recent
أخبار الساخنة

العلاقات الفلسطينية – اللبنانية في مواجهة الأصوات العنصرية عبد معروف

الصفحة الرئيسية



    ليست هي المرة الأولى التي تطلق فيه شخصيات وقوى لبنانية ، مواقف عنصرية بحق شعبنا الفلسطيني في لبنان ، بل يبدو أن الأصوات بدأت تتصاعد وتتوسع لتحمل الفلسطينيين الخراب والانهيار الذي أصاب لبنان .
    لا أعتقد ان هناك ضرورة لاستعراض المراحل التاريخية للأزمة اللبنانية منذ عقود طويلة من الزمن ، ولا أعتقد أن أحدا لا يعلم أن الأزمة اللبنانية ، أو الأزمات اللبنانية ، الأمنية والطائفية والاقتصادية والتحالفات والانهيار المالي ، لها أسباب داخلية أولا ارتبطت ببنية النظام والمؤسسات اللبنانية القائمة على حصص الطوائف والمذاهب والمحسوبيات ، وبنية النظام الاقتصادي الريعي القائم على الحصص والامتيازات .
    ولكن أن يحمل الفلسطيني مسؤولية هذا الانهيار الشامل ، فهذه مواقف عنصرية بامتياز ، ومواقف سطحية ساذجة ، تحاول الهروب من مسؤولياتها أو عجزها ، وتحاول الفرار مما اقترفت من فساد ونهب واستغلال وهي في السلطة .
    بالعموم ، هناك أصوات لبنانية مسؤولة وغير مسؤولة ترتفع بين الفترة والأخرى بشكل عنصري بغيض ، ترمي أوساخ الأزمة اللبنانية على الشماعة الفلسطينية .
وأمام هذه الأصوات التي تأتي من اتجاهات مختلفة ، لابد من أسئلة ، كيف يمكن وقف هذه الأصوات ؟ ومن المسؤول عن حماية الشعب الفلسطيني في لبنان والدفاع عن كرامته؟ أسئلة مشروعة ، ومن حق الفلسطيني أن يتوجه به إلى الجهات المعنية .
    استنادا إلى القوانين الدولية والمحلية ، فإن الفلسطينيين في لبنان ، هم لاجئون ، منذ أكثر من 72 عاما في بلد عربي شقيق ، وبالتالي من حق اللاجئ الفلسطيني أن يتمتع بالعيش الكريم دون أي مس بمشاعره الوطنية والانسانية . 
    وإذا كان ذلك استنادا للأعراف والقوانين الدولية واللبنانية فإن على المجتمع الدولي والسلطة اللبنانية أن تعمل كل ما في وسعها لتأمين الحماية للإنسان الفلسطيني في لبنان وعدم المس بكرامته ، خاصة بعد أن افتتحت سفارة دولة فلسطين في بيروت ، وأقامة القيادات والفصائل الفلسطينية جميعا علاقات وثيقة على كافة الصعد مع الدولة اللبنانية .
    لذلك فإن النظام اللبناني القائم يتحمل مسؤولية محاسبة الأصوات العنصرية والتعديات التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في لبنان ، وعلى السلطات اللبنانية التدخل ومحاكمة الأصوات التي تغرد خارج القوانين والأعراف ، وإخضاعهم للقضاء .
    من جهة ثانية ، افتتحت سفارة دولة فلسطين في لبنان ، إعلانا بعلاقات دبلوماسية بين السلطتين الفلسطينية واللبنانية ، وهذا يعني أن على كلا الطرفين احترام هذه العلاقات . وإذا كان الفلسطيني قد قدم ما عليه خلال العقود الماضية من واجبات أمنية وسياسية ، ويساهم إلى حد كبير في الحركة الاقتصادية اللبنانية ، فمن واجب لبنان أن يحترم هذه العلاقات ويتبع طريقة قانونية أو سياسية أو غيرها لأسكات الأصوات العنصرية ضد الفلسطينيين .
    وإذا كان لبنان اليوم ، يعيش حالة تفكك وتشرذم وانهيار ويعيش أزمات لا يمكن التنبؤ بنتائجها ، إلا أن ذلك يجب أن يشكل دافعا للسلطة اللبنانية ومنع الاعتداءات التي تتعرض لها كرامة الانسان الفلسطيني ، لأن لبنان لا يحمل المزيد من الضغوطات العربية والدولية لما يرتكب بحق الفلسطيني .
    منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني داخل وطنه وفي دول الشتات ، وبالتالي فإن المنظمة هي المسؤولة أولا وأخيرا عن حماية الشعب الفلسطيني وعدم التعرض لحياته أو المساس بكرامته ، والمنظمة لديها من الإمكانيات والعلاقات التي تجعلها قادرة على وضع حد لأي اعتداء يستهدف الفلسطينيين في لبنان ، وذلك من خلال علاقاتها الدبلوماسية والحزبية والسياسية مع الأطراف اللبنانية كافة ، خاصة وأن قيادات المنظمة والفصائل كثفت من الزيارات والاجتماعات والتقاط الصور مع المسؤولين الرسميين وغير الرسميين اللبنانيين ، وفي كل نشرة أخبار تطلعنا وسائل الاعلام زيارة وفد من الحركة أو المنظمة أو الجبهة لرئيس الحكومة اللبنانية أو الوزير اللبناني أو الرؤساء اللبنانيين ، وخلال أسبوع واحد تطلعنا وسائل الاعلام أن الرئيس أو الوزير نفسه استقبل في اليوم الأول وفد منظمة التحرير ، وبعد يومين استقبل وفد من حماس ، وبعد يومين وفد من الشعبية وبعدها وفد التحالف وبعدها وفد الديمقراطية ... إلخ .
أولا : ما هو هدف هذه الزيارات إذا كانت أمور شعبنا الفلسطيني في لبنان تزداد تعقيدا وهي بانهيار شامل ، فقر وحرمان وأصوات عنصرية ، ووضع تربوي متردي ، ماذا يتحدثون في هذه الاجتماعات إذا كانت قضية إنسانية واحدة لم تعالج؟ .
ثانيا : إذا كانت الزيارات مهمة وتعمل على معالج قضايا شعبنا ، لماذا هذه الزيارات المنفردة لنفس المسؤول ، أليس هذا مستغربا ويضعف من مستوى هذه القيادات ، إذا كانت قيادة الفصائل تهتم بقضايا الشعب ، فمن الأفضل أن يكون الموقف موحدا ، وإذا كانت الزيارات لالتقاط الصور ونقل التحيات والسلامات ، فهذا يعني أن على شعبنا "السلام" .
   تصاعدت الأصوات العنصرية في لبنان ضد شعبنا ، وهذا يتطلب حراكا وطنيا رسميا وفصائليا وشعبيا ، دون الاكتفاء في بيانات وتصريحات الادانة والاستنكار وما أكثرها .. فهذه البيانات لم تعط ثمرة ولم تضع حدا للعنصرية .
    على البعثة الدبلوماسية الفلسطينية ومنظمة التحرير والفصائل ، أن تتحمل مسؤولياتها وتعمل بكل جدية من أجل وقف الاعتداءات العنصرية وذلك من خلال :
= رسالة من الرئيس محمود عباس إلى الرئيس اللبناني ميشال عون تستعرض مخاطر هذه الأصوات العنصرية التي تطلق بين الحين والآخر في ظل الأوضاع وحالة الانهيار التي تتعرض لها القضيتين اللبنانية والفلسطينية .
= زيارة سفير دولة فلسطين في لبنان لوزير الخارجية اللبنانية ، حاملا رسالة من وزير الخارجية الفلسطينية يبدي استغرابه ودهشته واستنكاره للأصوات العنصرية ضد شعبنا في لبنان .
= زيارات ومذكرات إدانة من الفصائل واللجان والجمعيات الفلسطينية للقوى والأحزاب والتيارات اللبنانية تشرح مخاطر الأصوات العنصرية .
= مذكرة إلى المؤسسات الدولية ومقرات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان تشرح طبيعة الهجمة التي يتعرض لها اللاجئ الفلسطيني في لبنان .
= اعتصامات ومسيرات حاشدة داخل المخيمات الفلسطينية وأمام مقر الأونروا الرئيسي وأمام مقر الأمم المتحدة تنديدا بالهجمة ومطالبة بوقفها وتأمين الحماية الانسانية .
    هي مجرد اقتراحات وخطوات عمل لا أدعي أنها نهائية ، فمن المسؤول عن إيجاد سبل الرد ليس أنا ، بل أولئك الذين يتصدرون المشهد السياسي الفلسطيني في لبنان والمدافعين عن حقوقه.
google-playkhamsatmostaqltradent