recent
أخبار الساخنة

*بيان صادر عن قيادة حركة فتح- الساحة اللبنانية*بمناسبة يوم المرأة العالمي



في يوم المرأة العالمي، فأنَّ حركة فتح التي انطلقت في 1/1/1965 وهي تسجل افتخارها وإجلالها  لكل النسوة في  العالم اللواتی  كان لهنَّ الدور  الوازن في تجسيد الاستقلال والحرية، وصناعة مستقبل شعوبهم وحقَّقْت الانتصار في بلادهم ، وبعد الاستقلال تضامنوا مع شعبنا وحقوقه المشروعة واستقلال بلاده ، وطرد الاحتلال من أرضنا التاريخية.
وإننا عندما نحتفي بهذا  اليوم العالمي، فإنما نؤكد لجماهير شعبنا  بأنَّ المرأة الفلسطينية  هي ركن صلب من أركان  مسيرة شعبنا  النضالية.
فهي التي أثبتت وما زالت حضورها الميداني في كافة المواجهات القتالية، والدفاعية والتربوية، والتعبوية،  والتعليمية،  وأسهمت قي البنية والحصانة الاجتماعية من كافة الأَمراض والمخاطر الاجتماعية والأمنية.
انَّ الصمود الذي تميَّز به شعبنا  بوجه كافة التحديات  والمؤامرات كان للمرأة فيه دور باسل وحاسم وُمنتج ، فهي بوعيها وحرصها وأصالتها الوطنية  شكَّلت السند القوي لزوجها ،فالرجل الفلسطيني  سواء أكان مقاتلا، أو موظفاً، أو عاملأ، وحتى لو كان يعمل في بلاد الغربة فهو مطمئنٌّ على  أولاده وأسرته  لأن  ثقته بزوجته أصيلة، وهي على  قدر المسؤولية، وهي شريك في تحمُّل الأعباء مها ثقلت.
 في يوم المرأة العالمي فإننا نضاهي العالم بشجاعتنا، وتضحياتنا، وصبرنا على التآمر علينا، وعلى مخيماتنا، وارتكاب المجازر بحق  نسائنا وأطفالنا في لبنان على يد العدو الصهيوني،  الذي ارتكب المجازر ذاتها في فلسطين المحتلة، ورغم شلالات الدم، وتقطيع الأوصال، فما زال الإنسان الفلسطيني ثابتاً على الثوابت الوطنية  مؤمناً  بأن النصر قريب.
في يوم المرأة العالمي، فإننا في حركة فتح، الحرية الوطنية الرائدة، ننحني للمرأة الفلسطينية إحتراماً، وتقديراً منَّا للدور التاريخي والمشرِّف الذي مارسته الأم المكافحة جنباً إلى جنب مع الرجل في ساحات الكفاح والمواجهة، وتحمُّل الأعباء الثقيلة، والجهود المضية، والمخاطر التي تهدد شعبنا سواء داخل الأراضي المحتلة أو خارجها، فالمرأة هي أم الشهيد، وأم الجريح، وأم الأسير، وهي المؤتمنة على حياة أسرتها  وتنشئتها رغم المصائب و النكبات المتتالية، رغم تدمير البيوت والتشرد، وعندما تشتد الأزمات، ويصرُ العدوُّ الهمجي، على صناعة المجازر وتسخين المعارك، فإنَّ الرجال دائماً يجدون إلى جانبهم وخلفهم فريقاً من أخوات النضال يتأهبْنَ ويشاركْنَ في صناعة المجد فمنهنَّ المقاتلات، ومنهنَّ من يقدْنَ المجموعات الطبية والعلاجية، ومنهن من ينقلن الذخيرة إلى المواقع الساخنة، وعلى الجميع أن يتذكَّر  ولا ينسى أنَّ من هؤلاء الأخوات كانت فاطمة البرناوي أول أسيرة تقاتل مع مجموعتها وهي تحمل السلاح، وتقاتل دون تردد، وهي ما زالت على قيد الحياة.
شاركت في أعنف وأقسى العمليات البطولية ضد أعتى جيش نازي في العالم ، ومنهن  دلال المغربي التي قادت مجموعتها، وقاتلت، واستشهدت، وهزَّت الكيان الصهيوني الذي ما زال حتى  الآن يرفض تسليم جثمانها لأهلها لأنهم يريدون الانتقام من عواطف ومشاعر أهلها. وغاب عن الصهاينة أننا كمسلمين نعتبر أن الأَروح هي التي تصعد إلى جنان الخلد، وأما الأجساد فتبلى في التراب إلى يوم يبعثون.
هذا العدو الغاشم الذي يحجز جثامين الشهداء والشهيدات لتعذيب أهلهم، هم يمارسون النازية  التي مارستها قبلهم الصهيونية ، ولكنَّ الإرادة والصبر على الآلام عند شعبنا هي التي ستحسم الأمر بالجبروت والإيمان الفلسطيني. 
في هذا اليوم العالمي للمرأة ، فإنَّ المرأة الفلسطينية تصدرت وما زالت تسعى إلى  تفعيل وتطوير جهود المرأة الفلسطينية، والتي لم تتخلَّ عن واجبها فهي التي حملت السلاح ، ونَّفذت العمليات بكل جرأة، وهي تدرك حجم التعذيب والقهر والحرمان والعزل في الزنازين، لكنها لم تفكرْ يوماً بالخوف من الاحتلال وهمجيته. وهناك داخل المعتقلات ما يزيد   على أربعين معتقلة يخضعون للعذاب في الزنازين ، ومرت عليهن سنوات مريرة من كافة أشكال التعذيب والانتقام، والحرمان من كل الحقوق حتى من العلاج، ومازلن يقاومن نازية الاحتلال بالصبر والتحمُّل على مرأى ومسمع من كل دول العالم، والمؤسسات الدواية العالمية والإنسانية 
، ولكن المؤلم لنا ولشعبنا أن تُهانَ وتُذلَّ المرأة الفلسطينية  لفترات طويلة دون السماح لهن بتلقي العلاج، إلاَّ ما ندر، ويُحرَمْنَ من رؤية أطفالهن.
وكل ذلك يجرى على مرأى ومسمع من كل الهيئات ، والمؤسسات الدولية، دون اتخاذ الإجراءات القانونية المحقة التي تحمي فتياتنا، وشبابنا، وأسرانا من الظلم النازي الصهيوني.
أيتها المرأة الفلسطينية لك كل التقدير والاحترام فقد تقدمتِ بإرادتك وإيمانك، وشجاعتك، وصبرك على كل الشعوب ومازلتِ على صبرك، وإصرارك على التحدي مهما كانت التحديات، فنحن شعب الجبارين، ونحن المرابطون، والثابتون على ثوابتنا، ونحن من يصنع التاريخ رغم جراحنا النازفة، ورغم كل أشكال الإرهاب والرعب والاستشهاد فإننا سنكمل الطريق حتى النصر .
*وكل عام وأنتنَّ بألف خير،  والنصر لكُنَّ ، وكذلك الحرية، والنصر لفلسطين. وإنها لثورة حتى النصر .*
 8/3/2022
google-playkhamsatmostaqltradent