recent
أخبار الساخنة

“منتدى الأعمال الفلسطيني اللبناني “ و”ملتقى الأعمال الفلسطيني الأردني“ نظما لقاء الأعمال “كيف سيبدو العالم بعد العاصفة“ مع الإعلامي والمفكّر وضاح خنفر

الصفحة الرئيسية


المصدر : رأفت نعيم

نظم “منتدى الأعمال الفلسطيني اللبناني” بالتعاون مع ”ملتقى الأعمال الفلسطيني الأردني“ لقاء الأعمال عبر تطبيق “ZOOM” تحت عنوان” كيف سيبدو العالم بعد عاصفة كورونا” واستضاف الإعلامي والمفكر وضاح خنفر ( مدير عام شبكة الجزيرة الإعلامية السابق ومؤسس منتدى الشرق “ بمشاركة رجال أعمال من مختلف الأقطار العربية .

رئيس الملتقى

استهل اللقاء بترحيب من رئيس ملتقى الأعمال الفلسطيني الأردني المهندس نظمي عتمة الذي اشار الى انه يأتي ضمن سلسلة لقاءات يعقدها الملتقى وهدفها التعرف او التوقع لما سيحدث بعد جائحة كورونا وحجم التغيرات المتوقعة على كافة الصعد التي ستتأثر بها بلادنا والعالم اجمع بعد انقضاء هذه الجائحة . مستعرضاً عمل الملتقى واهدافه وقال” تعودنا كأصحاب أعمال ورجال اعمال ان الفرص دائما تكمن في المشاكل والتحديات وهناك اليوم تحدّ ومشكل كبير ونتوقع في الجانب الايجابي أن يكون هناك ايضا فرص كبيرة “.

خنفر

ثم تحدث الإعلامي وضاح خنفر شاكراً منظمي اللقاء على استضافته ، وقال” بعد مضي عدة اشهر على اكتشاف المرض واعلانه جائحة دولية نستطيع ان نقول اننا قد رأينا في النهاية التشكلات الأولية للمنظومة الدولية بناء على ما لمسناه حقيقة على ارض الواقع ، فهذه المنظومة عادة تتشكل بسبب الأزمات وتكون وليدة مراحل ونقاط تحول في التاريخ وهي نتيجة للصراع وموازين القوى وفي الغالب تتشكل وفقا لقواعد هذا الصراع ، وعندما تتشكل موازين القوى يتشكل النظام الدولي“ .

وبعد عرض مطول لواقع النظام العالمي قبل كورونا اعتبر خنفر ان “العالم الذي سنراه بعد قليل لم يأت فجأة بل وليد ونتاج تطور لتيارات سياسية وافتصادية موجودة مسبقاً في النظام الدولي لكن جاءت الأزمة لتسرع وتكثف هذه التيارات وتجتمع كمجموعة عناصر” .

