recent
أخبار الساخنة

الفلسطينيون يعمّدون دعمهم للبنان بالدم وبلسمة الجراح بقلم: أمين مصطفى

الصفحة الرئيسية




لم يكن غريباً أو مفاجئاً أو جديداُ أو مستهجناً على أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان، حالة الاستنفار التي قاموا بها، من أجل مساعدة ومساندة أشقائهم اللبنانيين، إثر الإنفجار الهائل الذي هزّ بيروت وضواحيها، والتي قدّرت نسبة المواد المتفجرة فيه حوالي 2700 طن، ما أدى إلى استشهاد أكثر من مئة شخص وجرح 5000 آلاف آخرين، حسب آخر التقديرات الرسمية.

منذ اللحظة الأولى للحدث الجلل، أعلن آلاف الشباب الفلسطينيين استعدادهم للتبرع بالدم. وفتح الفلسطينيون في المخيمات منازلهم وقلوبهم لاستقبال المتضررين، وتقديم أي معونة متوافرة. فيما تحركت أفواج الدفاع المدني، رغم ضعف إمكانياتها للمساهمة في إطفاء الحرائق، وانتشال الجثث والمصابين من تحت الأنقاض. وفتحت المستشفيات الفلسطينية، على قلتها، أبوابها للمصابين من مختلف الجنسيات، وقامت أطقمها الطبية بمعداتها البسيطة في بلسمة الجراح وتوفير الإسعافات العاجلة، بعد أن امتلأت المستشفيات اللبنانية بجثث الشهداء وآلاف الجرحى.

وفي ذات السياق اندفع مئات المتطوعين الشبان من المخيمات الفلسطينية-وبشكل عفوي- للإسهام بدورهم في توفير الرعاية أو تقديم المساعدات للمحتاجين في الأماكن المنكوبة.

هذا المشهد يدلّ على مدى تحسس اللاجيء الفلسطيني بأوجاع ومعاناة الآخرين، بخاصة ممن تربطهم بهم من روابط الأخوة.

كم يدلل المشهد على وحدة الدم اللبناني الفلسطيني التي لا تزعزع أركانها أحداث عابرة، ولا أحقاد وأقوال وممارسات وقوانين عنصرية لجهات معروفة الأهداف والغايات، وهي باتت منبوذة أصلاً.

إن عمادة الدم الفلسطيني اللبناني قديمة، جديدة ومستمرة، لا ولن تهزها أية عواصف طارئة أو مفتعلة، لأن ما يجمع بينها من رؤية موحدة ومصير مشترك قوي، وتحديداً في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها القضية الفلسطينية والمنطقة برمتها.

الاندفاعة العاطفية والمسؤولة والوطنية والقومية والإنسانية لأبناء المخيمات الفلسطينية في الوقوف إلى جانب أشقائهم اللبنانيين خلال محنتهم، لم تكن عابرة وظرفية، بل أتت من عمق إيمان وقناعة ووضوح رؤيا.

 - 05 آب, 2020
google-playkhamsatmostaqltradent