recent
أخبار الساخنة

الشاعرة إسراء حيدر محمود ...علامة مضيئة في الثقافة العربية بقلم الكاتبة اللبنانية زينب دياب*

الصفحة الرئيسية



شاعرة الحلم،

كبير مستشاري المنسق العام لمنبر أدباء بلاد الشام ..
الراقصة على أنغام نيران العشق، المتفائلة دوما" بأحلامها في قارب أوراقها المثقلة بحنين الذاكرة ، تعانق الحلم وتعلن مملكة الحب دولة في لحظة إنتصار، دوما" في ذمة العشق تحيا.
طفلة للشعر رقراقة الهوى، أنثى القوس والنار، تحمل قلبا" يكويه كبد الحب المكنون والهوى والعشق المدفون.
فارسة كل عصر، تسكب كؤوس الفرح وتتجرع مرارة الحياة، تميل مع الألم لكنها راسخة كالجبال لا تنكسر، تقطف من بساتين الفراق والحنين أجمل القصائد في وقت جفاف الحياة.
فراشة الشعر التي تكتب الشوق ألحانا" بلقاء الثواني عند منعطف الهوى، أرهقها الشوق وأتعبها الحنين ، لكن الشعر أعاد لعروق قلبها النبض من جديد ...
من نبض إشتياقها إرتقى ضوء ، أنضج عناقيد العمر والشعر...
تجربتها الشخصية ساطعة هي علامة مضيئة في الثقافة العربية..
ألشاعرة اسراء حيدر محمود من فلسطين الحلم والحقيقة، جذورها من حيفا، أقدم، أجمل وأهم المدن في فلسطين على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وأيضا" أردنية تتغنى بحب الأردن، هي مواليد المملكة الأردنية الهاشمية ( عمان) 1963.
في عمان نشأت شاعرتنا، ترعرعت وتلقت علومها الإبتدائية في مدرسة راهبات الناصرة، منذ طفولتها أهتمت بالكتابة لأنها تأثرت بما كانت والدتها ( رحمها الله) تكتبه من قصص جميلة، لقد كان لديها إسلوب سردي رائع وممتع، في أيام المدرسة كانت تستعين بدفتر والدتها لتكتب موضوع إنشاء من قصصها..
أحبت اللغة العربية لأن إسلوب والدتها بالكتابة كان يجذبها ويشدها، من هنا أصبحت تكتب بعض الخواطر..
الشاعرة إسراء حيدر محمود سليلة بيت عُرف بالشعر والأدب، حيث تربت على حب الحرف والإنتماء إلى القصيدة في كنف والدها فهي إبنة شاعر الضفتين ، شاعر الأردن الكبير " حيدر محمود " وزير الثقافة سابقا" وأيضا" سفير في تونس سابقا" وعَيْن في البرلمان...
بعدها إنتقلت شاعرتنا لدراسة المرحلة الإعدادية في مدرسة ( الإدفنتست) وبعدها إلى مدرسة ( الشاملة الثانوية للبنات) لدراسة المرحلة الثانوية...
في المرحلة الثانوية كانت تنشر بإسم مستعار في صحيفة ( الشاهد) بعض القصائد القصيرة التي تتحدث عن الحب والغزل، والسبب لعدم ذكر إسمها كونها صغيرة ووقتها كان مفهوم الحب والغزل غير مقبول..
عشقها للغّة العربية تجلّى ( حصولها على البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها ) من الجامعة الأردنية كلية الآداب عام 1986, بعد التخرج تم تعيينها بأمانة عمان الكبرى حيث بدأت العمل فيها بدائرة الإعلام والعلاقات العامة..
عزف العشق ألحانه على أوتار قلب الشاعرة إسراء فعانقت أحلامها وتزوجت بمن اختاره قلبها، أنجبت وانشغلت بالعمل وتربية الأبناء ومسؤولياتها كزوجة وأم عاملة، كانت تكتب القليل وتحتفظ بهم، لم تكن تفكر بأن تكون شاعرة في تلك الأيام ولم تنشر ما كتبت أبدا".
عام 2007 تقاعدت الشاعرة إسراء حيدر محمود من عملها وكبر الأبناء فانطلقت إلى الحياة الأدبية والثقافية بعمر تجاوز الأربعين، كانت كتاباتها من داخل المنزل ومن يمتلك لغة جيدة وتعبير جميل يستطيع أن يكتب، في البداية كتبت النثر وأول ما كتبته قصيدة بعنوان ( يا قلب )..
