recent
أخبار الساخنة

مخاطر الاعتراف الاماراتي بكيان العدو عبد معروف /بيروت

الصفحة الرئيسية





مرة أخرى يخرج نظام عربي من خلف الستارة ، ليعلن رسميا اعترافه ، والاشهار بعلاقاته مع الاحتلال الاسرائيلي .
مرة أخرى ، يكشف نظام عربي جديد عن وجهه الحقيقي ، ليؤكد حق الكيان الاسرائيلي بالوجود على حساب الشعب الفلسطيني ، ضاربا عرض الحائط جميع القرارات والاتفاقيات والمواثيق العربية والدولية .
دولة الامارات العربية المتحدة ، ليست على الحدود مع الأراضي المحتلة ، ولم تشارك في القتال إلى جانب دول الطوق ، ولم تهزم في حرب ، تجبرها على توقيع اتفاقية استسلام ، لكن يبدو أن الاعتراف الاماراتي العلني والرسمي بدولة الاحتلال له أبعاد أخرى أبرزها اقتصادية وأمنية:
أولا أن الامارات العربية هي كيان ارتبط ارتباطا وثيقا بالامبريالية الأمريكية ومخططاتها في المنطقة ، وبالتالي لا يمكن لها رفض أوامرها بأن تكون ضمن السيناريوهات المرسومة .
ثانيا أن الامارات في إطار منظومة عربية ، مأزومة ومربكة وهزيلة وعاجزة وخائفة ، تحاول كسب الرضى الأمريكي الاسرائيلي لضمان بقائها على قيد الحياة أمام الاهتزازات الاجتماعية والسياسية والامنية والاقتصادية التي تصيب المنطقة والعالم.
ثالثا أن الإمارات العربية ارتبطت بفلك اقتصادي عالمي ، وترى أن التبادل التجاري والصناعي والأمني مع الكيان يعزز من قوتها ومكانتها في العالمية.
لكن كل تلك الأهداف لا تبرر لدولة الامارات العربية المتحدة توقيع اتفاقية انفتاح واستسلام أمام مخططات العدو الاسرائيلي ، فالأمن العربي ومنها أمن الامارات لا يمكن أن يكون محميا من عدو لم يعرف سوى سياسة العدوان والاحتلال والنهب والمصادرة والسيطرة التي تقودها الإمبرياليات العالمية والكيان الاسرائيلي .
بل على العكس تماما إن الانفتاح العربي أمام المشاريع الأمريكية والاسرائيلية والروسية والاقليمية ، سيضعف الأنظمة كما يضعف الشعوب والأوطان ، ويجعلها عرضة للتخريب والاهتزاز والسيطرة والتحكم من أجهزتها الأمنية وتجارها ومافيات رأس المال والمخدرات والسلاح .
الاعتراف بالكيان الاسرائيلي والانفتاح على السياسة والدوائر الأمنية والاقتصادية الاسرائيلية ، لا يشكل خطرا على مستقبل القضية الفلسطينية فحسب ، بل يشكل خطرا على الدول التي تعترف بالكيان الاسرائيلي وتفتح له أبوابها .
والاعتراف وتنظيم العلاقات مع دولة "إسرائيل" ، هو الاقرار بشرعية كيان الاحتلال وحقه في الوجود والأمن والاستقرار ، وكما أن الاعتراف يعني قبول التعامل مع هذا الكيان وبالتالي فتح ابواب الاقطار العربية على مصراعيه أمام تجار ومافيات وأجهزة مخابرات الاحتلال الاسرائيلي .
ما يعني أيضا ، انهاء الصراع العربي الاسرائيلي والتعايش السلمي مع عدو مغتصب ويهدد الوجود العربي كأفراد وجماعات ، وفك العزلة عن هذا العدو والمساهمة في انعاشه ومده بأسباب البقاء والتطور.
لاشك بأن الاعتراف العربي بالكيان الاسرائيلي ، يشكل ضمان تبعية المنطقة العربية للاحتكارات الامبريالية والاسرائيلية وهذا هو الأهم ، لهذه الاسباب جميعا رغم تداخلها تسعى الامبرياليات العالمية (موسكو/ واشنطن / الاتحاد الأوروبي) الى الحصول على الاعتراف العربي بوجود اسرائيل المغتصبة عن طريق السلم حيث أمكن ، وعن طريق الحرب حيث يتطلب ذلك .
لذلك يمكن الاجابة على سؤال : ماذا يعني الاعتراف بالكيان الاسرائيلي ؟
إن الاعتراف بالكيان الاسرائيلي يعني القبول بتصفية القضية الفلسطينية وبتشريد الشعب الفلسطيني في دول الشتات وانهاء قضيته العادلة.
كما يعني منح الكيان الغاصب الحق بالعدوان والقتل والتدمير ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات واقتحام الأقصى ومن ثم تدميره .
ويعني أيضا ، أن الأقطار العربية ستتبع سياسىة الانفتاح اقتصاديا وثقافيا على العدو الصهيوني بشكل علني ورسمي ، ما يعنيه ذلك من ضرب التقدم الصناعي والتجاري والحضاري العربي
والخضوع لهيمنة الامبرياليات والقوى والدول والتيارات الطائفية مع ما يعنيه ذلك من ضرب مطامح الجماهير العربية في التحرر والتقدم والتطور .
إن الخطر الداهم من عملية السلام وإقامة العلاقات مع الاحتلال الاسرائيلي ، يفوق خطر الحروب والمعارك على جبهات القتال . والدول التي تتهرب من دفع ضريبة الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي ، ستدفع الثمن أكبر في التسوية والاستسلام .
google-playkhamsatmostaqltradent