recent
أخبار الساخنة

عيد الأضحى في مخيم شاتيلا .. الحرارة مرتفعة والكهرباء مقطوعة والأهالي يغيثون بعضهم




ما يزال مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين، والذي يقع جنوب مدينة بيروت، عنوانًا للصمود والمقاومة، بعد أن كان في وقت سابق، مقرًا لقيادة الثورة الفلسطينية، وبقي صامدا في وجه التحديات التي ألّمت به.


هذا المخيم الذي يسكنه حوالي عشرة آلاف نسمة، يعيشون في ظروف صعبة، وبسبب قربه من العاصمة بيروت، أقامت قيادة الثورة فيه وبالتحديد في "الفاكهاني"؛ ليتحول المخيم إلى رمز من رموز الثورة، فصمد أبناؤه وواجهوا القصف الإسرائيلي، واعتداءات الميليشيات التي حاربت الفلسطينيين، حتى ارتكب فيه الاحتلال مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، وراح ضحيتها المئات.

اليوم، تحول المخيم إلى مكان غير صالح للعيش البشري؛ بسبب كثافة المنازل التي اضطر الفلسطينيون لإقامتها عموديا بسبب عدم القدرة على التمدد الأفقي، نظرا لمساحة المخيم المحدودة والضيقة، والتي تنحصر في مربع، ضلعه أقل من 250 مترا.

حال المخيم يختلف عن الأحياء المجاورة له، فالشمس لا تدخله، والتهوية مفقودة، والرطوبة خانقة، والأزقة مظلمة في منتصف النهار، وحين تدخل المخيم ظهرا من الجهة الشمالية، تكون الحرارة مرتفعة جدا، في صيف تموز/يوليو اللاهب، والتيار الكهربائي مقطوع، ومولدات الكهرباء الخاصة متوقفة عن العمل بسبب عدم توفر الوقود في الأسواق؛ ما حوّل منازل المخيم إلى أفران في ظل انعدام التهوية، وانقطاع الكهرباء.

عندما تجلس مع شباب من المخيم وتحادثهم، فالنقاش يدور عن فقدان الدواء، والارتفاع الهائل في أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية.

لا مظاهر لعيد الأضحى في المخيم، فقط مجموعة من الأطفال يتجولون على دراجات نارية في مجموعات بصحبة الأغاني.

كيف يعيش الناس؟، تساؤل يجيبك شباب من أبناء المخيم، ظلوا يعيشون فيه رغم الظروف الصعبة، بالقول: "أهالي المخيم يساعدون بعضهم، هناك من يوفر الدواء، وهناك من يتبرع بالغذاء، وآخرون يصلهم دعم من أقاربهم من الخارج، وهناك من يوزع الطعام الساخن والخبز".

وعندما تنظر حولك، تجد شباب وشابات، قد تطوعوا خلال أيام العيد لتوفير لحوم الأضاحي للأهالي، وعندما تسأل مستفسرا: هل استفاد كل الأهالي؟ يأتيك الجواب: "نعم، في اليوم الأول والثاني تم تأمين لحوم من عدد من المؤسسات والاهالي، أما اليوم وغدا فنواصل تزويد المخيم باللحوم".

ومع ارتفاع أسعار اللحوم في لبنان بشكل كبير، ووصول سعر الكيلو منه إلى 200 ألف ليرة لبنانية، وهو ما يعادل ثلث الحد الأدنى للأجور، بعد أن كان الكيلو يباع بـ 20 ألف ليرة، ما يحول دون شراء اللاجئين اللحم، أو حلويات العيد.

تستفسر من محدثيك: "لاحظت وجود عائلات سورية تتسلم مساعدات من المخيم؟".

يجيبون: "نعم، نحن نعطي الجميع ولا نفرق، نسلم الفلسطيني كما اللبناني الذي يقيم في المخيم، كما السوري".

يقولون: "لا ننسى فلسطين"، ويسألونك عن القدس والأقصى وغزة والضفة، ويستفسرون عن الحوارات الفلسطينية، ويتحدثون إليك: "في يوم معركة سيف القدس لم ينم المخيم، كان خلية نحل تتظاهر من أجل فلسطين والمقاومة".

في المخيم، تبقى المخاوف من الوضع الأمني قائمة؛ بسبب التوتر في لبنان، وشباب المخيم وأهله يدركون ذلك، "لكن لا مكان للفتنة".

تسير مع الشباب في المخيم، الكل يتعامل مع الكل، ابن "حماس" يسلم على ابن "فتح"، ويشربان القهوة، ويتبادلان التهاني بالعيد، ومبادرات أهالي المخيم ومؤسساته لا تتوقف من أجل التخفيف عن الناس، تخرج من المخيم وأنت مرتاح لوجود شباب وفاعليات واعية ملتزمة، تعمل من أجل الإنسان والقضية.

في المخيم، لا تنجر الأجيال إلى الفتن، ولا تسقط في الأوحال الداخلية، تتواصل مع الناس والأهالي، وعينهم على المشروع الكبير: "التحرير والعودة".

google-playkhamsatmostaqltradent