عندما توفي زوجها جمعت كل القصائد التي كتبتها له ( رحمه الله) فأصدرت عام 2014 أول ديوان لها قصائد نثر عنوانه :
_ أنثى القوس والنار عن دار المجد للنشر والتوزيع، كان عبارة عن نبضات قلب حيث أهدته لزوجها الراحل، فكل ما فيه كان يحكي قصة عشقهما التي لم ولن تنتهي حتى بعد وفاته، كان الهدف من هذا الديوان إثبات لوجود هذا الحبيب ( زوجها) في حياتها، وهو يشير أيضا" إلى صوت شعري جميل له نكهته الخاصة فهي تكتب نفسها بمستوى عالٍ من الشعرية وجمالية التكوين مع تفاعل صادق وعفوي مع عالمها المتخيل والواقعي، قصائدها في بنيتها تعج بالصور المدهشة وباللغة المبهرة ، تضمن الديوان مائة وسبعة عشر قصيدة محملة ببعض خبايا الذات التي تعلن نفسها بشفافية مفرطة.
فكل شاعر حقيقي هو في واقع الأمر رسام يرسم لوحاته الشعرية ذات الخطوط والألوان بماء القلب وحرقة الألم وبانفعالاته، إستطاعت أن تصل في أشعارها إلى جمرة الشعر فنثرها الشعري يتسم بالرومانسية المحببة ، كأنها تخبز الكلمات لتصنع رغيفا" للعشق.
عن شعورها لأول ديوان أصدرته قالت :
كنت جدا" سعيدة، عند توقيع الديوان شعرت أنني مثل الأميرات كأنني فوق النجوم والقمر، شعور لا أستطيع وصفه، حاليا" لا أحب أن أقرأ من ديواني الأول لأني لما كتبت الشعر العمودي والحكمة ما عدت أحب النثر كثيرا" مع أنه يعطي مساحة أكبر للتعبير وأصبحت أرى وضع ديواني الأول عادي، لكنه المميز والأحب لقلبي لأنه الإصدار الأول ومن خلاله قفزت إلى العالم الثقافي.
الأم، الوردة التي يفوح عطرها في كل الفصول ويبقى طيبها منثورا" على مر الأيام، هي التي علّمت الحب والعطاء ليكون الوفاء من الشاعرة إسراء.
في العام 2016 رحلت والدتها لجوار ربها فأصدرت ديوانها الثاني وعنوانه :
_ ( عزف الرباب) والرباب هي والدتها رحمها الله حمل الديوان بين طياته قصائد رثاء وحب ، وكان للوطن نصيب في الحب، شاعرتنا ترى أن الأم والوطن روحان في جسد، واختلط الديوان بين النثر والقصائد العمودية، كل قصيدة في الديوان بدت وكأنها تعدو إلى طفولتها البعيدة حتى تغدو لنا أنها ستكبر مرة أخرى وعلى نحو آخر فتصبح امرأة جديدة..
ألشاعرة إسراء حيدر محمود ضد مقولة شاعرة بالوراثة، هي لا تؤمن بتوريث الشعر فهو حالة إبداعية للإنسان وليس للعائلة، تقول :
والدي الشاعر حيدر محمود قدوتي ومرجعي في كثير من الأحيان، وأنا أفتخر به كثيرا" ولا أحب أن يُقال أني ورثت الشعر منه، أعتبره هالة لا أحد في الوقت الحالي يستطيع أن يصل لما وصل له ولمستواه وأنا لن أكون مثله فهو شاعر كبير وأنا مجرد شويعرة صغيرة..
الشاعرة إسراء حيدر محمود تحاول أن تنهي ديوانها الثالث والذي من المقرر أن يبصر النور في القريب عنوانه " شَهدُ السُّلاف " وهو من الشعر العمودي في الغزل والرثاء والحكمة وهناك قصائد للوطن، تقول شاعرتنا :
