recent
أخبار الساخنة

يتساقطون كأوراق الشجر ‏بقلم ‏ماهر ‏الصديق

الصفحة الرئيسية


قد يقبل العقل بشاعة و غلاظة قلب رجل متسكع .. جاهل.. امي .. سطحي يبحث عن
مصالح معنوية و مادية لا يمكن ان يحققها الا بالعمل مع اجهزة السلطات القمعية .
قد نتفهم سقوط اعلامي مغمور لا يحقق طموحاته و لا تتسع شهرته و لا تفتح له 
الصفحات الاولى و اجهزة الاعلام المختلفة الا عبر النفاق و تحسين صورة الجلاد
و تلميع احذية الضباط و رجال الاستخبارات و قلب الحقائق التي تنتج عنها صورة
جديدة تظهر مصاص الدماء بصورة ملائكية و تقنع العامة بأن افعاله المشينة  
 ما كانت الا من اجل الوطن و المواطن و من اجل الاستقرار و حفظ الامن ، و  
لمواجهة القوى الشريرة التي تتربص بالبلاد و تعمل لاجندات خارجية !
 قد نعرف غاية احدى الشخصيات القميئة الهامشية التي برزت على السطح في 
  في ظروف استثنائية مستغلة وضع طارئ فاطلقت مواقف تدغدغ مشاعر العامة و 
 تبين الحرص الكاذب على مصالح الجماهير و على النظام . و ربما يفاجئنا شخص 
يتمتع بملَكة الخطابة فيلهب حماس الناس مما يؤدي لبروزه و رضى الشارع
 عنه ، و ايضا رضى النظام الاستبدادي الذي يبحث عن مغمورين و متسلقين ، 
 كل هذا من اجل مقعد نيابي او منصب حكومي او حقيبة وزارية او حتى من 
 اجل مخترة او عضوية بلدية ليرفع من شأنه و يصعد السلم حتى يصل لطموحاته 
الانتهازية ضمن " الجوقة " التي تخدم اهداف النظام السياسي الاستبدادي . قد نرى
ذلك امرا ممكنا ، بل انه واقع حقيقي ينتشر في المجتمعات كما تنتشر الطحالب في
المياه الآسنة . و قد نرى " بل اننا نرى " اشخاص تافهون ليست لهم غاية سوى
الثروة مهما كان مصدرها ، يتلطون باذيال النظام من اجل تمرير صفقاتهم
و من اجل انجاح استغلالهم و استثماراتهم ، و ربما يعملون مع منظمات عالمية
تخطط لضرب الاقتصاد الوطني و إلحاقه بالنظام الاقتصادي المعادي و توريط
البلاد بالديون و جعل السوق المحلي مفتوح للاستيراد لتعطيل الانتاج و نشر البطالة
مما يحوّل البلاد و سياسة البلاد رهينة للقوى الخارجية المتحكمة بالاقتصاد العالمي
و التي يقف خلفها بطبيعة الحال رأس المال اليهودي . قد نرى كل هذا ، و نرى 
خداعهم و غدرهم باوطانهم و بشعوبهم و نرى ارتباطاتهم و تغليب مصالحهم بل
مصالح من يعملون معهم على كل المصالح . ان الكثير من اساتذة الجامعات و الكتاب
و المثقفين و الطلاب و الاعلاميين و السياسيين بل ان كثير من الجنود و العمال
و الفلاحين و البسطاء يعلمون بان النظام السياسي الذين يهتفون له و يسيرون
خلفه انما هو نظام مأجور يعمل لخدمة جهات لا تريد الخير لهذه الامة . نظام يريد
بقاء الامة تابعة .. ضعيفة .. تتحرك حسب رغبات اعداءها و لا تعيش الا برضى
الغرب و من وراء الغرب المنظمة الصهيونية العالمية . ان تأييد هذا النظام
انما يكون على حساب البلاد و نماءها و قوتها و كرامتها الوطنية ، و من يقف
معه من عامة الناس انما يقفون مع ظالم مستبد و بالتالي هم يعملون ضد مصالحهم
الذاتية و يعبدون الطريق لمستقبل مظلم يعرّضون به الاجيال القادمة لما يتعرضون
 له في حاضرهم ، و يخدمون الاعداء من حيث لا يدرون . ان الوقوف مع النظام 
العادل غير الفاسد ، الذي يغلب مصالح شعبه و امته على كل المصالح و الذي يريد 
العزة و المجد و التقدم و الرفاهية لشعبه و يعمل بكل الوسائل من اجل حل مشكلات 
الفقر و البطالة و المرض، و يمنع استنزاف الطاقات الوطنية البشرية منها
 و المادية و يعمل على نهضة البلاد في كافة المجالات الاقتصادية و المعيشية و
