recent
أخبار الساخنة

لعنات صبرا تلحقهم ‏بقلم ‏ماهر ‏الصديق

الصفحة الرئيسية
ذهب معظم المجرمون الذين يتحدثون بلغات متعددة و بلكنات مختلفة الى ديّان
لا يُظلم عنده احد . ذهبوا باياديهم الملطخة بالدماء البريئة الزكية ، و باللعنات
التي تلاحقهم ، ذهبوا بخزيهم و حقدهم الطائفي الى حيث لا مفر من الحساب .
و بقي بعض المجرمين يمارسون طقوسهم العنصرية و حقدهم اللامتناهي بانتظار
يوم لا بيع فيه و لا خلة و لا شفاعة . لا زالت دماء الحقد الاعمى تسري في 
عروقهم ، و ذكرى المجزرة تلاحقهم . فإن لم يجدوا من يقتص للابرياء منهم
في هذه الايام ، و إن لم يجدوا العقاب الذي يستحقونه على جرائمهم فإنهم لن يفلتوا
من التاريخ الذي سجل على صفحاتهم السوداء بالقلم الاحمر القاني بانهم قتلة .
صبرا ليست ذكرى فقط ، نتألم عند تناولها . و ليست حادثة عابرة كبقية الحوادث
الاليمة التي مرت علينا ، انها محطة في تاريخ كفاحنا ، نستخلص منها الدروس و 
العبر ، و لا يصح ان نذكرها دون ان نقف عندها ، حتى يتبين لنا المشهد من كافة
جوانبه . فإن اهم درس ظهر لنا في هذه المجزرة الرهيبة : ان عدالة قضيتنا و 
انسانية نضالنا و توجهاتنا الوطنية و القومية لم تمنع من ظهور اعداء يتحدثون
بلغتنا و يشبهوننا في سحنتنا و يسكنون في جوارنا من التعاون بل و من العمالة
لمصلحة العدو الصهيوني و تنفيذ اوامره و تقليده في وحشيته و همجيته . و من
الدروس التي استخلصتها تلك المجزرة المروعة ان الاعزل من شعبنا قد يكون
عرضة للانتقام و هدفا من اهداف الجبناء الذين ينقمون على شعبنا و يعارضون 
كفاحه العادل و ينفذون مخططات عدوه ، فلا بد من الاستعداد الدائم للدفاع عن
النفس ، و تمكين شعبنا من وسائل الوقاية و الحماية . و منها ايضا ان العدو
قد يرصد مواطن الضعف عندنا و ينفذ منها لايذائنا ، و ان جبهة الاعداء قد
تحتوي على متكلمين باللغة العبرية و العربية على حد سواء، و قد يكون عربي
الانتماء صهيوني المعتقد ، و انه قد يؤذيك بالسلاح و يحرض عليك بالكلمة
او في مقال في صحيفة او في خطابه السياسي او الديني او انه يمكن ان يكون
مدجج بالسلاح بالحقد المنبعث من اللسان او بعظته التي يجب ان تدعو للمحبة
و الوئام ! و انه قد يعطيك من طرف اللسان حلاوة " و يشهد الله على ما في قلبه 
و هو الد الخصام " . فهانحن نرى الاعداء يخرجون من صمتهم الطويل و يتسابقون
في مدح اليهود و ذمنا ، يطلبون رضى بني صهيون و يعملون ليلا نهارا لتنفيذ
مشاريعه التصفوية للقضية الفلسطينية و التدميرية للامة العربية . هاهم يظهرون
في العواصم العربية ينشدون محبة الصهاينة و يصبون علينا كراهيتهم و حقدهم .
انهم يؤسسون للعصر الصهيوني المستحيل ! نظم لهم الصهاينة طريقة خطابهم
بشكل ملفت و غريب ، فيوما يأتينا الخطاب المتصهين من القاهرة او عمان
او الرياض او ابوظبي او المنامة و يوما من الخرطوم او من مسقط او حتى
ممن يتكلم باللهجة الفلسطينية . انهم يشكلون عملية اعتراض على مجرى 
التاريخ ! لكنهم خابوا و خسئوا فان التاريخ لا يعود للوراء ، و ان التاريخ تسجله
الشعوب المكافحة و المناضلة من اجل حقوقها . اننا و نحن نعود للوراء في
ذكرى المجزرة الاليمة ، نستلهم منها المعاني ، و نترحم على الشهداء ، و نؤكد
تمسكنا بحقوقنا العادلة مهما طال الزمن ، و على الرغم من كل العوائق و العراقيل ،
نحن شعب لم يستسلم في تاريخه الطويل و لن يستسلم . 

ماهر الصديق         



 


google-playkhamsatmostaqltradent