من سيترأس قيادة العالم !
واذ رأى اننا اليوم امام واقع جديد ، طرح خنفر تساؤلاً :” من الذي سيترأس قيادة العالم في المرحلة القادمة “؟..وتابع “ لا شك أن أميركا تتراجع والتظاهرات التي نراها هي احد اعراض الأزمة الكبرى التي تعيشها الولايات المتحدة على المستوى السياسي والاقتصادي والصعود غير المسبوق للإستقطاب العرقي والنزعة العنصرية والذي لم يسبق له مثيل في السنوات الماضية “.
واضاف” هل هي اوروبا من ستقود العالم ؟.. أوروبا تراجعت منذ سنوات طويلة ، اشكالاتها كثيرة ومعقدة والاتحاد الأوروبي عانى من ازمات متلاحقة .. لكن الأزمة الحالية مركبة اقتصادية- سياسية، وأزمة أجيال وأزمة شيخوخة ، وهذا يرهق موازنات الدولة القائمة على الرفاه “.
وتابع خنفر “الكل يقول ان الصين هي الدولة التي ستتبوأ المكانة العالمية القادمة لكني لا ارى ذلك بالمطلق وان كان هناك صعوداً صينياً قادماً نسبياً ..الصين منذ آلاف السنين امبراطورية ذات نفوذ لكن يقتصر داخل الصين او في الجوار المباشر المرتبط بها بشكل حيوي عضوي ..والصين تاريخياً ونفسياً مكتفية بذاتها في لحظات القوة والضعف تغلّب الإنغلاق على الإنفتاح . وهناك العديد من الأسباب التي تجعل الصين عاجزة عن تسيّد العالم ، سياسية وثقافية وافتصادية “.
واعتبر خنفر بالمقابل اننا “نشهد الآن تياراً ينبغي ان ننتبه له وهو وجود روسيا في البحر المتوسط ولديها قاعدتان في طرطوس( سوريا) وفي ليبيا . لكن المفاجئة الأكبر ان تركيا التي حرمت لسنوات طويلة من نفوذ حقيقي في البحر المتوسط ، هي الأخرى تمكنت اليوم من تأسيس نطاق مائي بحري يمتد من شواطىء تركيا الى شواطىء ليبيا عبوراً باليونان. ولدى تركيا قاعدة عسكرية في ليبيا كما اصبحت روسيا في البحر المتوسط اصبحت تركيا فيه كذلك “.
ورأى خنفر “ أن المنظومة الدولية تتفكك ليس لحساب احد بالضبط ولكن لأن هناك سادة كثر سوف يخرجون من رحم هذا التحول الدولي الهائل. وهؤلاء السادة ، الأكثر قدرة منهم على البقاء هو الأكثر قدرة على ان يطور موازين قوة في منطقته ثم في العالم “.
وحول ما سينتج عن حالة التحول هذه ونافذة الفوضى او الإرتخاء التي قد تستمر سنتين او عشراً او 15 سنة ، قال خنفر “ان اللاعبين الذين كانوا ضعفاء مهمشين مبعدين بإمكانهم اليوم ان يأتوا الى مركز صناعة القرار الدولي . وتركيا تأتي الى مركز القرار الاقليمي ثم الدولي وروسيا تحاول ان تملأ الفراغ .. “
الواقع العربي
وعن الواقع العربي ازاء هذه المتغيرات قال خنفر” في العالم العربي ما زلنا منكبين على صراعاتنا ولا ننظر الا تحت اقدامنا ، فلا رؤية استراتيجية ولا قدرة على ان نستغل مرحلة هذه النافذة المفتوحة لنا في شقوق النظام الدولي لنؤسس لأنفسنا موقفاً جيوسياسياً قادراً على النفوذ والتأثير “.
واعتبر خنفر أن” “الأنظمة العربية فاشلة على المستوى السياسي والاقتصادي وبعضها يحاول لكن كثير منها صرف همه لقمع الناس لأن بقاءه مرتبط بقمعهم وانهاك الحريات”.
وخلص خنفر الى ان “ دولنا العربية ينبغي ان تصالح جماهيرها وتصارحهم وتتحالف معهم وإلا فنحن في مشكلة كبيرة لن تطال فقط الناس بل الأنظمة لأن الناس عندما تجوع ليس لديهم شيء يخسرونه “.
لكن ثمة نقطة ايجابية توقف عندها خنفر وهي أن”الوعي الشعبي سيزداد “ فقال” مررنا بدورات عنف تعلمنا منها اشياء كثيرة ومازلنا نحتاج لأن نتعلم . والتجربة القادمة ستكون عنيفة لكن الوعي يزداد . فالشعوب العربية مسيسة اكثر من حكوماتها وقياداتها وهذا مكسب كبير ينبغي للقوى الحية في الأمة ان تستثمره لكي تنتج تيارات ثقافية واجتماعية جديدة تملأ هذا الفراغ الذي خلّفه تخلف وتراجع وتخاذل النظم الاقتصادية والسياسية في عالمنا العربي .
وفي معرض اجابته على اسئلة المشاركين ، توجه خنفر بكلمة للشباب العربي فقال” ان انكفائنا عن التفكير ذو البعد الأعمق الى التفكير السطحي لا يعطينا علماً ومعرفة وانما يملأ فراغاتنا بمزيد من الأحاجي والألغاز التي لا نجد لها حلولاً . فحاولوا ان تفكروا بشكل اعمق وقللوا من اعتمادكم على الثقافة السطحية وحاولوا ان تناقشوا وان تجادلو ، نظموا أنفسكم في الشبكات، نستطيع ان نبني ثقافة حوار ونقاش وبناء وجدل من خلال منظومات تواصل تمتلكونها. فأنتم الذين ستصنعون هذا المستقبل وستحملون الراية . والذي ترونه امامكم عقبات ليست سهلة تحتاج الى عقول عظيمة والى مبادرة وفكر وابداع وتفكير حقيقي وجاد واتعاظ بتجارب الآخرين . حولوا عالم الأيديولوجيات الى عالم قيم ، احملوا هذه القيم الى العالم ، تحالفوا مع حملة القيم في العالم ومع الذين يدافعون عن حقوق الانسان وقفوا الى جانب من يدافعون عن المساواة والعدل، انضموا الى صفوف المناضلين في كل مكان . اننا نحتاج لأن نخرّج هذا الصنف من الناس ذو الطبيعة القيمية العالمية التي تقدم للعالم وجهة نظر جديدة عن المسلمين يحملون من خلالها ، لا هموم قراهم ومدنهم واحزابهم وتياراتهم بل هموم العالم اجمع ويكونون قادة في التغيير عالمياً ”.
google-playkhamsatmostaqltradent