recent
أخبار الساخنة

الجبـ..ــهة الشـ..ــعبيــة وآل الشهيد يؤبنان المناضل التاريخي سميح رزق (ابو رامي)

 

مخيم البص - جنوب لبنان 20-10-2021

تصوير:محمد عبد الرازق


تخليداً ووفاءً لذكراه العطرة، وبمناسبة مرور ثلاثة أيام على رحيل المناضل التاريخي محمد إسماعيل رزق" أبو رامي"، أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وآل الشهيد حفل تأبين له، في قاعة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم البص، بحضور مسؤول الجبهة في لبنان مروان عبد العال، وأعضاء قيادة فرع لبنان، وآل الشهيد، وقيادة الجبهة في منطقة صور، وعدد من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة في لبنان، وممثلين عن الأحزاب والفصائل اللبنانية والفلسطينية، والاتحادات والجمعيات والمؤسسات والهيئات، وفعاليات اجتماعية وثقافية وروحية، وحشد من ابناء مخيمات منطقة صور.


استهل الحفل بالوقوف دقيقة صمت إجلالا واكبارا لروح الشهيد سميح، ولأرواح الشهداء، ثم النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، وكان قد رحب بالحضور محمد عكاوي.



ثم كانت كلمة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها مسؤولها في لبنان مروان عبد العال، وجاء فيها :
سيظل حاضراً متمسكاً بالفكرة النبيلة ولا قيمة للرثاء في زمن المراثي. هي كلمة وفاء وعزاء حار للعزيزة غادة ورامي وكارين، وأصدقائه وأحبته.


حدث ذلك ببساطة؛ كما لو أنَّه غيَّر وضعية نومه فقط، كما لو أنَّه سينهض في الصباح وسيأتي الى العمل في اليوم التالي كالمعتاد.


ذاك اليوم ألقى النظرة الأخيرة على مدينته بالتبني، مدينة صور التي أحبها وأحب ناسها وأحبوه، بهدوء ولطف، في موسم هجرة النوارس حين ترحل هادئة وقت الخريف، ولكن الذكريات العديدة التي جمعتنا لتلك الأيام والسنوات النضالية بحلوها ومرها، لذلك سيظل أكبر من كل الكلمات .
كان جيداً لشيء ...
الأعزاء ،
لكل منا في هذه الحياة هدف يسعى وراءه بكل ما أوتي من قوة، وتتعدد الأهداف وتحقيقها بشتى الطرق والوسائل والأساليب!
والبشر أصناف، وكل واحد منهم يتصرف بحسب رؤاه، وأهدافه في هذه الحياة، ولكن منهم يأمر نفسه بالقول عليك ان تسمو على المبادئ... لا تكن مجرد رجلاً جيداً... بل كن جيداً لشيء….:
الفكرة النبيلة، سميح كان جيداً لشيء... سميح كان جيداً لغاية نبيلة لفكرة نبيلة وحلم جميل وقضية عادلة..
هذه الفكرة التي نذر عمره في سبيلها، عمل فيها بدقة وحرفية وصمت وسرية وتفان منقطع النظير .. حملها من الخليل واربد الى بيروت والجامعة العربية والشياح والمخيمات، والعمل الخاص وفرع الداخل والجبل والبقاع والجنوب، وإلى الكثير من الأمكنة، وكما قال غسان "ليــس المهـم أن يمـوت الإنســان، قبــل أن يتحقــق فكــرته النبيلـة... بــل المهــم أن يجــد لنفسـه فكـــرة نبيلة قبــل أن يمــوت. ‏
كانت فكرته تتجلى في محطات ثلاث:
أولا: الفكرة النبيلة تتجلى في روح الإنسان المرهف جدّاً، علاقته بكون المناضل الاممي الذي تحرر من الاسر مدمراً .. مذ عرفته مندفعا المقاوم الحقيقي الذي لا يرف له جفن ، محباً للحياة وذوّاقاً جيّداً لجماليّاتها، وشغوفاً بأنواع الثقافة والادب والمطالعة المستمرة، يتميَّز بحِرْفيَّة عالية. فكان قلبا اجاد الحب سراً وعلانية ، وكانت لديه القدرة المميَّزة التي تثير الاعجاب في استيعاب الصدمات وتجاوز الازمات ايجاد مخارج للعقد والمتفائل مهما كانت الظروف سوداوية ولطالما سمعت تعبيره وبلكنة فلسطينية "إقلب الصفحة".
ثانياً : من النوع الذي لا يصغي للكلام المجاني ولزوم ما لا يلزم ، كانت تعجبه فقط فكرة مفيدة و ذكيَّة ولامعة. نادراً ما تحدث وناقش واسترسل في توضيح وجهة نظره، يقول من لم يستطع التعبير عن وجهة نظرة بجملة لا يمكن ان يعبر عنها بعشر صفحات..

