recent
أخبار الساخنة

دبلوماسي فلسطيني"القدس العربي":الدبلوماسية الفلسطينية حققت انجازات واسعة دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية أمام المحافل الدوليةحاوره/عبد معروف

الصفحة الرئيسية


سفير دولة فلسطين السابق في كندا ، نبيل معروف ، دبلوماسي فلسطيني بارز بعد سنوات طويلة من العمل ، عمل مديرا لإدارة القدس وفلسطين ، وأمينا عاما مساعدا لشؤون القدس وفلسطين في منظمة المؤتمر الاسلامي ، ثم سفيرا لفلسطين في إسبانيا، ثم في تركيا ، ثم سفيرا في كندا، ولعب دورا ملحوظا في العواصم والمحافل والمؤتمرات الدولية وخلال مؤتمر مدريد.
"القدس العربي" التقت الدبلوماسي الفلسطيني السفير نبيل معروف وأجرت معه هذا الحوار:
+ ما هي إلانجازات التي حققتها الدبلوماسية الفلسطينية خلال العقود الماضيه من أجل استعادة الحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني ؟
= هناك ثلاث مراحل مرت بها الدبلوماسية الفلسطينيه ، الأولى هي الدبلوماسية في مرحلة الكفاح المسلح والثانية الدبلوماسية خلال المرحلة الأولى تحت مظلة أوسلو وهي المرحلة التي انتهت باستشهاد الأخ الرئيس أبو عمار ،أما المرحلة الثالثة فهي الفترة الممتدة حتى الآن والتي قاد الدبلوماسية الفلسطينية فيها الأخ الرئيس أبو مازن .
في الفترة الأولى والتي تغطي ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي تمكنت
الدبلوماسية الفلسطينية فيها من إعادة وضع القضية الفلسطينيه سياسيا علي الاجندة الدولية بعد أن كان المجتمع الدولي يتعامل معها كقضية لاجئين فقط .وتوج ذلك بالخطاب التاريخي الذي القاه الأخ الرئيس أبو عمار في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 74.
وانجزت كذلك الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني في كل المحافل الدولية في الأمم المتحدة وجميع وكالاتها المتخصصة ،والاشتراكية الدولية وحركة عدم الانحياز ومنظمة الوحدة الافريقية ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية.
وشعبيا نجحت الدبلوماسية الفلسطينية في نسج علاقات تحالف وصداقة مع الأحزاب في جميع دول العالم وكذلك وطدت علاقاتها مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية على الساحتين الإقليمية والدولية .
وتكاملت علاقات الجاليات الفلسطينيه في دول الشتات مع مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية لتوحيد الجهد الرسمي والشعبي دفاعا عن فلسطين في مختلف دول العالم .
انجزت منظمة التحرير الفلسطينية علاقات دبلوماسبة رسمية وذلك بافتتاح مكاتب تمثيل لفلسطين في معظم دول العالم في أوروبا الشرقية وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وفي أوروبا الغربيه بدأ تمثيلنا من خلال مكاتب الجامعة العربيه إلا إنه ومع تطور العلاقة السياسيه والدبلوماسية مع دول أوروبا الغربيه تطور معه وضع مكاتبنا واستقلت عن مكاتب الجامعة العربيه وأصبحت بمثابة سفارات لفلسطين بعضها أخذ الوضع الدبلوماسي،إلا أن تمثيلنا في أوروبا الشرقية وجميع الدول العربية ومعظم الدول الاسيوية والأفريقية ، كان على مستوى سفارة ،وأصبحت فلسطين عضوا كاملا في حركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الاسلامي اضافة الى جامعة الدول العربية وحصلت على اعتراف أكثر من ثمانين دوله بعد إعلان الاستقلال عام 1988،وفي 15 ديسمبر 1988 إعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 177/43 باعتماد إعلان الاستقلال الصادر عن المجلس الوطني الفلسطيني وتم استبدال إسم منظمة التحرير الفلسطينية بإسم فلسطين في أروقة الأمم المتحدة.
الدبلوماسية الفلسطينية في تلك الفتره حاصرت الدبلوماسية الاسرائيلية في العديد من دول العالم وخاصة في الصين والهند وكبرى الدول الاسلامية ، ويلاحظ أن مكاتب تمثيل فلسطين في العالم كانت أكثر من سفارات اسرائيل .
