recent
أخبار الساخنة

عندما يتعملق الصعاليك بقلم: ماهر الصديق

الصفحة الرئيسية




ليس هناك ما يدعو للتعجب من عملية التطبيع التي قام بها حكام ابو ظبي .

كل تصرفاتهم خلال العقدين الاخيرين كانت في هذا الاتجاه ، بل ربما ما

خفي منهم و من دول الخليج كان اعظم و ادهى . يمكننا القول بان

المطبعين يقومون بمهمتهم الطبيعية الموكلة اليهم من قبل امريكا و كيان

الاحتلال و من فوقهما المنظمات الماسونية و ذلك نظير حماية انظمتهم

من الشعوب و من الحركات الوطنية التي تدعو لحرية اختيار الحاكم .

إن ما حصل في حقيقته لا يعدو كونه تتويج لعلاقات سرية و علنية منذ نشوء

هذه الدويلة الهزيلة . كانت الاتصالات في السابق تأخذ أشكالا مختلفة و تحت

عناوين خادعة : مكاتب تجارية أو مناسبات ثقافية أو رياضية أو غير ذلك .

كان التطبيع قائما على قدم و ساق بلا ضجيج . لكن العجب في السيناريو الاخير

كان في الاخراج الموغل في الحماقة ، و ذلك عندما تم ربط التطبيع باعمال الضم و

القضم التي يقوم بها العدو الصهيوني ، و هذا أسوأ ما في الأمر ! فإذا كان الخائن

يريد أن يمارس خيانته بالعلن فلا داعي لتغليفها بغلاف وطني و قومي و حرص

كاذب على القضية ، حتى يخادع البسطاء و يبين لهم بأن الخيانة كانت عملا

وطنيا بحتا ، و أنه قام بهذا و قدم تلك " التضحية " حتى يحافظ على القضية

الفلسطينية و على استمرار عملية " السلام " و ليمنع ضم بعض أراضي الضفة .

يريد الصعلوك الذي لا يعبره احد على وجه البسيطة أن يتعملق ، مع كل ما فيه من

الضآلة و الهزالة و الانحطاط . ما قيمة هذه الدويلة و ما هو وزنها الاقليمي و الدولي ؟

ان حجمهم معروف للقاصي و الداني ؟ أنهم " لا شئ" في كل المقاييس ، اللهم الا

بالمال الذي ياتيهم بلا جهد و لا تفكير ، انه رزق في باطن الارض وهبه الله

عز وجل لهذه الامة فنهبوه و صرفوه في مجونهم و لهوهم و اغراضهم الخاصة ،

و استخدموه لتدمير الامة و لخدمة اهداف اعدائها . و لولا هذا الرزق لكانوا على

بداوتهم حفاة عراة رعاة ابل و قطاع طرق و لصوص ليل يسطون على من حاذاهم

من القبائل الضعيفة . هكذا كان اجدادكم قبل و بعد الإسلام . كانوا يعملون لمصلحة

كل مارق زنديق . حتى قوافل الحجيج لم تكن تسلم منهم ، فكانوا يقطعون طرق

الحجيج خدمة للقرامطة ، يقتلون الرجال و يسبون النساء المسلمات و يبيعون

اطفالهم في اسواق النخاسة . هذه حقيقتهم و هذا تاريخهم الاسود ، و بعد ان اغناهم

الله من عوزهم و تخلفهم ، اول شيئ قاموا به هو خيانة الدولة الاسلامية ، فكانوا

ينفذون اوامر الضباط الانكليز ، و يكمنون للجنود العثمانيين فيقتلونهم ، حتى ذكر

بعض الباحثين انهم كانوا يقتلون الجندي المسلم ليسرقوا نعاله و بدلته ! ثم كفروا

بالنعمة و استخدموا الأموال لمصالح الانقلابيين و لتأجيج الفتن و زرع الدمار و

و حماية حكومات الاستبداد والحؤول دون قيام التغيير في هذه الأمة . نحن نسأل

ماذا فعلت أموالكم التي دفعتموها لجماعات تنفذ مخططاتكم في فلسطين و في

غيرها من بلاد العرب . ماذا فعلت أموالكم في مصر و اليمن و ليبيا و تركيا

و في كل بلد عربي و إسلامي ؟ ان كل قتيل في هذه البلاد لكم في دمه نصيب،

و كل مشرد و معذب و مفقود و معتقل لكم في معاناته و آلامه يد . و انتم بعد

مسؤولون عن اعادة الاوثان إلى جزيرة العرب ، فاقمتم معابد لليهود و

الهندوس و البوذيين و الاسماعيليين ، و مؤسسات للماسونية و لكل مخابرات

تتربص بهذه الامة . و بعد كل هذا تتحدثون عن حرصكم على القضية الفلسطينية

و على القضايا القومية للامة ! إن كنتم تريدون تقديم خدمة انتخابية لترامب

كونه يحمي عروشكم و امتيازاتكم ، فهذا شأنكم و لن تضروا قضيتنا في شئ

لان قضيتنا صامدة بعون الله و من ثم بإرادة شعبها الجبار و بدعم الشرفاء

في هذه الامة بمن فيهم اشقاؤنا من ابناء الامارات ، بل و بدعم كل شريف

في هذا العالم . لقد اعترف ترامب بيهودية دولة الاحتلال و بالقدس

عاصمة للكيان الغاصب و نقل سفارته للقدس ، كل هذا لم يغير في الحقيقة

الساطعة بان فلسطين للعرب و ستبقى و ستعود محررة حتى لو خانت كل

انظمة العرب . اياكم ان تقحموا أعدل قضية في خيانتكم ، فهذه القضية

لفظت الخونة في الماضي و ستلفظهم في الحاضر و المستقبل . و اقول

من جديد على السلطة ان تنحاز لقضيتها و تحسم امرها بشأن اوسلو ، لان

اوسلو يمثل النموذج الذي يختبئ خلفه كل مطبع خائن لوطنه و عقيدته و امته .

انهم يتلطون خلف اوسلو و يبررون خياناتهم ، و يقولون إذا كان اصحاب القضية عقدوا

اتفاقيات و عملوا التنسيق الامني و يجتمعون مع قادة و ضباط الاحتلال فلماذا يلوموننا ؟!

يجب ان ننتزع هذه الورقة من ايديهم ، لا سيما و ان اوسلو لم تحقق لنا الدولة المستقلة

على اراضي 67 ، لا بل يتم ابتلاع اراضينا و مقدساتنا ، و يقتلون منا في كل يوم و

يهدمون المنازل و يعتقلون الالاف من ابناء شعبنا ، و نحن في حال " السلام" كما

تدعون . فليمت اتفاق اوسلو الى غير رجعة ، و لتمت كل اتفاقيات العار التي

وقعها حكام العرب من كامب ديفيد ووادي عربة الى اتفاق بن زايد - نتنياهو .




google-playkhamsatmostaqltradent