recent
أخبار الساخنة

«من قلبي سلام لبيروت».. الفلسطينيون يبكون لبنان ويتضامنون رسمياً وشعبياً

بأشكال مختلفة منها الرسمية ومنها الشعبية، عبر الفلسطينيون عن تضامنهم مع الشعب اللبناني، لما ألم به بسبب حادثة الانفجار الكبيرة التي وقعت في مرفأ العاصمة بيروت.

وسياسيا أعرب الرئيس محمود عباس عن تضامنه مع القيادة اللبنانية والشعب اللبناني، عقب الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت.

وقدم الرئيس باسمه وباسم الشعب الفلسطيني، تعازيه الحارة إلى القيادة اللبنانية والشعب اللبناني بضحايا الانفجار، متمنيا لهم الرحمة، وللجرحى الشفاء العاجل، وذلك في اتصال أجراه مع نظيره اللبناني ميشيل عون، كما وجه سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، لوضع الإمكانيات الفلسطينية كافة تحت تصرف اللبنانيين، وأعلن يوم الأربعاء كيوم للحداد وتنكيس الإعلام، تضامنا مع الشعب اللبناني.

أما رئيس الوزراء محمد اشتية، فقد أعلن استعداد الحكومة الفلسطينية وضع كامل إمكانياتها تحت تصرف الدولة اللبنانية، وإرسال طواقم من الهلال الأحمر الفلسطيني، والتبرع بالدم للمساعدة في جهود إنقاذ المصابين.

وقال اشتية، في بيان أصدره: "مستعدون لوضع كامل إمكانياتنا في لبنان تحت تصرف الدولة اللبنانية، وتقديم أي مساعدة يحتاجها لبنان الشقيق، ونتقدم بتعازينا الحارة للعائلات الثكلى، وأمنياتنا بالشفاء العاجل للجرحى، فسلامة لبنان من سلامة فلسطين".

وتجدر الإشارة إلى أن طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، التي تعمل في المخيمات الفلسطينية في لبنان، شاركت في عملية إجلاء المصابين من مكان الحادث إلى المشافي اللبنانية، برفقة الطواقم اللبنانية.

وقد استقبل كل من مستشفى حيفا، ومستشفى الهمشري، التابعين للجمعية في بيروت العشرات من المصابين، حيث تم تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، وأكد رئيس الجمعية الدكتور يونس الخطيب، وقوف الجمعية أسوة بسائر مكونات الشعب الفلسطيني الى جانب لبنان في مصابهم الجلل، مؤكدا أن كوادر ومستشفيات وسيارات إسعاف الجمعية في لبنان لم ولن تتوانى عن اداء واجبها في اسناد طواقم الاخلاء والاسعاف كجزء من التزامهم الانساني والقومي تجاه لبنان.

كما خرجت الكثير من الدعوات من مسؤولين فلسطينيين في لبنان، إلى اللاجئين هناك، بضرورة الإسراع في التبرع بالدم من أجل إنقاذ حياة المصابين.

وهاتف وزير الخارجية رياض المالكي، وزير خارجية لبنان شربل وهبي، مقدما له تعازي الشعب الفلسطيني، بضحايا انفجارات بيروت، وأكد أن عزاء لبنان هو عزاء فلسطين، وعبر له عن تضامن الشعب الفلسطيني بالكامل مع لبنان البلد المضياف للشعب الفلسطيني والحامي لحقوقه والقومي بعروبته.

واشار الى أن تعليمات السيد الرئيس ورئيس الوزراء واضحة، وهي أن نعمل على تقديم كل ما نملك من أجل مساعدة لبنان في محنته هذه.

كما ابلغ نظيره أن الفلسطيني في لبنان أول من تحرك على مستوى فتح مستشفياته، وتحريك طواقم الدفاع المدني والمتطوعين لديه، كذلك المتبرعين بالدم بالمئات.