وتمكنت الدبلوماسية الفلسطينية من تطوير الحضور الفلسطيني في المعسكر الغربي الذي يعد ملعبا لإسرائيل وبذلك تمكنت بطريقة أو أخرى أن توجد فجوة في العلاقات الاسرائيلية مع أوروبا الغربية لصالح فلسطين .
وقد وجه وأشرف على هذه المرحله الرئيس أبوعمار والأخ فاروق القدومي "ابو اللطف" رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية يساعدهم في ذلك مجموعة كبيرة من الدبلوماسيين الفلسطينيين الذين يشهد لهم في كل المحافل الدبلوماسية في العالم بأنهم أعلام حقيقية لأنهم كانوا يصنعون الحدث ،وكانوا شركاء في المشروع الوطني الفلسطيني ،وهنا لا بد من التفريق بين الدبلوماسي الشريك والدبلوماسي الموظف .
رؤساء بعثاتنا الدبلوماسية وهم سفراؤنا في تلك المرحلة كانوا في منتهى النشاط والفعالية وحضورهم طاغ ويشهد لهم بولائهم ووطنيتهم .لا يملون ولا يكلون ولا أولوية لديهم قبل أولوية الوطن والتي يقدمها حتى على احتياجاته العائلية والشخصية .
هذا هو الشريك ،الوطن كله له وهومسؤول عنه ومسؤول عن ضمان أمنه واستقراره ،هو الشريك وليس الموظف ،يقدم بدون حساب ، حقوقه الشخصية ،امتيازاته ،ترقياته التي يستحقها لا يقاتل من أجلها إن لم تأت في موعدها ولا يضيع وقتا من أجلها لأن الوطن احق بهذا الوقت ولا يشترط اطلاقا مقابل المهام التي يكلف بها ،ولكنه يعتبر أن له الحق في مناقشة ما يكلف به فتراه يستفسر ويستعمل حقه بالاعتراض كي يضمن تنفيذا بدون شوائب وقناعة بما سيقوم به .
الشريك لا تحكمه الأعراف والبروتوكالات الدبلوماسية ، يحترمها ولكنه يتغاضى عنها عندما يتعلق الأمر بقضيته ومصالح وطنه ،بينما نرى مثلا ، معظم الدبلوماسيين المحترفين يتمسكون بالتطبيق الحرفي لما تنص عليه هذه الأعراف والبرتوكوالات حفاظا عن حقوق قد لا تتعدى الذات والبرستيج الشخصي .
الشريك ،ممثل قضيته يتصرف وكأنه السفير الأهم في العالم عندما يتعلق الأمر بكرامة شعبه ووطنه ،ولكنه يتنازل عن كل ذلك أمام قضيته ومصلحة وطنه ،حيث يتواضع لتحقيق انجاز لوطنه.
رؤساء البعثات الفلسطينية في الخارج في تلك الحقبة كانوا شركاء ورواتبهم كانت تماما كرواتب سائقي سفراء الدول الأخرى ،كانوا يقاتلون دبلوماسيا وكأنهم في الجبهه حيث أخوتهم المقاتلين ،وقد كان عددا منهم هدفا للموساد الاسرائيلي لان عملهم واداءهم كان بخطورة المواجهه على الأرض ،استشهد العديد منهم لانهم شركاء في الثورة وليسوا موظفين ..
ويصح أن يقال عن هذه المرحلة أنها مرحلة الدبلوماسية المقاتلة والتي قدمت العديد من الدبلوماسيين شهداء أبرزهم : وائل زعيتر ، الدكتور محمود الهمشري ، حسين أبو فخر ، علي أحمد عبد القادر ، سعيد حمامي ، عز الدين القلق ، عدنان حماد ، نعيم خضر ، كمال حسن أبو دلو، فضل سعد الضاني .
