بالتأكيد ان مستشفى الهمشري، التابع لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، هو إحدى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، ويعتبر المؤسسة الوحيدة التي تقدم العلاج الاستشفائي الى جميع أبناء شعبنا الفلسطيني، دون تمييز، ليس في منطقة صيدا فقط، بل لكل من يقصدها بغض النظر عن الهوية والجنسية التي يحملها، وقد رسخت في وعي الكثيرين حقيقة انها ملجأ الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل التكاليف الباهظة للمستشفيات الخاصة.
وفي ظل عجز وكالة الغوث عن الاستجابة لجميع الاحتياجات الصحية لشعبنا في لبنان، شكلت مستشفيات الهلال احدى روافد الدعم الهامة التي تحتاج اليوم إلى وقوف الجميع خلفها ودعمها، ودعم كل جهد يبذل لاستمرارها وتطويرها، كي تتحول إلى مستشفى جامعي يستوعب كل الحالات، بما فيها الامراض المزمنة والصعبة، كأمراض القلب والسرطان والرأس وغير ذلك من امراض يقف الفلسطيني متسولا على ابواب المؤسسات والجمعيات لتأمين نفقات العمليات.
ومن شأن اي تطوير لمستشفى الهمشري وغيره من مستشفيات الهلال، ان يساهم في مساعدة ابناء شعبنا على تخطي الازمات الصحية، وتخفيف الأعباء المالية في ظل الازمة الاقتصادية التي نعيشها في المخيمات نتيجة جائحة كورونا والانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان عامة وارتفاع نسبة البطالة لشعبنا وعدم قدرة جميع العائلات على تحمل نفقات المستشفيات والعيادات الخاصة..
لقد كان مستشفى الهمشري مؤخرا محط استهداف من بعض الاصوات العنصرية في لبنان، التي عملت وضغطت كي لا يتحول مستشفى الهمشري إلى مستشفى جامعي، يكون قادرا على استيعاب واستقبال جميع الحالات المرضية.. وخلال جائحة كورونا، تفقد مندوبون عن وزارة الصحة اللبنانية المستشفى، وتم الاقرار ان المستشفى تنطبق عليها كل المواصفات والمعايير التي تجعلها قادرة على الدخول في مواجهة معركة كورونا، وهي باتت مهيأة للتعاقد معها من قبل الاونروا بشأن فحوصات كورونا، غير ان ضغوطا مورست منعت الاونروا من انجاز العقد، بذريعة خلل قانوني، وهو ان المستشفى غير مشرع قانونا.. وهو امر يجب ان يدفع كل حريص على شعبنا وصحته لأن يقف ليعلن موقفا تضامنيا إلى جانب مستشفى الهمشري، كي تتحول إلى مستشفى جامعي بعيدا عن سياسات التمييز والاقصاء التي اعتاد شعبنا عليها..
كل التحية للجيش الابيض الفلسطيني العامل في مستشفى الهمشري، والذي دفع الضريبة من لحم اطبائه وممرضيه الذي اصيب بعضهم بالفيروس، والتحية ايضا لكافة المؤسسات الطبية التي تبذل قصارى جهدها من أجل حماية أبناء شعبنا ومساعدتهم على تخطي هذه المحنة الصحية..