بدوره قدم الوزير وهبي لنظيره المالكي كل الشكر للقيادة والشعب الفلسطيني، مقدرا هذه المبادرة من دولة فلسطين ومن شعبها، وأكد أن لبنان بحاجة للمساعدة للخروج من هذه المحنة، وأنه يرحب بكل مساعدة تقدمها دولة فلسطين وكل دول العالم في هذا المجال، حيث تم الاتفاق على استمرار التواصل بين الوزيرين، لتحديد الاحتياجات اللبنانية من جهة والإمكانيات الفلسطينية المتوفرة من جهة أخرى.

إلى ذلك فقد هاتف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، كلا من الرئيس اللبناني ميشيل عون، ورئيس الوزراء حسان دياب، ورئيس البرلمان نبيه بري، وقدم لهم التعازي بالضحايا، متمنيا في الوقت نفسه الشفاء العاجل للجرحى، وأكد هنية، في تصريح صحافي، على كامل الثقة بأن لبنان من القوة والتماسك لتجاوز هذه المحنة، مشددا على الوقوف إلى جانب لبنان وأهله وشعبه في هذه اللحظات المؤلمة.

يذكر أن الانفجار الكبير الذي هز مرفأ بيروت، أحدث خرابا ودمارا كبيرين، طال أجزاء كبيرة من العاصمة، وأوقع عشرات القتلى، حيث يتردد أنه ناجم عن انفجار مخزن لألعاب نارية.

وقد سجلت محطات الزلازل التابعة لمرصد الزلازل الفلسطيني في جامعة النجاح الوطنية الانفجارات التي حصلت في بيروت، حيث اظهرت السجلات الزلزالية أن الانفجارات استمرت لأكثر من 60 ثانية. وبحسب التحليل الأولي لأكبر تفجير بلغت قوته تقريبا 4 درجات على مقياس ريختر، وهذه الدرجة يتحرر منها طاقة كبيرة تعادل الطاقة المتحررة من تفجير 1000 طن من مادة (التي ان تي).

وشعبيا عجت مواقع التواصل الاجتماعي، بالتدوينات التي تشارك لبنان حزنها، وكتب جبريل أبو كميل تدوينة مرفقة بصورة لمكان الانفجار جاء فيها "السلام لبيروت”، فيما كتب محمد أحمد "آه يا بيروت”، وقد وضع برفقة تدوينته صورا للانفجار والضحايا.

واستخدم الكثير من المغردين صورة الكاريكاتير الشهيرة للرسام الفلسطيني ناجي العلي، التي علق فيها بجملة "صباح الخير يا بيروت”، فيما قام آخرون بوضع علم لبنان خلفية لصورهم في موقع "فيس بوك”، وكتبوا جملة "من قلبي سلام لبيروت”.

ويربط الكثير من المواطنين بين تلك المشاهد التي خلفها دمار بيروت، وبين مشاهد الدمار التي كانت تخلفها الغارات الإسرائيلية الدامية ضد الفلسطينيين خاصة في قطاع غزة. ويقول المواطن أحمد طه إن الارتباط الفلسطيني اللبناني خاصة بالدم، له تاريخ ممتد منذ سبعينات وثمانينات القرن الماضي.

ويضيف طه لـ "القدس العربي” الذي كان يتابع أخبار الانفجار من لحظة وقوعه، عبر هاتفه النقال، بما في ذلك مشاهد الانفجار الضخم، أنه تألم كما لو كان الأمر قد حدث في فلسطين، لافتا إلى أن تلك المشاهد أعادت إليه ذاكرة الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

وفي المناطق الفلسطينية هناك الكثير من اللاجئين الذين عادوا مع قدوم السلطة الفلسطينية، حيث أمضوا سنوات من أعمارهم في مخيمات اللجوء في لبنان، وقد بادر الكثير منهم للاتصال بأصدقاء لبنانيين لهم، ولأهاليهم في تلك المخيمات، للاطمئنان عليهم.

يذكر أن الفصائل الفلسطينية أصدرت بيانات، أعربت فيها عن بالغ مواساتها وتضامنها مع الشعب اللبناني، بسبب حادثة الانفجار.
google-playkhamsatmostaqltradent