recent
أخبار الساخنة

بيان صادر عن قيادة حركة فتح- الساحة اللبنانية





ياجماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات...
بمناسبة وعد بلفور المشؤوم.. سنبقى نقاوم حتى النصر والتحرير.
وعد بلفور أضخم جريمة سياسية وانسانية ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ بداية القرن العشرين، وحملت في طياتها قمة الحقد، والإجرام، والإبادة التدريجية لشعب بكامله، وتجريده من حقوقه الإنسانية في الحياة.
وأخطر ما في هذا الوعد أنه وُلد، وتأسست أرضيتُه  الإجرامية والدموية، والتصفوية قبل الإعلان عنه رسمياً، فهو ربيب الحركة الصهيونية العالمية. لقد ترعرع هذا الوعد المسموم، وانتعش مع بدايات الحرب العالمية، والتي قتلت وأبادت ملايين البشر من أجل أن تطمئن الدول الكبرى المنتصرة في تنظيم عملياتها وحروبها الدموية، والتدميرية، والإبادية، والاستعمارية، لإحكام السيطرة على المجتمع الدولي، وعلى شعوب العالم. واغراق المنطقة بصراع عسكري تدميري يساعد على إعادة ترتيب هذا العالم، وفي صلبه هذا الجيش الصهيوني الذي يمتلك القدرة على الهيمنة، والتغيير، وبناء كيان صهيوني عنصري يشكل العصا الغليظة التي تؤدب شعوب المنطقة، وتتحكم بمصير شعوبها، وأنظمتها.
وكان الهدف الأول للحركة الصهيونية، وخاصة المتمركزة في الولايات المتحدة وبريطانيا، وهذه المرجعيات كان همُّها الأول طمس وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني، أو أرض اسمها الأرض الفلسطينية، ولذلك كافة الوثائق والترتيبات التي وضعتها هذه الدول لم تشر إلى وجود الشعب الفلسطيني وأرضه التاريخية، فكل المفاوضات التي تمت بعد الحرب العالمية الأولى قفزت عن الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية، وحتى عن حقه في أرضه، وكأنَّ هذه الأرض لا أصحاب لها، ولا يسكنها أحد.
هذه المؤامرة الدولية لفتت انتباه العالم وحرَّكت اعتراضَ بعض الأطراف الإقليمية والتي أحرجت الدول الكبرى لأنهم اكتشفوا أن هذه الخدعة لن تثمر، فهذه الأرض يسكنها 700 ألف عربي مسلم مقابل خمسين ألف يهودي نصفهم مهاجرون جدد هربوا من روسيا والاضطهاد هناك، (لكنهم في الاتفاقات الدولية في هذا الموضوع أكدوا على عبارة سياسية مهمة لضمان حق اليهود وتطالب جميع الأطراف بأن لا تتعرض خطة إقامة الوطن القومي اليهودي لأية أضرار من الحديث عن الحقوق المدنية والدينية للطوائف الأخرى الموجودة في فلسطين، ولضمان حق اليهود المستقبلي من الهيمنة العربية أضافوا عبارة بأن لا تمس عملية إقامة الوطن القومي اليهودي بالحقوق المدنية والدينية للطوائف الأخرى الموجودة في فلسطين.
وبما أن الدول الكبرى كلَّفت بريطانيا العظمى للسيطرة على فلسطين لفترة من الزمن لتهيئة الظروف لإقامة الوطن القومي اليهودي نضجت فكرة نظام الوصاية على الشعوب لأنها غير مؤهلة للاستقلال، وهذا ما أطلق عليه اسم الانتداب البريطاني والانتداب الفرنسي، وصاحب هذه الفكرة هو الصهيوني البريطاني هربرت صموئل وهو أول مندوب سامٍ بريطاني. وفات هؤلاء جميعاً أن الشعب الفلسطيني لم يكن فقط مجموعة طوائف وأقليات، وإنما كان شعباً له تاريخُه، وهويته الوطنية، وهو شعب حيوي ومتفاعل مع التطورات، وأكد حضوره في مقاومة الاحتلال والاستعمار ومازال  متمسكاً بثوابته الفلسطينية.
إنَّ عدوان وعد بلفور المدمِّر والذي عرَّض القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني لمؤامرات تصفية عبر الحروب والمعارك، والقصف المتعمَّد سواء في الداخل الفلسطيني أو في المخيمات الفلسطينية خارج الأراضي الفلسطينية لأن المُستهدف هو الانسان بحد ذاته.
ولذلك فنحن في حركة فتح نؤكد أنَّ مواجهة هذه المؤامرة الحالكة السواد لا تكون إلاَّ بالوحدة الوطنية الفلسطينية، وإلّا بالتصميم على تحرير أرضنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإنَّ تأجيج الخلافات داخل الصف الفلسطيني لا يخدم سوى العدو الصهيوني.
إننا نؤكد بأن شعبنا الفلسطيني في الاراضي المحتلة متجذَّر في مدنه، وقراه، وحقوله، وسهوله، وجباله، ولن يغادر الأرض المباركة إلاَّ أحراراً مستقلين يرفعون راية فلسطين راية الكرامة العربية الفلسطينية، معلنين أننا لن نكون إلاَّ في مقدمة المجاهدين من أجل الكرامة والعزة والحرية مهما طال الصراع، ومهما امتدت السنوات، ومهما اشتدت سخونة العذاب، فنحن أخذنا على أنفسنا العهد والوعد بأننا لن نرفع راية بيضاء.
 نحن في حركة فتح نعاهد شعبنا على مواصلة المسيرة. ونعاهد شهداءنا بأننا على الوعد والعهد مهما طال الزمان، ونعاهد أسرانا البواسل ومعوَّقيننا بأننا سنبقى الأوفياء للذين ضحوا بشبابهم، وتحمَّلوا سنوات العذاب، والمعاناة في الزنازين والمعتقلات.
لن نتراجع وسنواصل معركتنا ضد وعد بلفور مهما كانت العراقيل لأن فلسطين هي الجذور وهي أساس التاريخ.
ونؤكد بأننا على خطى منظمة التحرير ورئيسها سائرون، وسنبقى متمسكين بثوابتنا الفلسطينية حتى النصر، والعودة، والاستقلال.
وانها لثورة حتى النصر.
google-playkhamsatmostaqltradent