recent
أخبار الساخنة

المؤرخ السياسي عبد القادر ياسين: لابد من تصعيد النضال الفلسطيني من أجل الانتصار ودحر الاحتلال حاوره عبد معروف

الصفحة الرئيسية


يعتبر المؤرخ السياسي الفلسطيني عبد القادر ياسين ، واحد من أبرز الكتاب الفلسطينيين والعرب ، الذين كان لهم إنتاجا فكريا واسعا خدمة للقضية الفلسطينية ، فأصدر عشرات  المؤلفات ومئات المقالات والأبحاث والدراسات التي تناولت تاريخ القضية الفلسطينية وواقعها المعاصر.
وفي مرحلة يعتبر الأشد خطورة في تاريخ القضية الفلسطينية ، كان للباحث عبد القادر ياسين رأيا تناول تراكم السنوات الماضية التي أوصلت القضية الفلسطينية إلى ما وصلت إليه ، ويحذر من استمرار الانزلاق في متهاهات وأوهام التسوية مع الاحتلال الصهيوني في فلسطين.
وفي حوار مع الأستاذ عبد القادر ياسين :
+ كيف تقيم تجربة الثورة الفلسطينية العسكرية والسياسية والتنظيمية منذ العام 1965 وحتى الآن؟
= صحيح أن المقاومة الفلسطينية امتلكت قضية عادلة بدون جهد من المقاومة، لأن القضية هي قضية الاستعمار الاستيطاني الاجتثاثي الإحتلالي الصهيوني على أرض فلسطين.
إلا أن المقاومة الفلسطينية (1965 – 1993) عجزت عن الوصول إلى درجة "الثورة"، 
ذلك أن تلك المقاومة فشلت في تأسيس حزب، مؤهل لقيادة ثورة؛كما أن القيادة لم تكن مؤهلة؛ وبالتالي فإنها عجزت عن صياغة برنامج سياسي سليم، وممارسة تكتيكات صائبة؛كما ارتبكت في أمر التحالفات المحلية ، والإقليمية، والدولية؛أما عن غياب الديمقراطية أبدًا حدِّث ولا حرج.
لذلك نتساءل دائما ، لماذا تراكمت كل هذه الهزائم والتراجعات ، ومن أين سياتي النصر؟!
أما العامل العسكري ، وعلى الرغم من أن المقاومة الفلسطينية استمرت بالتمسك اللفظي بصيغة "حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد"، فإنها لم تعتمد إلا أسلوب "الكوماندوز" وأدارت ظهرها للسانحة الذهبية التي تمثلت في وقوع العدو بين أيدي الشعب، باحتلال 1967، ما وفَّر شروط "حرب التحرير الشعبية" تلك ، لكن مثل هذه الصيغة من شأنها بلورة قيادة داخل الضفة، والقطاع المحتلين، ما يجعل من قيادة الخارج مجرد ذراع للقيادة الميدانية في الضفة والقطاع. حتى أن المقاتلين كانوا يعبرون الحواجز الخطرة للوصول إلى العدو، وبقيت داخل المحتل مجرد متلقي، وجمهور مشجعين، لا يختلف في كثيرٍ أو قليل عن جمهور الأهلي والزمالك، مع استثناءات شحيحة، هنا وهناك.
+ هل المستقبل قاتم إلى درجة كبيرة ؟ وما العمل إذا كان لابد من الحرية والتحرير ؟
= اعتقد – وأرجو أن أكون مخطئًا – بأن "اتفاق أُوسلو" عام 1993 ، قد أنها مرحلة كاملة  دون أن يُخصِّب الأرض لمرحلة جديدة، وإن كان الجديد سيظهر، فمن قلب الظاهرة القديمة، تعزِّزها دماء جديدة، ولعل في ظاهرة استمرار الانتفاضة وعمليات الطعن بالسكاكين، المستمرة منذ نحو 3 سنوات، كافية للتدليل على ما أقول، ومعظم ما كان من عمل ونشاط فصائل فلسطينية ، لم يعد كذلك، وما تبقى مستمر بقوة دفع "الدول المانحة"!
من هنا يمكن القول ، إن جثامين معظم الفصائل تسد الطريق على الجديد، والمستقبل أسود، وقد تجاوزنا، من قرون، ظاهرة المعجزات.
+ هل ترى أن مساعي الوحدة والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية ، مساع جادة يمكن لها أن تصل إلى مصالحة ثابتة أم أنها آيلة للفشل كسابقاتها ؟
= إن المشروع الذي أُمليَ على طرفي الصراع في الحركة السياسية الفلسطينية (حماس، وفتح) قصد أن تجري الانتخابات التشريعية والرئاسية، متخطيًا إلحاح المصالحة، تمهيدًا لإقامة وحدة وطنية ما. 
+ لماذا كل هذا التراجع الحزبي والشعبي العربي بدعم القضية الفلسطينية كما كان في العقود الماضية ؟
التراجع الجزبي والشعبي العربي الداعم للقضية الفلسطينية، هو نتيجة لجملة من المحددات، على رأسها تدهور أوضاع العمق الاستراتيجي العربي، وسيادة القُطري على القومي، واستبداد فكرة الحفاظ على الكرسي من تحت الحاكم، فضلًا عن افتقاد قضايا العرب، وبضمنها فلسطين، السند الدولي، الذي كان متمثلًا في "المعسكر الاشتراكي" الذي تهاوا (1989) والاتحاد السوفييتي الذي انفرط عقدة، بعد ذلك، بنحو العاملين
+ كيف تفسر تهافت الرسمي العربي للاعتراف بالكيان الاسرائيلي وتطبيع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية معه ؟
= اسقاط ، أو تعزيز هذا النظام العربي أو ذاك، هو من شأن شعب ذاك النظام، وحده؛ فقد أثبتت التجارب التاريخية بأن الثورة لا يمكن تصديرها
+ أما هذا الواقع الفلسطيني .. كيف يمكن إنقاذ القضية الفلسطينية من مشاريع التصفية ؟
= الانقاذ ممكن، نظريًا ، بالمصالحة، قبل التأسيس لجبهة وطنية حقيقية، تعمد إلى توفير شروط النصر المذكورة عاليه. مع رد الاعتبار لصيغة "فلسطين قضية العرب المركزية"، وقيام وحدة القوى التقدمية العربية. على أن هذا كله مستحيل، قبل أن نتخلص من المجتمع المتسول، وننجح في إقامة مجتمع منتج، يُفرز طبقات اجتماعية عفيَّة، تُنتِج حركة سياسية معتبرة، قادرة على حمل برنامج المرحلة. ومن هنا نبدأ
google-playkhamsatmostaqltradent