ثالثًا: صفاته التي لم تفتر و لم تصدأ، زيمته مع توالي السنين وفي أحلك الظروف لم تتبدل وتتغير. على مدار سنوات عشر هو المناضل الصلب الشجاع، الأنيق الملتزم والمبتسم الرجل وقتما كانت تعز الرجال، والثوريّ والوطنيّ الحقيقيّ.
ترافقنا في الطرق الوعرة يوم كارثة دمار المخيم ، بفضله صار له ملف وورقة ورسالة وتوثيق وخارطة ومراسلات ومتابعات وصندوق شكاوى واجتماعات ..
اعادة إعمار المخيم وفق معادلة تحكمنا، وهي حفظ الوجود الفلسطيني وحق العودة .
١- عدم السماح بانتزاع المخيم من السياسة، من هويته وقيمه ، من وجوده، وتحويله الى حالة طارئة إغاثية، وليس حالة وطنية! هذا هو الذي يؤسس لضرب قضية اللاجئين وتصفية حق العودة، متمسكا بالكيان المعنوي م ت ف من موقع تاكيد استعادة دور الشتات في الحركة الوطنية الفلسطينية، ومكانة المخيم في صناعة القرار الوطني والسياسي الفلسطيني.
٢- التمسك بحقوق اللاجئ وتعريف الشخصية القانونية، وليس الأمنية للواقع الفلسطيني في المخيمات.
٣- حفظ السلم الأهلي، والانحياز الطبيعي ضد "إسرائيل" واي انحياز آخر مخالف للطبيعة لسنا فيه احتياط كيفما كان . لن نكف عن كوننا فلسطينيون أصحاب قضية وحقوق وكرامة وسنبقى كذلك.
كل نوافذ الوطن ستفتح ذراعيها كي تحتضنك. طوبى لك في كل حياتك ونضالك، ودربك الطويل، وطوبى لك دماثة خلقك، وطوبى لك في كل ما أصبت وما أخطأت .
شكرا لكل ما كنته يا رفيق، للوطن الذي تركته فينا، وللحلم المتوهج مثلك على الدوام.
فلك الذكر الطيب ، ولنا ولشعبنا النصر.
ثم ألقى فضيلة الشيخ ذياب المهداوي موعظة دينية، استهلها بتقديم العزاء والمواساة لعائلة الراحل الكبير ولرفاقه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واصدقائه واحبته، ولعموم أبناء شعبنا الفلسطيني، ودعا الى وحدة الكلمة، ونبذ التفرقه والانقسام، مؤكداً أن المعارضة الايجابية التي تصويب الخطأ، هي قوة للحاكم عليه الاستفادة منها، وشدد على ان المناضلين المؤمنين المتمسكين بالقيم النبيلة بعدالة قضيتهم سيبقون حاضرين في الوجدان والذاكرة وان رحلت أجسادهم.
ثم ألقى كلمة آل الفقيد شقيقه سمير، تقدم فيها بالشكر والعرفان لكل من وقف الى جانب العائلة واساها في مصابها الجلل، مؤكداً السير على ذات الطريق التي سار عليها الشهيد حتى استعادة الحقوق المغتصبة، وتوجه بالتحية رفاق واصدقاء واحبة سميح والمدينة التي احتضنته حياً واحتضنت جسده الطاهر.









































































































































google-playkhamsatmostaqltradent