المرحلة الثانية وهي مرحلة أوسلو حتى استشهاد الأخ الرئيس أبو عمار ،التي تميزت بنشاط كثيف بعد أن فتحت أوسلو للدبلوماسية الفلسطينيه كل الأبواب التي كانت مغلقة في زمن مضى ،ومن الأسباب الرئيسة لهذا النشاط كانت القناعه بأننا عدنا إلى الوطن وبدأت مرحلة بناء مؤسسات الدولة .وبالفعل تم إنجاز بناء هذه المؤسسات بالتمويل والمساعدات التي حرص الدبلوماسيون الفلسطينيون في الحصول عليها من الدول التي يمثلون فلسطين فيها ،وقد غطت كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والأمنية والبنى التحتية.
إلا أنه وفي نهايات العام 2000 وبعد أن توقفت اسرائيل عن التزامها بمتطلبات أوسلو ،واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانيه وحصار الأخ الرئيس أبو عمار ،وتدميرها لكل ما تم بناؤه من مشاريع ومؤسسات ،عاد دبلوماسيوا فلسطين الى المواجهة في معركة تستهدف المحافظة على دعم دول العالم للقضية الفلسطينية ،وأعتقد أنه رغم الصلف الإسرائيلي والدعم الأميركي اللا محدود للإسرائيليين فإن الدبلوماسية الفلسطينية تمكنت من ترسيخ العلاقة الاوروبيه بفلسطين وبدأت أوروبا أكثر ميلا للحق الفلسطيني.
سلبيات هذه المرحله أنها فكت الحصار الدولي عن إسرائيل التي فتحت لها سفارات في العديد من الدول الاسيوية والافريقية التي كانت لا تعترف بإسرائيل دعما لفلسطين المرحلة الثالثة وهي المرحلة التي بدأت بتولي الأخ الرئيس أبو مازن مقاليد الحكم خلفا للاخ الرئيس أبو عمار والتي تميزت بمواجهة شرسة مع الدبلوماسيتين الأميركية والإسرائيلية في المحافل الدوليه بهدف استصدار مزيد من القرارات الدولية التي تؤكد الاعتراف بالحقوق السياسية والوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني لنعزز بها المرجعية الدولية والتي ستكون أساسا لأي حل قادم للقضية الفلسطينية. إلا أن الإنجاز الأهم كان استصدار قرار الجمعية العامه للأمم المتحدة رقم 19/67 بالاعتراف بفلسطين كدولة غير عضو في الأمم المتحدة ومنحها صفة دوله مراقب .ثم بعد ذلك أصبحت الأمانة العامة العامة للأمم المتحدة تستعمل مصطلح دولة فلسطين في وثائق الأمم المتحده .وقد تم رفع علم فلسطين على مبنى الأمم المتحده لأول مره في تاريخ المنظمة الدولية.وتبعا لذلك أصبح من حق فلسطين الانضمام لعضوية كافة المنظمات الدولية كالاونيسكو ومحكمة الجنايات الدولية وغيرها من المنظمات التي تعزز الوجود الرسمي لفلسطين كدولة كبقية دول العالم ،وهذا حقق دعما كبيرا لفلسطين في مواجهة السياسة الاسرائيلية .
+ كيف استطاعت الدبلوماسية الفلسطينيه التوفيق بين مشروعي الثورة والدولة ،بمعنى آخر ما هو الفرق بين الدبلوماسيه في اطار منظمة التحرير وتلك في اطار الدولة ؟
= الفعل الدبلوماسي هو عينه في الحالتين إنما الفارق هو في نوعية الدبلوماسي وكفاءته ومهاراته وقدرته على اصطياد الفرصة عندما تلوح وعلى نسج العلاقات العامة وعدم حصرها بالرسميين وإنما توطيدها مع الأحزاب والسلطات المحليه ومنظمات المجتمع المدني والتعرف على ثقافة الشعب ،وهو الدبلوماسي الواثق من نفسه ، القادر على المبادرة واتخاذ القرار ، والأهم هو مدى التزامه بقضيته ومهمته ، وهذا ما أشرت إليه في إجابتي السابقه عن الفارق بين الدبلوماسي الشريك والدبلوماسي الموظف .
وبعيدا عن فلسطين ،فإن سفراء الدول الأخرى الكبرى وغيرها ، منهم من يمرون مرور الكرام وآخرون يتركون بصماتهم ،والفارق هي الصفات التي يتمتع بها أي منهم ،إضافة الى المبادئ والمثل والقيم ومدى الالتزام بها .
google-playkhamsatmostaqltradent