قمت بكتابة هذا الديوان بعد إن تم استفزازي من أحد الشعراء وشاعر حكمة ( تيسير الشماسين) أقام مسابقة بالحكمة وطلب مني المشاركة في مسابقة ( حكماء الأمة ) منتدى المتنبي وأنا لا أكتب الحكمة، طبعا" أنا درست العروض في الجامعة لكن حاليا" تتلمذت على يد الدكتور خالد الفهد مياس رئيس قسم اللغة العربية في جامعة جدارا، وأخذت في مراجعة البحور الشعرية فقط حتى كتبت في الحكمة بطريقة جميلة وإلى الآن أكتب شيء مميز لأنهم يبحثون عن الأفضل حتى تصل المتلقي بسهولة ويسر، بعد مسابقة الحكمة أشعر بأن قصائدي اليوم أجمل من البداية، ولي أبيات في ديوان حكماء الأمة والذي سيصدر قريبا" وهو ديوان يعيد المجد لشعر الحكمة في عصرنا الحالي، شارك فيه شعراء من الوطن العربي كاملا"...
ألشاعرة إسراء دائما" لديها مشاريع إبداعية ثقافية ولأنه يسكن روحها حب فلسطين فهي حاليا" تحضر قصيدة ل (فلسطين) ، للقدس..
أيضا" هي بصدد تحضير قصيدة ل ( عمان) كتبت أجزاء منها ومن الممكن أن تكون هذه القصيدة أكثر من مئة بيت واسمها ( قلادة أردنية) وكل محافظة لها أبيات وهذه ستكون مطورة إن شاء الله ولكنها لم تكتمل بعد...
باعتبارها أصبحت في موقع مسؤول / كبير مستشاري المنبر، نظرتها الفكرة الوحدوية للمنبر كجماعة ثقافية، وكيفية الجمع بين أدباء بلاد الشام والوطن العربي ، تقول :
فكرة المنبر فكرة رائدة مميزة وتشمل شعراء وأدباء من البلاد العربية المختلفة، عادة يمكن الجمع بين الأدباء من خلال المهرجانات الثقافية التي تُقام ، لكن حاليا" للأسف جائحة كورونا تمنع إقامة المهرجانات .
هي تحب جميع قصائدها وفي امسياتها تنتابها الحيرة بماذا ستبدأ تقول :
أن الشاعر يعتبر قصائده كأطفاله، وكل قصائدي منذ بداية كتابتي إلى هذا اليوم لها شيء مميز ومختلف.
للشاعرة إسراء مشاركة في كتاب ( فضاءات الجياد) الجزء الأول مع 275 كاتبا" وكاتبة في الأدب المعاصر.
لها كتاب بعنوان ( شذرات عاشقة) فيه مقتطفات جميلة لكن تتوقع أن تطبعه بوقت متأخر..
شاعرتنا وجه مرموق على الساحة الأدبية في الأردن، شاركت في العديد من الأمسيات الشعرية والثقافية نذكر منها :
_ مهرجان جمعية آيلة للثقافة والفنون الأول .
_ 2014 مهرجان الحدث الثقافي الأول.
_2017 أمسية وفاء الراحل جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه في الشونة الشمالية.
_2018 مهرجان الربيع الرابع _ ليالي دير علا. / مهرجان إحياء ذكرى رحيل الفنان المناضل الشهيد ناجي العلي في مادبا. / مهرجان نسيج واحد في لجنة خدمات مخيم الوحدات.
_ 2019 قافلة تجمع الأدب والإبداع الثامنة تحت شعار ( الحاضر رغم أنف الغياب المغفور له الأديب بدر عبد الحق _ أبو البنات). / مهرجان صيف الأردن الثقافي الثاني. / إحتفالية جامعة جدارا بسبعينية عرار . / مهرجان منازل الشعراء في عجلون . / مهرجان الكمالية. / الملتقى الثقافي الثاني عشر " وفاضت جداول من سنا" لمدرسة معدي الثانوية المختلطة بمناسبة الإحتفال بيوم اللغة العربية. / مهرجان بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية في منتدى سحاب الثقافي.
_ 2020 قافلة تجمع الأدب والإبداع السادسة عشرة تحت شعار ( في أقدس محاريب الذاكرة حبيب الزبودي).
إضافة إلى العديد من الأمسيات والأصبوحات والمهرجانات في مناطق مختلفة من المملكة.
تقديرا" لنشاطاتها الثقافية حصلت شاعرتنا على العديد من شهادات التقدير.
مُنحت شهادة الدكتوراه الفخرية في المجلس الأعلى للإعلام الفلسطيني تقديرا" لجهودها في المشهد الثقافي والوطني.
هي عضوة في عدة منتديات ثقافية وحاليا" عضو هيئة إدارية في تجمع الأدب والإبداع.
.




google-playkhamsatmostaqltradent