recent
أخبار الساخنة

مهمة الاعلام أمام الانهيار الوطني العام عبد معروف

الصفحة الرئيسية


يلعب الاعلام دورا هاما في التعبير عن آمال ومصالح وعذابات الشعوب ، ويشكل الاعلام منارة تهتدي بها الأمم في مراحل النكبات والانهيارات ، وذلك من خلال دوره في رفع مستوى وعي الشعوب ، والمخاطر التي تتعرض لها .
وبالتالي ، يكون للاعلام دور الكشف عن جوهر الأزمات وأسبابها ، وخلفياتها ومخاطرها ، وسبل تجاوزها حتى يتمكن الشعب من وعي المرحلة التي يمر بها ، والعمل على تنظيم صفوفه ، وتحديد أدواته من أجل تجاوز الأزمة ووضع حد للانهيار .
من الواضح ، أن الساحة الفلسطينية تتعرض للانهيار الشامل ، يهدد القضية الوطنية ، يهدد مستقبل الشعب الفلسطيني وأجياله القادمة ، فالفقر أصبح مدقعا ، وحالة الأزمات السياسية بين والاجتماعية والأمنية تتصاعد بشكل لافت ، حالة الانقسام بين الفصائل لا تسترها الشعارات والخطابات والمقالات والهتافات والمؤتمرات ، بل هي مجرد نشاطات استعراضية  دون قيمة، تحاول الفصائل الفلسطينية أن تستر خلفها عوراتها ، ذلك لأن بنيتها ضعيفة و الخلافات بينها حادة .
كما أن حالة التراجع الوطني وحالة التفكك في البنية السياسية الفلسطينية ، والضياع أمام الخيارات المصيرية ، إلى جانب تصاعد حالات الفقر والعوز وانتشار المخدرات والهجرة الشرعية وغير الشرعية جميعها مؤشرات خطيرة تدل على مستوى الوضع العام الذي تمر به الساحة الفلسطينية .
أمام حالة الانهيار الذي تتعرض له الساحة الوطنية الفلسطينية يأتي أهمية دور الاعلام الوطني الفلسطيني ، ليلعب الدور الريادي في رفع مستوى وعي الشعب الفلسطيني ، وتنظيم صفوفه وتعزيز قدراته وعزيمته حتى لا يتعرض لحالات اليأس والاحباط والاستسلام .
ليس الهدف من الاعلام هنا ، هو إعلان موقف وتصوير المسؤول وتغطية الصفحات باعلانات وتنظيم حفلات التكريم والزيارات والاجتماعات ونشر الصور التي تكون أحيانا أوسع من الخبر ، رغم هشاشته ، والاعلام هنا ليس لمتابعة الأحداث و الأخبار ، فهذه باتت واسعة الانتشار ، ونجدها على الفضائيات وفي وكالات الانباء ، إلا أن الاعلام هو إعلام التحليل والوعي ، والغوص في أعماق الأحداث ومضمونها وخلفياتها وأسبابها ، بعيدا عن الشكل .
وليس المطلوب من الاعلام ، معرفة ماذا يجري ، لأن معرفة ما يجري أمر ممكن ولا يحتاج لطول عناء ، بل المطلوب ، لماذا يجري ؟ لأن لماذا يجري ينقل الشعب من السطح إلى المضمون ، وقراءة وتحليل حركية الحدث ، وترابطه . لذلك ، ليس المطلوب التوصيف والتصوير ، وبيانات وشعارات التأييد والاستنكار وحفلات التكريم ، بل الأهم هو وعي الحدث ، وعي حركة الواقع ، من أجل تحديد السياسات ، وهذا يتطلب من وسائل الاعلام أن تتجاوز السرد الحدثي إلى التحليل والبحث في الجذور والخلفيات والاسباب والتداعيات، أي الانتقال من الشكل إلى المضمون .
من هنا فإن وسيلة الاعلام هي وسيلة وعي الحدث ووعي الواقع ، والمساهمة في تطوير الوعي في صفوف الشعب ، والكشف عن الوعي الزائف.
من هنا يأتي دور وسائل الاعلام المختلفة  ودور المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ، ليكون دورا كاشفا للواقع ومحرض لاستنهاض وعي الشعب وفي مقدمتهم الفقراء والمهمشين ، من أجل تنظيم صفوفهم حتى لا يبقى هذا القطاع خاضعا ، يقتله الاحباط واليأس والجهل والفقر .
google-playkhamsatmostaqltradent