 العسكرية ، و يضمن الاختيار الحر للمناصب الحكومية ، و توظيف الكفاءات في
 امكنتها بلا محسوبيات ووساطات ، ان الوقوف خلف هذا النظام هو ضرورة 
 وطنية و انسانية ، لان قلب الانظمة ليست غاية المواطن الصالح ما دامت تقوم
على العدل و الانصاف و تبتعد عن الفساد و الاستبداد . ان فكر الانقلاب على
اختيارات الشعوب انما هو فكر المستبدين الذين يريدون الفوضى و اضعاف البلاد
و جعلها رهينة بيد الاعداء . و إن كنا نفهم غايات الانتهازيين و العملاء و الفوضويين
و المتسكعين على اعتاب رجالات الدولة من اجل حفنة من المال ، و ان كنا نفهم
انجرار البسطاء الذين لا يميزون بين الغث و السمين و لا يفهمون مصالحهم و مصالح
مستقبل اولادهم و احفادهم ، فإننا لا يمكن ان نتفهم مواقف علماء السلاطين الذين 
يعرفون ان الساكت عن الحق شيطان اخرس ، و يعرفون ان طاعة الحاكم مشروطة
بطاعة الله ، و لا طاعة في معصية . فالحكام الفاسدون الذين يخونون اوطانهم خدمة
لمصالحهم الخاصة و مصالح الدول الاخرى ، و الذين يفرطون بمقدساتهم ، و الذين
لا ينصرون المستضعفين من المسلمين ، و الذين يساومون على دم مسلم واحد حتى
في اقاصي الارض ، و الذين يستنزفون ثروات البلاد في غير مصالح الشعوب،
و ينتشر المفسدين في اروقة ادارتهم ، و تهتك الاعراض و الكرامة الانسانية
في مراكزهم ، و تفتقد العدالة تحت حكمهم ، و الذين يعتقلون و ينكلون
بكل من نطق بكلمة حق ، و الذين ينشرون الفساد و الرذيلة و يعبثون بكل
 القيم الاخلاقية ، اؤلئك حكام لا يطاعون ابدا ، بل ان طاعتهم تعتبر خيانة لله
و رسوله و المؤمنين ، و مقاومتهم جهاد في سبيل الله و نصرة لدين الله . قال
سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه و ارضاه : " أما بعد أيها الناس فإني 
 قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني . 
  أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم " .
ان من يهادن الصهاينة و يطعن بنو قومه في الظهر و يساوم على المقدسات
الاسلامية تكون طاعته نوع من النفاق ، هذا اذا خففنا من حدة لهجتنا ، و العالِم
الذي يسير خلفه فهو إما جبان رعديد و إما رجل خائن للعِلم و لا يستحق ان يصنف
مع العلماء لان العالِم من يعمل في علمه و ليس من يستغل علمه لغاياته و اهوائه .
ان من محاسن تلك المحن انها تكشف لنا العلماء الحقيقيون من الادعياء ، فإذا
كان لكل محنة محاسن و مساوئ فإن ما يحصل الان قد كشف كثير مما كان
يخبئه لنا الماضي من شيوخ و دعاة و علماء اذرفوا اعيننا بالدموع من وعظهم
و تذكيرهم بالآخرة و عذابها و حثهم للناس على الطاعة و الاستقامة ! ثم ما ان
وضعوا باول اختبار بين قول كلمة الحق و بين التذلل على اعتاب القصور اختاروا
النفاق و التدليس و التغطية على جرائم الحكام . و سقطوا سقوطا ذريعا و كشفوا
الاقنعة عن وجوه مزيفة و السن ملتوية . لقد كان من اكبر ايجابيات هذه المرحلة
انها كشفت لنا تلك الوجوه و بينت لنا معادن الناس و فرزت العلماء عن المتعالمين .
و صدق الله عزوجل قوله في آل عمران : ﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا
 أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ
 وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا
 فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ . ﴾ فمن نعمة الله علينا انه بين لنا هؤلاء الذين كانوا يخادعون الناس
 ثم سقطوا في اول اختبار حتى يتمكن كل عاقل ان يفهمهم و يعرف محدودية علمهم .

ماهر الصديق




google-playkhamsatmostaqltradent