recent
أخبار الساخنة

*ثانويّة دير ياسين بين التفوق والتألق في التواصل الافتراضي* ‏



تُعتبرُ ثانوية دير ياسين المثالَ الحسن للتّعليم الثانويّ في لبنانَ، حيث تتميّز بإدارة رائدةٍ تتّصفُ بالسّعي دوما لإنتاج طالبٍ فلسطينيٍّ متفوّق وفاعلٍ في المجتمع الفلسطينيّ ومُنتمٍ إلى أرضه وشعبه وقضيّته. 
وعندما نتحدّث عن التعليم الافتراضيّ، يبدأ الجميعُ بالحديثِ عن الصّعوبات والمخاوف، ممزوجًا بقلقٍ من احتماليّة عدم الإنتاجية كما هو مأمول ومُخطّط له. 
وللوُقوف على هذه الإشكاليّة عن كثَب، كانت لنا جولةً ميدانيّة لاستقصاء مُختلف الآراء والمواقف. 
الأستاذ رامي الصغير، وهو مُعلّم في الثانويّة ومُنخرِط بفاعلية في التعليم الافتراضيّ، حدّثَنا عن الأجواء الإيجابية السّائدة في الثّانويّة، وعن حالة التّوافقُ والاندماج بين كلّ من المعلّم والمُتعلّم لدى تطبيق برنامج التعلّم عن بُعد، مُبرِزًا الدّور الجديد الذي يكتسبه المُعلّم في بيئةٍ غير تقليديّة.
كما كانت لنا وقفة أخرى مع الأستاد عيسى الحنفي، نائب مدير الثّانويّة، حيثُ عبّر عن الحاجة المُلحّة للتعليم عن بعد،
مؤكّدا أنّه لا غنى عنه في ظلّ الظروف السّائدة حاليًّا. وأوضح أن المدرسة تعتمدُ، في إطار تطبيقها للبرنامج، على تقنيّة الزّوم، الذي أوجد بيئةً جاذبة ومُحفّزة بين المعلم والطالب، كونه يُؤمّن التّفاعل المُباشِر بينهما، ويُمكِّنُ التلاميذ الآخرين من الانخراطِ في التعلم عبر الإفادة من مشاركات زملائهم. وقد تصلُ نسبة حضور الطلاب في الصفّ الافتراصيّ إلى اكثر من ٩٠%، والغائبون عن الصّفّ يُبلغون الإدارة مُسبقا بظروفِ غيابهم.
 وهذه النسبة المرتفعة تكاد تتماثلُ مع النسبة المُفتَرضة أثناء التعليم الحضوريّ وفي الظّروفِ الاعتياديّة. 
وعن صعوبات تطبيق التعليم الافتراضيّ ألمحَ الأستاذ الحنفي إلى أنّ هناك بعض الطلاب لا يملكون هواتف محمولة، وقد لا تتوافر عندهم خدمة الإنترنت بالسّرعة المطلوبة. وآخرون منهم يُعانون من انقطاع مستمرّ في التيّار الكهربائيّ، مُضافًا إليها مشاكل أخرى ناتجة عن الظّروفِ الاجتماعيّة والاقتصاديّة المُعقّدة التي تُكابدُها مُخيماتنا وتجمّعاتنا. 
كما شدّد الأستاذ الحنفيّ على دور الأهل في متابعة تحصيل أبنائهم، وفي الإشراف عن قرب على تقدّمهم في اكتساب الخبرات والمهارات والكفايات، وعلى تعزيز العلاقة مع الإدارة والمُعلّمين. 
كما بيّن إلى أنّ إدارة الثّانويّة تُولي هذا الجانب اهتِماما وافيًا، إذ تُزوّد أولياء الأمور يوميًّا بأسماء الطلاب الغائبين، كما تزوّدهم بمستوى مشاركة أبنائهم في البرنامج. 
 
المعلمون في الثانوية يبذلون جهدا كبيرا مع طلابهم ومتابعتهم بشكل دائم حيث اكسبت هذه التجربة خلال هذه الفترة خبرات جيدة للمعلمين والثانوية اصبحت مستعدة لعملية التعلم عن بعد بشكل جيد .
ولإظهار مدى نجاح هذه التّجربة، يُشير الأستاذ الحنفي إلى أن مديرة التربية والتعليم في منطقة، السيدة ابتسام خلف، حضرت أحد الصفوف الافتراضيّة، وأبدت رضاها على سير العمليّة التعليميّة، وأبرقت برسالة شكر لمدير الثّانويّة على جهوده وجهود المعلّمين في تثمير هذه التجربة وإنضاجها. 
وأخيراً، أوضح الحنفي أنّ الثانوية تعكف حاليًّا على تطوير أدوات تقييم فاعلة تكون عونا للمعلم على قياس التقدّم الذي يُحرزه الطلاب. 

في الختام، نشكر جهود الإدارة والمعلمين والطلاب، على جهودهم القيّمة في إنجاح هذه التجربة الوليدة، وندعو المكاتب الطلابيّة الفلسطينيّة والفعاليات واللّجان إلى تفعيل متابعتها للشأن التّربويّ، من أجل ضمان استمرار تميّز الطالب الفلسطيني

إعداد أحمد دحويش- البرج الإخباري 
google-playkhamsatmostaqltradent