى من خلال علبة سجائر ومشروب غازي وبقايا طعام كانت بحوزة أحد الأسرى الـ6، وبعد فحص البصمات على هذه المخلفات تمكنت قوات ميرعول من تتبع سير الأسرى الذين كانوا متحصنين في إحدى الشاحنات بالقرب من مدينة الناصرة.

*أين فشلت وحدة ميرعول؟*
من أوجه فشل الوحدة في الوصول للمطاردين من سارقي السلاح من الثكنات العسكرية للجيش؛ إذ تتعرض مقار الجيش ومخازنه في السنوات الأخيرة لعمليات سطو ينفذها شبان مجهولو الهوية يسرقون السلاح والذخيرة، ولا يتمكن الجيش من الوصول لهؤلاء المطلوبين في كثير من الأحيان.

شكل آخر من فشل هذه الوحدة، هو الاختبار الذي لا يزال يواجه حكومة الاحتلال بشأن مصير الجنود الأسرى لدى حماس منذ حرب صيف عام 2014؛ إذ تستند الحكومة الإسرائيلية في تقديرها إلى أن الجنديين شاؤول آرون وهدار جولدن، هما أسيران قتيلان لدى حماس بناءً على تقدير وحدة ميرعول التي وجدت آثار دماء على الرمال أثناء فحص موقع عملية الأسر، في حين ترفض حماس هذه الرواية وتصر على أنهما لا يزالان على قيد الحياة.
google-playkhamsatmostaqltradent